تأتى زيارة وزير الخارجية أحمد أبو الغيط والوزير عمر سليمان إلى رام الله اليوم، الخميس، بينما تمر القضية الفلسطينية بمرحلة حرجة للغاية، حيث انقضى أكثر من نصف الشهر، المهلة التى حددتها لجنة متابعة السلام العربية فى بداية أكتوبر الجارى لواشنطن للاستمرار فى بذل جهودها، لتذليل العقبات أمام استمرار المفاوضات المباشرة التى تم تجميدها بقرار عربى فى الاجتماع نفسه، ولم تسفر جهود الإدارة الأمريكية عن شىء يذكر حتى الآن.
وشدد السفير محمد بسيونى، سفير مصر السابق لدى تل أبيب، على أهمية هذه الزيارة التى تهدف إلى أمرين، أولها التشاور مع الجانب الفلسطينى حول الوضع الحالى للمفاوضات المباشرة، وفى الوقت ذاته لبحث جميع البدائل المطروحة فى حال فشلها.
ولفت بسيونى لـ"اليوم السابع" أن توقف العملية السلمية سيكون له عواقب وخيمة وخطيرة على أمن المنطقة، لذلك فإن مصر تتحرك لإنقاذ الموقف والتوصل إلى حل سلمى ينتهى بإقامة دولة فلسطينية، حيث إن استمرار تجميد المفاوضات المباشرة ليس فى صالح الجانب الفلسطينى والعربى، حيث تعطى فرصة لرئيس الوزراء بنيامين نتانياهو للاستمرار فى فرض واقعة الاستيطانى على أرض الواقع.
وقالت مصادر فلسطينية لـ"اليوم السابع" إن زيارة الوزيرين تأتى لمحاولة إنقاذ المفاوضات التى كادت أن تنتهى بالفشل، خاصة أن السلطة الفلسطينية لوحت خلال الأيام الماضية بتمسكها باللجوء إلى مجلس الأمن لإعلان دولة فلسطين، وهو ما زاد من الاحتقان بين السلطة والجانب الإسرائيلى، لافتا إلى أن أبو مازن رفض منذ أيام عرضا إسرائيليا بالقبول باستئناف المفاوضات مقابل تجميد 3 أشهر للاستيطان مشددة على أنها لن تتنازل عن وقف كامل لكافة الأنشطة الاستيطانية بما فى ذلك القدس.
وكشف المصدر الفلسطينى عن احتمالات تأجيل اجتماع لجنة مبادرة السلام العربية والمقرر عقدها بداية الشهر القادم، لتقييم الوضع عقب انتهاء الجهود الأمريكية واتخاذ الإجراءات اللازمة، مشيرا المصدر إلى أنه إذا أسفرت هذه الزيارة عن نتائج إيجابية فربما يطالب الجانب الفلسطينى بتأجيل الاجتماع، خاصة أن هناك احتمالات لزيارة مرتقبة نتانياهو لواشنطن مطلع الشهر المقبل بعد انتخابات التجديد النصفى للكونجرس الأمريكى.
وتتابع الأوساط الإسرائيلية تلك الزيارة بترقب شديد، متوقعين أن يسفر عنها تغير فى المواقف الإقليمية وربما عودة المفاوضات المباشرة مرة أخرى خلال الشهر القادم، وعقب انتهاء المهلة المحددة، وذكرت الإذاعة العامة الإسرائيلية أن أوساط سياسية فى الحكومة الإسرائيلية تتابع باهتمام الزيارة التى يقوم بها أبو الغيط، وسليمان، لرام الله التى يعقبها زيارة لعمان لإجراء مباحثات مكثفة حول عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية، وسبل عودة المفاوضات المباشرة بين الطرفين مرة أخرى.
الزيارة الفريدة من نوعها لكبار المسئولين المصريين لرام الله تأتى، كما قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ياسر عبد ربه، لنقل رسالة من الرئيس حسنى مبارك إلى الرئيس الفلسطينى محمود عباس تتعلق بالتقييم المصرى للوضع الخاص بجهود المسار السياسى التفاوضى بين الفلسطينيين والإسرائيليين وكذلك بموضوع المصالحة الفلسطينية، كما سيتم التشاور مع أبو مازن حول تقييم الوضع الحالى برمته بما فى ذلك البدائل والخيارات المطروحة للتحرك فى حالة وصول الجهد السياسى التفاوضى لطريق مسدود.
كما سيزور الوزيران فى وقت لاحق الأردن حيث سينقلان كذلك رسالة إلى الملك عبد الله الثانى، تتعلق بالوضع فى المنطقة، وذلك فى إطار التشاور المستمر بين القيادتين حول التطورات المتلاحقة فى الشرق الأوسط، وفى مقدمتها الوضع الخاص بجهود التسوية السياسية، وكذلك الأوضاع المتعلقة بلبنان والعراق وغيرها من القضايا الإقليمية الهامة.
ورحب الدكتور ياسر الوادية، رئيس تجمع الشخصيات الفلسطينية المستقلة، بزيارة الوزيرين أبو الغيط وسليمان وزير المخابرات العامة إلى رام الله، معتبرا الزيارة دعما للشعب الفلسطينى، مؤكدا أن الزيارة تأتى فى إطار تحقيق دعم الموقف الفلسطينى الرافض للاستيطان وبذل كل الجهود من أجل تحقيق المصالحة الفلسطينية، مثمنا دور مصر فى تحقيق التوافق الداخلى ومتابعة ملف الحوار والمصالحة، وبين الوادية أن هناك تواصلا مستمرا مع القيادة المصرية من أجل تجاوز واقع الانقسام وعودة اللحمة الداخلية فى القريب العاجل.
وترفض السلطة الفلسطينية استئناف المفاوضات المباشرة مع إسرائيل إلا بعد إعلان نتانياهو وقفا كاملا للاستيطان فى الضفة الغربية المحتلة، بعد أن انتهى فى 26 من الشهر الماضى تجميد جزئى دام عشرة أشهر.
أبو الغيط وسليمان يحاولان إنقاذ المفاوضات المباشرة فى رام الله.. والأوساط الإسرائيلية تترقب النتائج.. وبسيونى: توقف المفاوضات يضر بمصالح الجميع
الخميس، 28 أكتوبر 2010 04:12 م
وزير الخارجية أحمد أبو الغيط
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة