بمجرد أن سمعوا ضربة المفتاح فى الباب، هرعوا نحوه صائحين: "بابا جه، بابا جه". مال ليضع حقيبته الثقيلة على الأرض، ويتلقى أصغرهم المندفع نحوه، ويرفعه بذراعه الأيسر، ويحيط أخرى بذراعه الأيمن، بينما ثالث يطوق خصره بذراعيه، "اتأخرت كده ليه يا بابا".
تظهر أم العيال عند باب المطبخ، وهى تفرد أكمام جلبابها، وتمسح يدها المبتلة فى ملابسها قائلة فى مرح "إيه يا عم كل ده تأخير"
قال بينما ينزل الصغير من على ذراعه عند منضدة السفرة، ساحباً حقيبته الثقيلة من الأرض "استنى خدى الحاجات دى علشان أفضى الشنطة".
فتح الحقيبة وأخرج منها بعض الجرائد والمجلات ونفضها على السفرة فسقط منها بعض فتات الطعام، وأخرج كمية من ورق الدشت ونفضها أيضا من الفتات، ثم أخرج ثلاثة بلوك نوت وثلاثة أقلام جاف أعطاها للابن الكبير قائلاً "خد دول علشان تذاكر فيهم" قالت الوسطى "وأنا يا بابا؟" فأخرج لها أكلسير جلدى فاخر قائلاً: "وإنت يا ستى خدى ده"، ثم مال بالحقيبة على المنضدة استعداداً لإخراج شىء ما.
أخرج طبقين متقابلين من الفوم بداخلهما عدد من السندوتشات وقطع الساليزون والباتيه معجونه مع عدد آخر من قطع الجاتوه السواريه والملفاى وأشياء أخرى اختلطت جميعا فلا تتبين أى منها من الأخرى، أعطها لزوجته قائلاً "حاولى بقى تسلكيهم من بعض"، فسحبت الطبقين إلى المطبخ بعيداً عن أيدى الأولاد التى بدأت تنهش منهما، ثم أخذ يخرج ما بقى فى الحقيبة من أقلام وميداليات والعلبة الملفوفة كهدية ولايعلم بعد ما بها، ثم قلب الحقيبة على وجهها لينفضها من الداخل مما علق بها من فتات وقصاصات.
رن جرس المحمول فى جيبه، فمد أصبعين نظيفين من يده المتسخة ليسحبه، نظر فى الشاشة فوجده رئيس القسم، رد بينما لازال يمضغ قطعة بتى فور وضعتها زوجته فى فمه، "أيوه يا ريس . . الله يكرمك . . أيوه أنا لسه جاى من هناك.. كنت لسه حكلمك والله.. أيوه يا ريس إحجز لى مساحة.. بكرة من النجمة حتكون تغطية الاحتفال على مكتبك".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة