د.آلاء عزت عبد الحميد تكتب: ولا عزاء للأطباء

الأحد، 03 أكتوبر 2010 08:48 ص
د.آلاء عزت عبد الحميد تكتب: ولا عزاء للأطباء

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ليست هذه هى المهنة النبيلة، ولم يكن ذلك ضمن القسم الذى أقسمناه يوم تخرجنا، ليست تلك وظيفتنا ولم تكن يوما كذلك، ماذا حدث بالله عليكم، إن كنت أستنكر بعض المسلسلات والأفلام التى أطاحت بالعرف والحياء فإنى اليوم أخجل مما فعلته البرامج الطبية، وأتساءل: ماذا يفعل طبيب النساء والتوليد أمام الشاشة وقد فتحوا الخطوط الهاتفية؟ ما نوعية الأسئلة التى ينتظرها كى يجيب عنها؟ ياللخزى! كم أدهشنى مناقشة الأمراض علانية على التلفاز وهى أمراض لا يسمح لها مغادرة أركان غرفة الكشف، وما يستفز المشاهد أن البرامج (يؤسفنى أنها تمت للطب) لا تقدم لك حلولا تستطيع معالجة مشكلتك بقدر ما تعلن عن الطبيب المستضاف، وإنى بحديثى لا أخص قناة ولا برنامجا بعينه ولكنى رأيت مقتطفات من تلك البرامج فى أكثر من قناة، ولمّا كان القول بأنه لا حياء فى العلم أردت أن أقول إن لكل مقام مقالا، ليس هذا مكان الشرح سيدى الطبيب، انتظر مرضاك فى عيادتك الخاصة واستمع لهم وساعدهم فى خفاء وستر ولا تجعل مشكلتهم ترفرف أرجاء العالم لكى يعلمها القريب والبعيد، وما يؤكد أن الغرض ليس مساعدة الناس فى الاستشارات المجانية هو مقارنة برامجنا الطبية بتلك الأجنبية، وهيهات هيهات أن تقارن، فإنى أدعوك لمشاهدتها وهى تناقش المشكلة وتقدم الحلول التى تفيدك فى إطار طبى نقى يخلو من الشبهات مما يجعلك مطمئنا وأنت تشاهد البرنامج أمام أفراد أسرتك كبرنامج علمى مفيد.

يؤسفنى المتاجرة بالطب، وربطه بتلك المهازل، أعتقد أننى لن أستطيع بعد اليوم نقد أى مسلسل أو فيلم يخرج عن إطار الحياء، وعلى أن أنحنى برأسى أسفا على تلك المهازل الطبية،
وعلى الرغم من أن البعض يرى بأنه لا حرج فى معالجة المريض هوائيا، وإن كانت محرجة فإنى مازلت متمسكة بتلك الغرفة الصغيرة التى لها باب واحد يدخل منه المريض ويغلقه وراءه ولا يسمع أحد ما به ويحيطه الله بالستر، ولا أظن أن عدد الأطباء لا يكفى لكثرة مرضاهم.

وأختم كلامى بأننا نلاحظ التركيز على تخصصات طبية معينة والحديث عن أمراض منتقاة وترك باقى التخصصات والتى أجزم أنها كانت ستفيد عددا كثيرا من الناس مثل القلب والغدد الصماء والأطفال والمخ والأعصاب.. ولا عزاء للأطباء.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة