أتعجب من هذه الدولة وهذا الشعب الذى يعرف كل شىء فى الحياة، ويصنع كل شىء، لا يعرف اليأس ينتشر أبناءه فى كل أنحاء العالم يعرضون وينتشرون ويبيعون لا يعرفون المستحيل إنهم هؤلاء الصينيون.. فدولتهم تصنع كل شىء مهما كانت دقته أو ضخامته ونتعجب لأسعارهم التى إذا نظرنا إلى السلعة وأى سلعة يبيعونها، وحاولنا التفكير، سنحتار كثيرا ونتساءل كيف يبيعونها بهذا السعر، وكيف تصل إلينا به، وكيف تتكلف كل هذه التكلفة البسيطة رغم مصاريف إنتاجها وشحنها إلى الدول الأخرى، فكم العائد الذى سيعود عليهم، إنها تساؤلات وتساؤلات تمر بكل مواطن من أى دولة يشترى أى شىء مصنع فى هذه الدولة العجيبة.
والأعجب إنها تنتج سلعاً تكون الشعوب الأخرى فى احتياج لها، وهذا يدل أن هذه الدولة لا تنتج هباءً أو لمجرد أن تنتج لتتكدس منتجاتها فى مخازنها لتكون راكدة بلا طالب، لا بل بالعكس إنهم يقومون بدراسة دقيقة ومركزة ومفيدة فى أسواق الدول الأخرى لتضع يدها على ما هو مطلوب وغير متوافر أو مطلوب وسعره مرتفع لتوفره بأسرع مما نتصور، فنأخذ مصر مثالا فانوس رمضان تصنعه الصين، وتملأ به الأسواق المصرية ولا تقف مكتوفة الأيدى أيضا لتصنع الفانوس فقط لا بل كل عام تصنع الفانوس على شكل شخصية العام.. فكرومبو مثلا إذا كان مصدر اهتمام من الشعب تجد الفانوس كرومبو.. والتوك توك إذا كان هو مصدر جدل فيكون الفانوس توك توك، حتى وإن كانت شخصية العام عفريت لن تتوانى الصين فى عمل الفانوس على شكل عفريت.. إنها خطوات محسوبة لدولة تخطى عدد سكانها المليار مليون لا يتحججون ويلصقون كل تأخر لزيادة معدل السكان.. لا بل إنهم يعتبرون زيادة السكان نعمة وطاقة بشرية لها توظيفها ومكانتها فينطلقون من نجاح إلى نجاح.. فالطاقة السكانية فى بلد به مصانع ومؤسسات لا تنضب تستوعب العمالة والعاملين مهما زاد عددهم لأنها فى احتياج إليهم مهما زادوا.. فهم عرفوا الداء والدواء.. الداء فى الزيادة السكانية والدواء فى استغلال الطاقة البشرية للتنمية الاقتصادية.
ففى كل دولة تجد رجالا ونساء صينيين يحملون بضائعهم يعرضون يبيعون يتحركون لا يكلون أو يملون من العرض والبيع لا يجلسون فى منازلهم معتمدين على آبائهم وأمهاتهم ليكونوا عبئا ثقيلا عليهم بلا عمل.
ومن هنا وجدنا حلولاً لكل شىء فى الحياة.. ولكنها من بلد آخر أعداد سكانه أضعاف أعداد مواطنينا بكثير.. وهم بهذا لم يتركوا لنا ثغرة ننفذ منها ولكن أن تمدنا الصين بالعاهرات - حسبما نشرت وسائل الإعلام مؤخرا - فهذا هو العيب والخطأ الجسيم.
فهذه سقطة كبيرة لبلد عظيم وشباب صينى مكافح يكاد الشاب أو الشابة منهم يعمل كالطاحونة 24 ساعة يوميا بلا ملل، ولكن من المتسبب فى ذلك نحن المصريين كشباب مصرى فاته قطار الزواج.. فشجع هؤلاء على الترويج لهذه التجارة.. أم أنهم شعروا أيضا كدراسة أن شباب مصر فى احتياج إلى هذا؟ أم أنها حالة فردية ولن تتكرر؟
محمد الحفناوى يكتب: الزيادة السكانية نعمة أم نقمة؟
الجمعة، 29 أكتوبر 2010 12:20 ص
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة