أكرم القصاص - علا الشافعي

احترس من أمراض ما بعد الأربعين

الخميس، 28 أكتوبر 2010 08:54 م
احترس من أمراض ما بعد الأربعين أحمد مرتجى وإيناس شلتوت ومدحت عامر
كتبت - عفاف السيد وسارة حجاج

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
◄◄ للرجال.. من أجل حياة جنسية سليمة الابتعاد عن الأملاح والتلوث والدهون والدواجن المحقونة والمخدرات مع الإكثار من شرب المياه وممارسة الرياضة
◄◄ للنساء.. زيادة الكالسيوم وتقليل البروتين وإجراء تحاليل للدم وفحوص لاكتشاف الأورام مبكراً
◄◄ النساء الأكثر إصابة بهشاشة العظام والرجال بأمراض القلب والشرايين.. وجلطة كل 24 ثانية


فى الأربعينيات تستقر الحياة، ويبدأ الإنسان فى جنى ثمار ما زرعه فى بدايات شبابه، ومع هذه الثمار فإن الإنسان الذى يبلغ الأربعين مطالب بالبحث والتدقيق فى أن يكشف الأمراض التى يتعرض لها فى هذه السن.. فما هى هذه الأمراض؟

الصحة الجنسية بعد الأربعين معرضة للخطر كما يقول الدكتور مدحت عامر، أستاذ الذكورة بطب القاهرة، فالضغوط النفسية والمعاناة التى يعانى منها الرجل المصرى تؤثر بالسلب على الأداء الجنسى، خاصة فى مرحلة النضج، فالصحة الجنسية تتطلب مناخا هادئا ومستقرا، وعند سن الأربعين تتغير حالة الجسم الهرمونية، وتبدأ أجهزة الجسم فى ارتفاع معدلات الهدم لديها وتقل القوة الجسمانية بشكل عام، مما يتبعه انخفاض القوة الجنسية ويقل التركيز، ولكى نتلافى هذا الضعف يجب اتباع إجراءات وقائية تعمل على ثبات الوضع وعدم تدهوره، والتى تبدأ بالامتناع عن التدخين الذى ثبت تأثيره الضار على الصحة الجنسية، وأيضا تدخين الحشيش والبانجو من الأشياء المؤثرة بالسلب أيضا، والامتناع عن تناول الدواجن المحقونة بالهرمونات والمحقونة مؤخرا بالمياه، والتى تمثل أكثر الأشياء ضررا على صحة الرجل، فهى تقلل من هرمون الذكورة وترفع من نسبة هرمون الأنوثة، وأيضا الابتعاد عن تناول الأكلات المحفوظة فى أكياس بلاستيكية لأنها تزيد أيضا من نسبه الإستروجين فى جسم الرجل، أيضا شرب المياه من نفس الزجاجات البلاستيكية لفترة طويلة يؤثر على القدرة الجنسية للرجل، هناك أيضا تلوث البيئة المحيطة وتناول الطعام الملىء بالدهون، والدليل على ذلك ما جاء بدراسة الجمعية العربية للصحة الجنسية على ألف رجل وامرأة من 7 دول عربية بينهم مصر، والتى أكدت أن الرجال ما بين الثلاثين والخمسين هم الأقل رضاء عن حياتهم الجنسية، أما السيدات فجاءت الحياة الأسرية على قمة أولوياتهم، بينما احتل الجنس المرتبة الخامسة، ولكن 81% من الرجال والسيدات أقروا بعدم الرضا التام عن حياتهم الجنسية الحالية، ويشير د. عامر فى هذا إلى أن المصريين يبدأون حياتهم الجنسية خطأ، وفى مرحلة متأخرة نظرا لارتفاع سن الزواج، ويفتقر الأزواج أصلا إلى ثقافة الحوار، وبالتالى لابد أن تفشل علاقتهم الجنسية.

ويقول الدكتور محمد عبدالمنعم عبدالعال، أستاذ الأمراض الجلدية والتناسلية بطب الأزهر، إن المشاكل الجنسية عند الرجال بعد سن الأربعين ترتبط بالصحة العامة للجسم، ويتأثر الأداء الجنسى بالسلب لكل من المدخنين، وأصحاب الأوزان الثقيلة، وأصحاب الأمراض المزمنة، خاصة التى تؤثر على الأوعية والأعصاب مثل السكر والضغط، ويشير إلى أنه من الأفضل تناول بدائل لهرمون الذكورة فى هذه السن لتعويض النقص الواضح به، ولتحسين الأداء، وذلك عن طريق الحقن تحت إشراف طبى، ويحظر تناولها لمرضى البروستاتا.
امرأة منتصف العمر تمر بتغييرات هرمونية يجرى على أساسها سحب هرمون الإستروجين المهم من الجسم، وانقطاع الطمث، فتشعر أنها تفقد الأنوثة، وهذا شعور خاطئ أثبتته الدراسات العلمية، كما تقول الدكتورة عفاف عزت عباس، أستاذ الكيمياء الحيوية والتغذية بالمركز القومى للبحوث، فالدراسات أثبتت أن المرأة فى هذه السن لا يتأثر شعورها العاطفى إطلاقا، بل تزيدها خبرة الحياة هدوءا وحكمة وشعورا جارفا بالمحبة، خاصة تجاه الزوج، ولتلافى آثار هذا الانقطاع المستقبلى المتمثل فى إمكانية الإصابة بتصلب الشرايين ونقص الكالسيوم وهشاشة العظام وأمراض الضغط والسكر، يجب عليها ترشيد استخدام السكر والملح فى الطعام، واتباع نظام غذائى متوازن وصحى يعتمد على الخضر والفاكهة والبروتين، وتلفت النظر إلى ضرورة الوقاية من ارتفاع الكوليسترول فى هذه السن، حيث يؤدى نقص هرمون الإستروجين إلى احتمالية الإصابة بأمراض القلب نتيجة زيادة الكوليسترول فى الدم، وغياب مضادات الأكسدة التى تمنع ترسيبه فى الشرايين والأوردة، حيث كان الكوليسترول يستنزف فى تكوين هرمونات الجنس، وتلافى زيادة دهون الدم، وضرورة قياس عوامل التجلط التى تتأثر أيضا بنقص هرمون الإستروجين، وتعويض هذا النقص بتناول الأدوية التى تحتوى على مشابهات الإستروجين.

ثانى أكبر مشكلة تواجه السيدات بعد الأربعين هى الإصابة بهشاشة العظام التى تحدث نتيجة لزيادة عوامل الهدم فى العظام عند هذه السن.

وأكدت الأبحاث التى قام بها الدكتور أحمد مرتجى، أستاذ طب المسنين، والدكتورة آمال البدوى، أستاذ الصحة العامة بجامعة الزقازيق، أن هشاشة العظام تصيب الرجال أيضا، والوقاية من الهشاشة تتطلب احتواء الغذاء اليومى على كمية من الكالسيوم والفيتامينات مع الإقلال من المواد البروتينية، ويحتاج الإنسان إلى كمية من الكالسيوم حسب السن، وبالنسبة لفيتامين د فإن الشمس تلعب دورا مهما فى تحويل فيتامين د غير النشط تحت الجلد إلى نشط، حيث يعتبر أساسيا لامتصاص الكالسيوم وترسيبه لبناء الكتلة العظمية، ويمكن قياس كثافة العظام بواسطة جهاز قياس كثافة العظام «الديكسا».

هل أنت معرض للإصابة بمرض السكر فيما بعد الأربعين؟
تقول الدكتور إيناس شلتوت، أستاذ أمراض السكر بطب القاهرة: المصابون بالسمنة وزيادة الوزن أكثر عرضة للإصابة بمرض السكر، حوالى 80% من مرضى السكر من النوع الثانى مصابون بالسمنة، خاصة سمنة البطن، كما أن قلة النشاط الجسمانى المبذول والحياة الخاملة والاقتصار على الأعمال المكتبية يؤدى إلى زيادة التعرض للإصابة، وأيضا العامل الوراثى، كما أن السيدات اللاتى سبقت إصابتهن بسكر الحمل والفتيات المصابات بتكيس المبايض، والتقدم فى السن، من الأسباب المهمة للإصابة بالمرض.

ويمكننا منع هؤلاء الأشخاص المعرضين من الإصابة عن طريق اتباع نظام غذائى متوازن، والابتعاد عن الدهون، والسكريات، والإقلال من الوزن، وممارسة الرياضة نصف ساعة خمس مرات يوميا، ولتكن رياضة المشى والبعد عن التوتر الذهنى، أما فى حالة الإصابة فيمكن منع حدوث المضاعفات والتحكم فى نسبة السكر بالدم طبقا لتوصيات الرابطة الأمريكية لمرضى السكر وهى مستوى السكر الصائم قبل الوجبات 90-130 ملليجراما. وبعد تناول الطعام بساعتين 140 - 160 أما مستوى السكر قبل النوم 100-140ملليجرما. ومستوى الهيموجلوبين السكر أقل من 7%.

أما ضغط الدم فتقول د.شلتوت قبل سن الخمسين يصاب 33%من الرجال بارتفاع ضغط الدم مقابل 27% من السيدات. ويعتبر ضغط الدم طبيعيا إذا كان أقل من 140/90 وإذا كانت القراءة الصغرى بين 90-104 كان ارتفاع الضغط بسيطا أما إذا كانت من 105-114 كان ارتفاع الضغط متوسطا، وتعتبر القراءة أكثر من 115 ارتفاعا شديدا فى ضغط الدم وهنا تبدأ الخطورة. ويتم التشخيص بأخذ متوسط قراءتين للضغط على الأقل فى زيارتين للطبيب، وعن أهم العوامل التى تساعد على حدوث المرض العامل الوراثى والسمنة فمن المعروف أن كل عشرة كيلوجرامات زيادة فى الوزن تؤدى إلى ارتفاع 6 ملليميترات زئبق فى ضغط الدم وتؤدى زيادة تناول الصوديوم على شكل ملح طعام أو معلبات أو مياة غازية إلى المساعدة على ارتفاع الضغط، والعلاج يبدأ بتقليل وزن المريض وممارسة الرياضة والامتناع عن التدخين وتقليل الصوديوم والبعد عن التوتر والانفعالات النفسية وتناول أدوية موسعات الأوعية الدموية أو مدرات البول.

ويقول الدكتور حسام منصور، رئيس قسم القلب بمستشفى المعادى، إن التنبؤ بالإصابة بتصلب الشرايين ومعرفة الأفراد الأكثر عرضة للإصابة بأمراض الشرايين التاجية يعتمد على معرفة التاريخ الشخصى والعائلى ونمط المعيشة مع إجراء الفحوص الإكلينيكية والمعملية ووجود عوامل الخطورة مثل مرض السكر والضغط والتدخين وأمراض الشرايين والوراثة. وتركيبة الدهون فى الدم الكوليسترول الضار والمفيد والدهون الثلاثية ونسبة الكرياتنين فى الدم، وهناك جداول يعرفها الإخصائيون، حيث يتم إعطاء عدد من النقاط لكل عامل والرقم الناتج من حصيلة النقاط يعطى مؤشرا على احتمالات حدوث الأزمة القلبية أو السكتة الدماغية أو الوفاة الناتجة عن أمراض الشرايين التاجية فى السنوات الخمس أو العشر القادمة.

ويشير د. منصور إلى أن الرجال هم أكثر عرضة لأمراض القلب والشرايين بعد سن الأربعين ولكن تتساوى النسبة مع السيدات بعد انقطاع الطمث. ويشير إلى أن الإحصاءات الأمريكية الأخيرة لهذا العام أكدت حدوث أزمة قلبية كل 24 ثانية، ونبهت إلى أن الشخص المصاب بعامل أو اثنين من عوامل الخطورة عليه أن يجرى برامج الفحص الشامل للقلب كل سنتين وهناك تحاليل دم لبعض هرمونات القلب مثل bnp. Anp فإذا كانت مرتفعة فهذا مؤشر على وجود مشكلة يجب علاجها.

وعن الأعراض المصاحبة للرجال فى هذه السن يقول الدكتور أسامة محمود عزمى رئيس وحدة الصحة الإنجابية بالمركز القومى للبحوث: من أهمها الشعور بالتعب عند بذل أى مجهود بسيط ويرجع ذلك إلى النقص فى الهرمون المسؤول عن الحيوية عند الرجال ولكنها تختلف عن الأعراض التى تحدث للمرأة من تأثير سحب هرمون الإستروجين الهام.

أما الأمراض الأكثر شيوعا فى هذه الفترة فهى البروستاتا، وتزيد نسبة الإصابة بها عند الرجال ويرجع السبب إلى ارتباطها بتقدم العمر مما يؤدى إلى إصابتها بنوع من التضخم، وتزيد نسبة احتمالية الإصابة بالمرض للأشخاص الذين قد تعرضوا للإصابة بأى من الأمراض الجنسية فى فترة سابقة من حياتهم، كما أن العامل الوراثى يلعب دورا كبيرا فى هذا المرض حيث تزيد نسبة الإصابة به فى وجود حالات وراثية فى العائلة، وتبدأ الأعراض بالظهور فى صورة رغبة شديدة فى التبول وبصورة متكررة مع عدم القدرة على بدء إخراج البول بسهولة، ويشير د. أسامة إلى أن المرض يأتى فى الترتيب الثالث للأورام التى تصيب الرجل بعد سرطان القولون والمثانة.

وهناك إجراءات وقائية للاكتشاف المبكر للأورام التى قد تصيب الرجال والسيدات فى هذه السن وهى: أورام الثدى، وتتطلب إجراء أشعة على الثدى مرة كل عام، ويتم الكشف أيضا عن أورام عنق الرحم بأخذ مسحة من عنق الرحم وتحليلها، وذلك مرة كل ثلاث سنوات، أما أورام المبيض فيكشف عنها عن طريق السونار وذلك مرة كل عام.

أما بالنسبة للرجال فينصح بإجراء تحليل psa للكشف عن سرطان البروستاتا مرة كل ثلاث سنوات بعد الأربعين وفى وجود حالات إصابة وراثية للمرض يفضل إجراء التحليل كل عام. وينصح د.عزمى أصحاب التاريخ العائلى للأورام ومرضى فيروس سى والمصابين بأمراض الكبد المختلفة والمدخنين بعمل فحوصات والتحاليل الخاصة بدلالات الأورام بعد سن الأربعين للوقاية والفوز بفرصة الاكتشاف المبكر للأمراض.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة