حلقة جديدة من طرق التلاعب عن طريق التعليم، تتمثل فى اتفاق مجموعة من أساتذة الجامعات الحكومية المصرية فيما بينهم على إنشاء جامعة «جامعة تايلاند» لمنح درجة البكالوريوس فى خمس كليات جامعية هى كليات العلاج الطبيعى، والطب النفسى، والتغذية العلاجية، والطب الرياضى، والصيدلة التطبيقية.
وللجامعة موقع على الإنترنت، تقول فيه إنها تقدم دراسات فى الطب البديل، وإنها تؤهل الطلاب للحصول على الدرجات العلمية بـ300 دولار فقط للفصل الدراسى الواحد، فى تخصصات تطبيقية وطبية، وتتخذ من مقر الاتحاد العالمى للطب البديل مكانا لها، ويوهم أصحابها الطلاب الراغبين فى الدراسة بأنها معتمدة، ومصدق عليها من وزارتى العدل والخارجية فى تايلاند، والاتحاد العالمى للطب البديل.
وتعتمد الدراسة على نظام التعليم عن بعد، وهو النظام الذى لا يتفق مع الكليات العملية، والتخصصات الطبية.
«اليوم السابع» أجرت اتصالا هاتفيا عبر الرقم الذى حصلت عليه للتقدم للتعليم بالجامعة، واكتشفنا أنها تتخذ من الاتحاد العالمى للطب البديل مقرا لها، ويرأسه مصطفى صابر عباس السيد، ومن خلال تجربة عملية بزيارة المقر الإقليمى للاتحاد العالمى للطب البديل فى 29 شارع التحرير، على بعد خطوات من كلية العلاج الطبيعى، جامعة القاهرة، قال لنا المسؤولون، إنه يمكننا دفع الرسوم من أجل بدء الدراسة، وأوضحوا أنه يمكن ضغط الدراسة، والحصول على المؤهل العلمى فى الطب النفسى، والصيدلة التطبيقية فى عامين ونصف العام فقط.
وأكد المسؤولون أن الأساتذة الذين يقدمون المحاضرات من جامعات القاهرة والزقازيق والمنصورة والمركز القومى للبحوث، وذكروا عدة أسماء أوضحوا أنها ضمن المجلس العلمى لإدارة الجامعة، والمنشورة على موقع الجامعة عبر شبكة الإنترنت.
ويشير الموقع الإلكترونى للجامعة إلى أن مجلس الإدارة العلمى يتكون من المدير الإقليمى لشرق المتوسط للاتحاد العالمى للطب البديل، المستشار القانونى، مصطفى صابر عباس السيد، والدكتورة هناء الحلو، والدكتور ناصر فؤاد، أعضاء، ويتكون المجلس الاستشارى العلمى من الدكتور كمال الجوجرى، نائب رئيس الاتحاد العالمى للعلاج بالإبر الصينية، وكل من الدكتور ياسر النجار، أستاذ العلاج الطبيعى والروماتيزم بكلية طب الزقازيق، والدكتور على سليمان حسن، أستاذ العلاج الطبيعى والروماتيزم والتأهيل بكلية طب الزقازيق، والدكتور طه عبداللطيف، أستاذ ورئيس قسم الأعشاب والنباتات بالمركز القومى للبحوث، والدكتور عادل عبدالعظيم شلبى، بكلية طب الزقازيق، والدكتورة إيناس صابر، بالمركز القومى للبحوث، والدكتورة هناء الحلو، بالمركز القومى للبحوث، والدكتور مجاهد أبو المجد، أستاذ الباطنة بكلية طب المنصورة والمستشار الطبى لهيئة الإعجاز العلمى للكتاب والسنة، والدكتور حامد خزامى، مدرس بكلية العلاج الطبيعى بجامعة القاهرة، بالإضافة إلى عدد آخر من أساتذة جامعة القاهرة.
وكانت المفاجأة أثناء تواصل «اليوم السابع» مع مسؤولى المركز القومى للبحوث للتأكد من أسماء الأساتذة الموجودين فى المجلس الاستشارى العلمى للجامعة التايلاندية،وهى أننا اكتشفنا أن الأسماء الواردة غير موجودة بالمركز.
من جانبها اتصلت «اليوم السابع» بالمجلس الأعلى للجامعات، حيث أكدت الدكتورة سلوى الغريب، أمين المجلس الأعلى للجامعات، أن المجلس ليس لديه أى معلومات عن هذه الجامعة، وقالت إنها وسيلة نصب على المصريين، مشيرة إلى أنه سيتم اتخاذ عقوبات مشددة ضد أى أستاذ جامعى يثبت تورطه فى النصب على الطلاب المصريين بهذه الجامعات غير المعتمدة، وأن أى شهادة جامعية منها لا يعتد بها.