حذرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية فى تقرير لها، من تأثير المشكلات البيئية السلبى على نمو وازدهار إمارة دبى، بل وعلى أمنها. وقالت الصحيفة الأمريكية إن السياح العام الماضى لم يجدوا بديلا آخر سوى السباحة وسط مياه المجارى التى غطت مساحات واسعة من الخليج العربى، فى حين أن تنقية مياه البحر تتسبب فى رفع مستوى الملوحة، وبرغم تمتع دبى بوجود احتياطى نفط ضخم، إلا أن مصادر الطاقة بدأت تنفد من المنطقة بأسرها، ولا تستطيع دعم أسلوب حياة المدينة الغنى.
وأشارت الصحيفة إلى أن الأسس البسيطة لمعالجة النفايات وتوفير مياه عذبة، وفى الوقت نفسه إقامة المشاريع الصناعية الكبيرة، تتطلب توفير المزيد من الكهرباء، ومع تحول المنطقة لاستخدام الطاقة النووية، زادت التساؤلات بشأن المخاطر البيئية والسياسية التى قد تتراءى من الاعتماد على تكنولوجيا عرضة للحوادث الجسيمة والهجمات الإرهابية.
ورغم أن الكثير من دول الخليج مبهورون بخطى دبى السريعة نحو التحضر، ويريدون أن يحذو حذوها ويقلدوها، خاصة وأنهم بصدد أن يشهدوا نموا سكانيا كبيرا، إلا أن دبى ينبغى أن تكون مثالا تحذيريا لما قد يسفر عنه بناء الحواضر فى الصحراء الجافة من عوائق يصعب التغلب عليها.
"كان النمو ضخما للغاية، ولكن الناس غالبا ما يغفلون المخاطر البيئية"، هكذا أكد جون فرانسوا سيزونك، خبير شئون الشرق الأوسط، والأستاذ بجامعة جوجتاون بواشنطن، "جرت العادة أن تأتى الأعمال التجارية فى المقدمة، أما الآن، زادت المشكلات بصورة كبيرة، الأمر الذى دفعهم لأن يكونوا أكثر حذرا".
وأوضحت نيويورك تايمز أن أكبر تحدى تواجه دبى، وهى واحدة من أغنى مدن الشرق الأوسط، هو المياه، فبرغم وجود كميات ضخمة من المياه فى الخليج، إلا أنها غير صالحة للشرب دون مرورها أولا على محطات تنقية، التى تنتج بدورها مخلفات من الكربون، فضلا عن أنها تنتج كميات هائلة من الرواسب، التى يتم ضخها مجددا فى مياه البحر.
وأشارت الصحيفة إلى أن الإمارات تحلل ما يعادل أربعة مليار زجاجة مياه يوميا، ولكن احتياطها من المياه ضعيف للغاية.
نيويورك تايمز: مشاكل دبى البيئية تهدد نجاحها وعلى دول الخليج الحذر
الخميس، 28 أكتوبر 2010 02:59 م