عبير حجازى تكتب: كلمنى .... شكرا

الأحد، 03 أكتوبر 2010 01:17 م
عبير حجازى تكتب: كلمنى .... شكرا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كلمنى .... حاورنى .... نتفاهم .... نتناقش .... نصل لحل يرضى الطرفين.

الحوار هو لغة التفاهم بين البشر هو الطريقة التى يعبر بها الإنسان للطرف الآخر عما بداخله من أفكار ومشاعر هو الطريق الذى يقرب وجهات النظر بين الناس بين أى طرفين زوج وزوجة، أب وأبناء، أم وأطفالها معلم وتلميذ، مسئول ومواطن، بائع ومشترٍ، موظف وعميل، حتى بين الدول وبعضها الحوار مطلوب لعقد الاتفاقيات وتقريب وجهات النظر الحوار .... كلمنى وأعطنى الفرصة كى أتكلم اسمعنى ودعنى أسمعك.


ولكن ألا تتفقون معى فى أن لغة الحوار قد خرجت شيئا فشيئا عن الطريق الصحيح المرسوم لها ألا تلاحظون معى أن لغة الحوار فى طريقها للاختفاء من حياتنا اليومية، لم يعد هناك حوار، بل هناك جدل أو هروب أو سعى لفرض الرأى بالقوة وارتفاع الأصوات دليل على اختفاء لغة الحوار.

فبدلا من أن يتفاهم طرفا الحوار تجد أحد أمرين، إما أن يحاول أحدهما فرض رأيه قاطعا أى فرصة للتفاهم مغلقا أذنيه عن الرأى الآخر، وأما أن ينهى هذا الحوار بمنتهى السلبية بالهروب والتجاهل، محبطا أى محاولة للتفاهم والتقريب بين الرغبات.

وهناك نوع من الناس إما أن تقبل برأيه أو ينهال عليك بالنقد والاتهام مطبقا لمبدأ من ليس معى فهو ضدى، لماذا تختفى لغة الحوار التى تأمرنا بها تعاليم ديننا وسنة نبينا وأخلاقنا كشعب طيب مسالم لماذا لم يعد صدرنا يتسع للطرف الآخر.

الله سبحانه وتعالى فى كتابه العزيز شبه الكلمة الطيبة فى أثرها بالشجرة الطيبة التى أصلها ثابت وفرعها فى السماء التى تؤتى أكلها فتنفع صاحبها وتنفع الناس. أما النبى - عليه الصلاة والسلام - فقد أمره الله عز وجل أن ينشر دعوته باللين بالحوار بالإقناع وليس بالقوة ولا بحد السيف كما يدعى الغرب.

كما أنه عليه الصلاة والسلام كان أول من أرسى قواعد الشورى فى الدولة الإسلامية، وكان يستمع لأصحابه وهو الملهم الموحى إليه فقد سبق وسمع مشورة الصحابى سلمان الفارسى فى حفر الخندق فلم ينفرد بالرأى، بل تحاور مع أصحابه حتى وصلوا للحل ولنا فى رسول الله الأسوة الحسنة.

لماذا أصبحت لغة العنف هى الأعلى صوتا فى كل مكان فى البيت، وفى الشارع فى العمل فى كل مكان حتى بين الدول بعضها البعض، لماذا يبادر كل طرف برفع صوته بدون تفاهم، لماذا ضاق صدر الجميع ولم يعد يتسع لتقبل الآخر، هل لضغوط الحياة اليومية وضيق ذات اليد أمام تكاليف الحياة أثر فى هذا؟ هل لانشغال الأبوين فى العمل وبعدهم عن الأبناء أثر؟ فالأم ترجع من عملها مجهدة متعبة لا وقت لديها لسماع شكوى الأبناء، والأب كذلك مهموم مثقل بأعباء الحياة لا وقت لديه لسماع زوجته ولا أبنائه، هل اختفاء الحوار نوع من الأنانية؟ أم أنها أصبحت عادة لدينا أن نصم آذاننا ونغرق فى مشاكلنا متجاهلين تماما أن هناك أطرافا أخرى تشاركنا حياتنا. أتمنى أن تتغير لغة العنف السائدة الآن وأن نعود للحوار للتفاهم للنقاش.

أرجوك كلمنى.... حاورنى.... ناقشنى.... أقنعنى بما تريد.... عبر عن رأيك عن مطالبك عن فكرك.. وأعطنى الفرصة أن أعبر عن رأيى عن فكرى عن مطالبى.. أرجوك كلمنى.. ودعنى أكلمك.. اسمعنى واتركنى أسمعك.. حتى تستقيم الحياة...





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة