رغما عن أن القمة كانت استثنائية، إلا أن الخلاف والفشل لم يكن استثنائيا، بل كان امتدادا طبيعيا لفشل القمم العربية المتوالية منذ عقدين من الزمان، وهو فشل أكبر من أن تخطئه العين أو يتجاوزه العقل، ولذلك يدور فى عقل المواطن العربى سؤال لماذا؟؟
عفوا ليس لماذا الفشل فهذا أمر اعتدناه وقدر قبلناه ولكن لماذا القمم؟ ولماذا الإصرار على عقدها سواء أكانت عادية أم استثنائية؟ هل حقا كما يقول البعض أنها مجرد دعاية أو بالأدق "تبييض وجه" للدولة المضيفة؟ أم أنها كما يعتقد آخرون إبراء ذمة للقادة والحكومات العربية؟ أم أنها شهادة مد صلاحية يقدمها القادة العرب للغرب ولسيد البيت الأبيض؟
وإذا كان المواطن العربى لا يعتمد ولا يصدق على شهادة إبراء الذمة التى يقدمها الحكام العرب فى كل قمة ولا يوافق عل مد تاريخ الصلاحية، فما الداعى لكل هذه القمم وما السبب الرئيسى لعقدها ؟؟
كانت التصريحات والدعاية الإعلامية قبل القمة تؤكد أنها من أجل تطوير الجامعة العربية وهو أمر، إن كان صدقا، لا يحتاج إلى عقد قمة، بل يكفى لقاء مندوبى الدول فى الجامعة بنية خالصة والعمل بصدق وإخلاص على تطويرها بناء على أفكار وآراء الخبراء والمختصين ""إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما"، ولكن للأسف اجتمع القادة بأنفسهم من أجل التطوير وتمسك كل قائد، وهذا طبيعى ومتوقع، بوجهة نظره فى التطوير باعتباره قائد الأمة وزعيمها، ولا يجب أن يزايد عليه أحد فهو وحده المهموم بقضايا العرب والمدافع عنها وهو المسئول عن تطوير الجامعة، وهنا بدأ الخلاف وكان عدم الاتفاق وكان الفشل – كالعادة - للقمة الاستثنائية. وبدأ إعلام كل دولة وصحفييها يدافع عن وجهة نظر حاكمه ورأيه وصدق قول الشاعر:
ولقد تفرقوا شــيعا وتكاثروا فكل قبيلة فيها أمير للمؤمنين ومنبر
