
أكرم القصاص
مدينون لهؤلاء الذين شاطرونا التفاعل والسهر وصوبوا لنا.. مدينون لآباء الصحافة المؤسسين.. ولكل من صنع ثورة المعلومات التى أثبتت استحالة حجب المعلومة أو قمع حرية الرأى والتعبير
أن تقدم اليوم السابع نجاحاتها إلى القراء، فهذا لأنهم شركاء فى الإنجاز. وخلال ثلاث سنوات نسجت اليوم السابع علاقتها مع ملايين القراء الذين كانوا يشاركونها السهر والتعب، ويتفاعلون مع ما تنشره لحظة بلحظة.
كانت اليوم السابع صحيفة إلكترونية تدخل إلى القارئ بلا وسطاء، تقدم الخبر والرأى والتحليل بشكل لحظى، وعينها وقلبها مع القارئ وحقه فى المعرفة، إيماناً بأن المعلومة الصحيحة هى حق وهى الطريق لتكوين وجهة نظر صحيحة، وأن المعرفة كما أنها حق فهى قوة، وسند لحرية الرأى والتعبير.
ربما لم يكن فوز اليوم السابع بالمركز الأول فى استطلاع "فوربس الشرق الأوسط" للصحف الأكثر انتشاراً بالعالم العربى مفاجئاً، لكنها كانت هدية جديدة نقدمها لقرائنا، الذين كانوا شركاء التجربة بالفعل وليس بالمجاز، والصحفى يحتاج إلى التشجيع أحيانا ويسهر ويريد أن يجد معه الساهرين، وكان قراء اليوم السابع على امتداد مصر والعالم العربى، يشاركون فريق اليوم السابع السهر، ويقتطعون من وقتهم ليعلقوا ويشاركوا ويتفاعلوا وأحيانا ليصوبوا، بحب وتقدير لكون من يعمل كثيراً يخطئ أحيانا.
كانت العلاقة بين اليوم السابع وقرائه علاقة عقد معلوماتى وللقارئ حقوق، أولها حقه الأول فى المعرفة والخبر والمعلومة، من حق القارئ أن يعرف ما يجرى بأسرع وأدق طريق، مع تقديم كل وجهات النظر، وللقراء حق فى أن يقدموا وجهة نظرهم بالتعليق والرأى، وهو تفاعل لم تكن الصحافة الورقية تتيحه له، فقد ظلت العلاقة بين الصحيفة والقارئ تتركز فى صفحات بريد القراء، لكن الصحافة الإلكترونية أصبحت تتيح له التفاعل وتجعله شريكا فيما ينشر، يبدى رأياً سريعا، يمثل جزءاً من مضمون المعرفة، تضيف أو تحذف أو تتفاعل، لهذا كانت احتفالية القراء بفوز اليوم السابع احتفالية بأنفسهم كشركاء حقيقيين استمراراً للشراكة، وكانت كلمات مثل "تستاهل.. تستحق.. انتصار لمصر.. فرحان جدا.. استمروا" رغم بساطتها فرحاً إضافياً، حتى القراء الذين مارسوا نوعاً من النقد العنيف، أو الآراء التى نختلف معها كانوا محل تقدير لأننا نؤمن أن حرية الرأى لها أطرافها ولا غنى عنها.
كانت اليوم السابع تستهدف الموضوعية ما استطاعت إلى ذلك سبيلا، والموضوعية لا تعنى الحياد البارد، لكنها تعنى منح كل الأطراف حقها فى الحديث والرأى والمعلومة، وللقارئ الرأى النهائى، وهو نوع من الشراكة، يستلزم الدقة، دون أن يتجاهل أية أخبار، وليس سراً أن آراء القراء كانت تقدم لنا أضواء الطريق، وكانت اقتراحاتهم أحيانا جزءاً من نقاشاتنا.
لقد شملت قائمة فوربس للصحف الأكثر انتشاراً وتأثيراً صحفاً شقيقة منها موقع الدستور الإلكترونى، حيث جاء اليوم السابع الأول مصرياً وعربياً، تلاه "الدستور" الثانى مصريا والـ16 عربياً ثم "الأهرام" الثالث مصريا والـ20 عربياً ثم "المصرى اليوم" الرابع مصريا والـ26 عربيا، ولا شك أن وجود صحف مصرية فى القائمة يعنى أنها ذات تأثير فى القارئ. اليوم السابع تعرف أن الصحافة فى مصر لها آباء مؤسسون وضعوا قيمها وقواعدها طوال أكثر من قرن، وكانت "الأهرام" قاطرة للصحافة يوماً ما، ثم كانت "الدستور" بإصداريها الأول والثانى، ومع اتساع الصحافة الخاصة لعبت "المصرى اليوم" دوراً مهماً فى الصحافة الخاصة.
اليوم السابع عندما تكبر لا تنسى كل الكبار الذين صنعوا تقاليد وقيم الصحافة المصرية، وتعرف أنها لا تبدأ من الصفر، لكنها تلتزم التقاليد المهنية والصحفية التى حكمت الصحافة المصرية على مدى تاريخها منذ أصدر رفاعة الطهطاوى الوقائع المصرية (أول جريدة مصرية وعربية وإسلامية تصدر باللغة العربية.. أسست فى عهد محمد على عام 1828)، ثم عرفت الصحافة الآباء المؤسسين الذين قدموا صحفاً ومجلات ووضعوا أسس الصحافة، التى قادت الصحافة العربية طويلا، والتى أصبحت الآن ممثلة بمدارس واتجاهات، كما أننا مدينون لثورة المعلومات وآلاف العقول التى طورت برامج نقل ونشر المعلومات بشكل أسرع وأكثر تركيزاً. ثورة المعلومات التى أضافت للصحافة فى الشكل والمضمون، ووسائط جديدة كالفيديو والأخبار المسموعة، وهى وسائط جعلت من المستحيل حجب الخبر، أو إخفاء الحقيقة، أو قمع الرأى، وبالتالى فإن الوسائط التكنولوجية الحديثة كانت شريكاً مهماً للصحافة ومعيناً لأنصار حرية تدفق المعلومات وحرية الرأى والتعبير. ثورة المعلومات ووسائطه، تؤكد لمن يبدون يأساً من هامش حرية الرأى والتعبير أن الهامش يتسع ليصبح طريقاً، وهو يتسع بمزيد من المعرفة والتفاعل.
شاء قدر اليوم السابع أن تتقدم الصحافة الإلكترونية وتمثل نتاجاً لثورة المعلومات والصحافة الحديثة بمعطياتها لتضيف إلى ما سبق، وهو ما جعلها تحتل خلال فترة وجيزة مكانتها فى صدارة الصحف الحديثة، ووضعها فى قائمة الصحف الأكثر انتشاراً وتأثيراً فى الشرق الأوسط والعالم العربى، واحتلت المركز الأول من بين أقوى 50 صحيفة انتشاراً على الإنترنت فى العالم العربى، وهذه الجائزة للصحافة المصرية، ولهذا لاقت صدى الفرح داخل فريق العمل الذى نجح فى أن يربح للقراء والجمهور والمواطن المصرى هدية متواضعة، يقتسم فرحها مع شركاء شاطروه السهر والعمل هم القراء الأعزاء فى مصر والعالم العربى، بل إننا نحمل نوعاً من الفرح لأن عدداً من الصحف الجزائرية والكويتية احتلت أماكنها وسط الصحف المؤثرة، ولهذا فإن اليوم السابع تهدى هذا الإنجاز للمواطن المصرى والعربى الذى يتوق للحرية والمعرفة، وغد أفضل.
موضوعات متعلقة..
◄ احتفاء مصرى بفوز "اليوم السابع" بجائزة "فوربس".. شيخ الأزهر يصفها بالتجربة الطيبة.. و جورج: نموذج مشرف للصحافة.. والكتاتنى: أسرع وأدق المواقع.. والبدوى: علامة فارقة فى تاريخ الصحافة
◄ بالصور.. "اليوم السابع" تفوز بالمركز الأول فى استطلاع "فوربس الشرق الأوسط" للصحف الأكثر انتشاراً بالعالم العربى.. و"الأهرام" فى المركز 20 و"المصرى اليوم" 26
◄ مثقفون يهنئون "اليوم السابع" بجائزة "فوربس".. صلاح فضل: احتللتم صدارة الصحافة المصرية.. والأسوانى: فوزكم انتصار للقراء.. وعبد المجيد: تطرحون كل الآراء.. وعمار على حسن: فوز "اليوم السابع" كان متوقعاً