بمشاركة 78 دولة بـ1300 فيلم قصير وتسجيلى، انطلقت أمس السبت فعاليات الدورة الرابعة عشر لمهرجان الإسماعيلية الدولى للأفلام التسجيلية والقصيرة بقصر ثقافة الإسماعيلية، وقد شهد حفل الافتتاح زحاما شديدا بسبب حرص أعداد كبيرة من أهالى وعائلات الإسماعيلية على حضور الحفل.
الزحام الشديد أدى إلى جلوس بعض الضيوف والمخرجين الأجانب المشاركين بأفلام بالمهرجان الجلوس على الأرض، كما أن بعض من الجمهور جلس فى المقاعد المخصصة للإعلاميين، وهو ما أربك حفل الافتتاح، إلى أن نجح منظمو الحفل فى الحفاظ على الأمن وأيضا خروج مراسم الافتتاح فى صورة أفضل، بعدما ساعدوا بعض صناع السينما التسجيلية والروائية القصيرة على دخول الحفل بعد أن أغلقت جميع الأبواب نظرا لامتلاء القاعة بالجمهور العادى على حساب صناع السينما والإعلاميين، وأيضا وجود بعض المقاعد غير الصالحة للجلوس وهو ما يحتاج إلى إعادة نظر من إدارة المهرجان وأيضا مسئولى قصر الثقافة.
رغم بساطة العرض الفنى فى حفل الافتتاح إلا أنه كان متميزا لدرجة كبيرة وجمع بين عنصرى البساطة والفكرة المتميزة وأيضا الموسيقى المناسبة، ووضح فيه مجهود فريق العمل وعلى رأسهم مخرجه الفنان محمود حجاج.
قال اللواء عبد الجليل الفخرانى محافظ الإسماعيلية فى حفل الافتتاح، إن لغة الأرقام تؤكد النجاح المتواصل لمهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية، إذ تقدمت فى دورة هذا العام 78 دولة للمشاركة بالمهرجان بـ1300 فيلم قصير وتسجيلى، مما يعكس الإقبال المتزايد على المهرجان غير المسبوق، من حيث التخصص فى منطقة الشرق الأوسط، موجهًا الشكر إلى وزير الثقافة فاروق حسنى الذى أناب عنه فى حفل الافتتاح عماد أبو غازى الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، والذى قال إنه يشرفه أن ينقل إلى الحضور كلمات وزير الثقافة فى تلك الدورة الجديدة التى تحمل عبق المكان وستظل الإسماعيلية مدينة الفنون.
أما الناقد على أبو شادى رئيس المهرجان فقد أكد اعتزازه بمهرجان الإسماعيلية منذ أن نجح المخرج والناقد السينمائى د.محمد كامل القليوبى أثناء رئاسته للمركز القومى للسينما فى إقناع فاروق حسنى بضرورة إقامة دورة جديدة، بعدها تم تقديم أعضاء لجنة التحكيم الدولية للمهرجان.
شهد الافتتاح عرض فيلم "فاوست الأمريكى.. من كوندى إلى نيوكوندى"، سيناريو وإخراج شيباستيان دوجارت إنتاج عام 2009، وتناول الفيلم مسيرة وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كونداليزا رايس" التى بزغ نجمها من ولاية ألاباما المنعزلة لتصبح أقوى سيدة فى العالم، ويحيى الفيلم ذكريات إدارة بوش الأب والابن، كما أنه يعيد النظر فيما أشيع عن كونداليزا بصفتها سيدة لا يعرف قاموسها غير كلمة "نعم" للرئيس بوش، لكن الفيلم يزيح الستار عنها كأكثر الأشخاص ثباتا وصبراً فى كتمان أسراره، وبالتالى فهى مسئولة عن الكثير من الميراث الذى خلفه بوش وراءه.
ويوضح الفيلم أن كونداليزا رايس بعد أحداث 11 سبتمبر تختلف تماما عنها بعدها، خصوصا أنها تتحمل الكثير من المسئولية فى إخفاء حقائق هامة عن الرئيس بوش الابن قبل 11 سبتمبر، وهى الحقائق التى تؤكد وجود مخاوف كبيرة لدى الاستخبارات الأمريكية من قرب وقوع هجمات إرهابية، لكن رايس لم تكلف نفسها عناء نقل تلك المعلومات إلى الرئيس، كما أنها ساهمت بشكل كبير فى الغزو الأمريكى للعراق رغم عدم وجود مبرر لتلك الحرب، حيث ساهمت بشكل أساسى فى ترويج أكاذيب بخصوص امتلاك العراق لأسلحة دمار شامل.
وقد نال الفيلم استحسان الكثير من جمهور حفل الافتتاح رغم أنه لم يكن مبهرا من الناحية الفنية، وأبرز ما مميزه هو الموسيقى التصويرية.