هل يعنى هذا الظهور الإعلامى المتكرر لقيادات الجماعة الإسلامية فى الشهور الأخيرة أننا قد نكون على موعد مع عودة سياسية للجماعة التى أقعدتها السجون، ثم المراجعات، بعيدة عن الساحة السياسية لسنوات طويلة ؟
هل يعنى صدور تصريحات على لسان ناجح ابراهيم وكرم زهدى بخصوص انتخابات نقابة المحامين الماضية تحلل موقف البرادعى وترفض ترشيحه وتدلى برأيها فى المسألة الانتخابية وتناقش هوية الرئيس القادم أو تناوش بأن الجماعة أسقطت الحظر السياسى عن رموزها وقادتها؟
تاريخ الجماعة القائم على صناعة الصخب والضجة وإثارة الجدل طوال فترة الثمانينيات والتسعينيات لا يوحى أبدا أنها قد تقبل بالصمت أو اعتزال العمل السياسى، هذا التاريخ الطويل لتلك الجماعة التى تملك قاعدة شعبية عريضة رغم سنوات السجون والمراجعات يقول بأن عودة الجماعة الإسلامية ومعها فلول الجهاد ستظل أمرا واردا وقريب الحدوث بغض النظر عن شكل العودة.
التصريحات المتكررة التى تكلمنا عنها من قبل لم تترك شيئا فى الشارع السياسى إلا علقت عليه، ومن خلالها أبدى رموز الجماعة آراءهم السياسية فى انتخابات النقابات والبرلمان والرئاسة وجمعيات التغيير والحركات السياسية والإخوان والأحزاب.. وهى تصريحات تعكس من طريقة نظمها وتكرارها وهدوئها وعقلانيتها رغبة قوية فى العودة، وعدم قدرة على التزام تلك الخلوة أو العزلة التى تخيل البعض أن الجماعة ستظل فيها لفترات طويلة.
الفترة السياسية الآن نفسها قد تكون أكثر تقبلا لعودة أخرى للجماعة خاصة لو جاءت العودة على خلفية أرضية مشتركة مع النظام السياسى، وبخلاف العودة من خلف عباءة الدولة تبقى للجماعة منافذ أخرى، أهمها استغلال تلك الصحوة السلفية التى تسيطر على شوارع مصر الآن، أو استغلال حالة التراجع والارتباك التى تعيشها جماعة الإخوان.. فهل يكون الموسم الانتخابى الحالى هو توقيت عودة الجماعة الأشهر فى مصر؟ وهل تأتى العودة على تلك الخلفية السلمية التى وضعتها المراجعات الفقهية؟ أم تأتى العودة على أجنحة بقايا تلك الخلايا النائمة التى أزعجت الوطن بتفجيراتها فى الحسين ووسط البلد منذ سنوات؟
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة