عبد المنعم فوزى

مقشة لكل مرشح

الأربعاء، 27 أكتوبر 2010 06:21 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الفلوس وأصحابها بتعمل المعجزات وإللى معاهم فلوس لا خوف عليهم وهم الفائزون، المشكلة إنهم انتشروا وتوغلوا وبيطمعوا فى السلطة، الدليل إن ما فيش دائرة انتخابية فيكى يا مصر ما فيهاش رجل أعمال بعد أن كانوا ماشين جنب الحيط وبيخافوا من الأضواء وبيقولوا خلينا كده مداريين إحنا مش ناقصين مشاكل الشئ اللى يحير طب إيه اللى اتغير.

حقولك اكتشفوا فى عضوية المجلس تجارة مضمونة وشطارة وشكلها شيك، وحماية بالحصانة وأغراض أخرى فى نفس يعقوب، كمان المنافسة ضدهم ضعيفة جداً، السبب إنه لا يستطيع أحد، مهما علا قدره من ثقافة وشعبية، أن يقف فى وجه المال وهم الأوفر حظا طول الوقت، المشكلة إنهم يستخدمون نفس أسلوب انتخابات 2005 وما قبلها واللى جابت لنا نائب القمار والموبايل ونائب الـ«C.D» ونائب الرصاص ونواب العلاج وغيرهم.

المشكلة إن نفس الشعارات والوعود والأساليب هيا هى، تختلف فقط فى الصياغة والترتيب وفى التقديم والتأخير وشطارة المرشحين، ولا تختلف فى مضمونها وشكلها عن الانتخابات السابقة، الحكاية وما فيها إن شخللة الفلوس والنفاق على مستوى شغالين واللى يقدر يشيل يتفضل.

النتيجة إن ما فيش حد بيروح ينتخب وإللى بيحرص على تسجيل نفسه فى المكاتب الانتخابية معظمهم بلطجية وسيدات فتوات أو أرامل محتاجين والباقى مكبر دماغه ليه بقى؟ كل واحد منهم بياخد 50 جنيها من أحد المرشحين بشرط أن يعطيه البطاقة ليوم الانتخابات حتى يعرف يساومه.. فهل يعقل أن نترك مستقبل البلد يباع بالفلوس والغش والرشاوى.

طب تعالوا بقى نحسبها صح ونفك اللغز والحل بسيط، عارفين إن أى شاب بيطلع بطاقة الرقم القومى بيطلع له برضه بطاقة انتخاب يعنى له الحق فى الانتخاب.. بكدا شريحة الشباب بتتوسع وتكبر وده بقى الناخب اللى يمكنه أن يحدد مستقبل المرشح والبلد كلها، المرشح الذكى اللى عايز يعمل حاجة بجد ينتهز الفرصة فى مزاد الانتخابات اللى بيترمى فيها فلوس بالملايين.. يعمل إيه؟ يستثمر نصف أو ربع أو حتى جزء من فلوس دعايته الانتخابية فى عمل يفيده ويفيد مجتمعه وينظف دائرته أو حيه أو حتى الشارع اللى ساكن فيه وساعتها حيقول إنه عمل حاجة لناسه وبلده ازاى بقى؟ يوظف عددا من الشباب إللى معاهم بطاقة انتخابية قول حوالى100 شاب كل أسبوع ويعطيهم مقابل حوالى 200 أو 300 جنيه فى الأسبوع ويغير الشباب كل أسبوع يعنى فى نهاية الشهر يكون وظف أكثر من 500 شاب.

عارفين دول حيجيبوا كام صوت كل واحد عنده عائلته وجيرانه وأصدقاؤه ما لا يقل عن 25 شخصا يعنى فى النهاية المرشح حيكسب أكتر من 10 آلاف صوت وحشين، كمان حيحصل على دعاية ما حصلتش يمسك مع الشباب مقشة ويكنس أمام كاميرات الفضائيات وعدسات المصورين وتبقى أحسن دعاية وإن كان مرشح من الكبار قوى ومستكبر يمسك المقشة يخللى البودى جارد بتاعه يمسكها وإذا تم هذا لمدة شهر حننظف البلد وحنعود الناس إن مش عيب يكنس أمام منزله.

شوف ياصاحبى لما أقولك سمعتنا فى الوساخة بقت فضيحة ،الدليل إن الرئيس الأمريكى الأسبق كلينتون، فى كلمة ألقاها فى غرفة التجارة الأمريكية بالقاهرة، قال إيه "مشكلة القمامة واحدة من أهم التحديات التى تواجه القاهرة" وطبعا الراجل ما شافش غير الأماكن الرئيسية والسياحية ما دخلش الحوارى والأزقة أو القرىوالنجوع ساعتها كان قال كلام جامد قوى وساعتها تكون فضحيتنا بجلاجل، شوفتوا إحنا شكلنا بقى إزاى ومش قادرين نشوف نفسنا على حقيقتها والوساخة إللى إحنا بقينا فيها.

ده بقى سبب الأمراض والأوبئة إللى انتشرت بشكل بشع وتؤثر على صحتنا كلنا، وعلى فكرة المرشح اللى حيتبنى فكرة النظافة وما ينجحش يبقى عمل حاجة كويسة فى حياته لنفسه ومجتمعه بدلا من الكلام الكبير والشعارات والوعود، لأن كلهم بيكلموا على الفساد و المفسدين وبيقولوا إنهم بيحاربوه طب حيبقى فين هو الفاسد؟ ولا هو كلام وبس.

تعالوا شوفوا إزاى الرجال النضاف اللى بيحبوا بلادهم وأنفسهم عملوا إيه؟ نظفوا شارع وبقى أنظف شارع ممكن أن يتخيله إنسان فى مصر..إزاى؟.

ببساطة قررت إحدى الشركات العاملة فى شارع بالدقى كنوع من خدمة المجتمع قيام اثنين من عامليها يوميا بنظافة تامة للشارع وجمع ما به من بقايا الزبالة، بالإضافة لقيام الزبال الأصلى بجمع القمامة من المنازل ووضعت كمان صناديق صغيرة .

بصراحة بقى إذا لم ننظف أنفسنا فلن ينظفنا أحد بمعنى أن النظافة لابد أن تنبع من داخلنا فيجب أن نبدأ بالنظافة الشخصية ثم نظافة المكان ونبدأ بالمنزل ثم الشارع الذى نعيش فيه.. إذا اقتنع كل فرد منا بأهمية النظافة لتعاونا جميعا كأفراد على أن نجعل بلدنا نظيفة.. أو على الأقل نعلم أولادنا ونثقفهم بأهمية النظافة،التغيير نقدر نعمله ونطلع الأجيال الجديدة عندها المبدأ ده.

الحكاية وما فيها إن حكومتنا الذكية أجبرتنا على سداد رسوم للنظافة ضمن فاتورة الكهرباء ولم تقدم الخدمة مقابل هذه الرسوم.. مليارات كل شهر تحصلها الحكومة ولا تفعل بها شىء، الدليل إن الزبالة انتشرت فى كل مكان وبكل المناطق الشعبية والراقية وإحنا بقالنا أكثر من ثلاث سنين بندفع فلوس نظافة للحكومة بالغصب طب الفلوس دى بتروح فين ولمين ؟. شوف يا صحبى لما أقولك موضوع النظافة مهم وخطير، فبالإضافة إلى انعكاسه على صحتنا له تأثيره المباشر وغير المباشر على موضوعات حيوية مثل السياحة والاستثمار، وعلى صورة الدولة أمام العالم ( IMAGE )المشكلة كبيرة وتسىء إلى حاضر مصر وتهدد مستقبلها وسمعتها، كمان القمامة ثروة لا يستهان بها ويمكن إنشاء مشروعات كبيرة للاستفادة من أطنان الزبالة وتدويرها إلى صناعات مفيدة ومش قادر افهم لماذا لا يتم البدء فى تنفيذ هذه المشروعات اللى إذا تمت سوف نكسب ذهب أهمها القضاء على أطنان الزبالة والقضاء على البطالة والاستفادة من المنتجات التى تنتجها القمامة.

نحن قادرون على جعل بلادنا نظيفة وأجمل ما يمكن ولكن لا بد من وجود دور فعال من الدولة بالاهتمام والتوعية فى كل مكان (شوارع، مدارس...)، فالنظافة والمظهر العام للدولة أهم من أشياء كثيره تُهدر فيها الأموال وإذا لم ننظف أنفسنا فلن ينظفنا أحد.

* نائب رئيس تحرير جريدة الجمهورية.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة