أمنيتى المستحيلة ..
أن أمنح فرصة أخرى للعيش.. أن أولد من جديد لكن فى ظروف مغايرة.. أجىء مزودا بتلك المعارف التى اكتسبتها من وجودى الأول الموشك على النفاذ. أولد وأنا أعلم أن تلك النار تلسع.. وهذا الماء يغرق فيه من لا يتقن العوم.. وتلك النظرة تعنى الود وتلك التحذير وتلك تنبئ عن ضغينة.. كم من أوقات أنفقتها لأدرك البديهيات.. وما زلت أتهجى بعض مفردات الأبجدية !"
هذه الجملة الرائعة والخلاصة الجامعة لأستاذنا الكبير جمال الغيطانى الذى لا يسعنا المجال هنا للكلام عنه وعن مشواره والذى لا يخفى على جموع المثقفين. إنك حينا ترى الأستاذ تستشعر كل القيم المصرية الأصيلة ويمتد الشعور لقلبك لتشعر كما لو أن فارسا مصريا قد عاد من الماضى، ولكنه لا يمطتى فرسا وإنما يتسلح بالقلم لينظم جميل الكلام إننى لا أبالغ عندما أقول أننى استحضر روح وتاريخ القاهرة القديمة عندما أنظر إليه .
إن أمنية الأستاذ المستحيلة لهى من أفضل المقولات التى يمكن الانطلاق منها نحو تحسن ذاتك ومستقبلك للأفضل وأن تستلهم منها الكثير فهى، وبالرغم من كونها قليلة الكلمات إلا أنها تحوى عظيم البلاغة، وكما أن ما بين السطور كثير. إن الهدف الأساسى لأى منا هو أن يكون الأفضل والأحسن على الأقل فى محيطه وبين معارف، وهذا التميز لا يحدث إلا عندما يمتلك الفرد زمام أمره بكثير علمه وحسن فهمه لما حوله ولما يعرض له فى كل محيطه، وهو ما ذكره الأستاذ بوضوح حينما قال فى جملته: "أجىء مزودا بتلك المعارف، فدل على أن محور حياته هى مجمل المعارف التى يحتاجه للتعامل مع محيطه بدأ من معرفة أن النار تلسع وأن الماء يغرق إلى غير ذلك من تلك الأمور ذات الصلة بالتعاملات البشرية البديهية، لقد تطرق أستاذنا الكبير للحديث عن قمية الوقت الذى أنفقه لإدراك البديهيات، وهو ما يدعونا للتركيز على اساسيات حياتنا واختصار المزيد من الوقت الذى يضيع فى ما لا يفيد، وهو ما قد يطلق عليه بعض عوام الناس وقت الفراغ الذى وإن أحسن استغلاله لحدث فرق كبير" .
إن الخلاصة هى بالتركيز على العلم والمعرفة، وذلك مراعاة لأهمية الوقت دونما إهمال القدرة على تصحيح المسار وفق ما قد يطرأ على حياتك حتى تكون الأفضل .
حسام محمد كامل يكتب: الأمنية المستحيلة وتطوير ذاتك
الأحد، 03 أكتوبر 2010 11:29 ص
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة