سعيد سالم يكتب: نعم الديمقراطية لعبة!!

الأربعاء، 27 أكتوبر 2010 07:15 م
سعيد سالم يكتب: نعم الديمقراطية لعبة!!

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ولكنها لعبة لا يتقنها المنادون بمقاطعة الانتخابات، حيث إنهم ليسوا إلا مجموعة من الضعفاء الفشلة الذين لا يملكون من أمر أنفسهم الانتخابى شيئاً، وهُم الذين ينادون بالمقاطعة لإدراكهم بمدى حجمهم المتدنى فى أستاد الانتخابات، وقد تسبقهم تجربة فشلهم المتتالى فى الحصول على زعامة أو أمانة حزبهم سواء أكان حزباً جديداً شكلوه وأسسوه أو كان حزباً قديماً يتصارعون على أحقيتهم وإرثهم فيه، وبالتالى فهُم لايتقنون لعبة الديمقراطية بوجه عام حيث ملاعب المحليات، وحيث الملاعب النيابية والرئاسية !!

أما الحزب القوى أو الجماعة القوية فهو اللاعب الماهر/ اللاعبة الماهرة الذى والتى يُدركان مدى قبولهما بين أوساط فئات مُعينة من الشعب، ومتأكدان من ملكيتهما لبعض أصوات جزء كبير من الشعب، ومن ثم - فلا يرى أياً منهما أن تأخذ من مقاطعة الانتخابات سبيلاً لها ومنهاجاً لسياساتها، لأنها تُدرك أن الانتخابات أهم عنصر من عناصر لعبة الديمقراطية !!

ومن هذه المنطلقات، فقد حمدت الله كثيراً على عدول غالبية من أحزاب المعارضة المصرية، وغالبية أخرى من مُستقليها، ونخص بالذكر منهم ( الإخوان المسلمين ) عن قرارهم بمقاطعة الانتخابات البرلمانية القادمة 2010، حيث إن هذا القرار أكد لى – أنهما على قدر من اليقين بأن لهم مؤيدون فى الشارع الانتخابى المصرى، حتى ولو ضئيلاً جداً أمام حجم مؤيدى الحزب الحاكم، وهو يقين لابد أن نفرح لهم على الوثوق به !!

وهُم بذلك يكونون قد جهزوا - ونحن معهم - أول وأهم أدوات لعبة الديمقراطية!!

نعم - فالديمقراطية ( لعبة ) تقتضى/ أولاً / من الحزب السياسى أن تكون المشاركة فى أى انتخابات هى هَمُه الأول، ولو خسرها مرة، ومرتين، بل وثلاثاً، فمن المؤكد أنها ستصيب فى الرابعة!!

نعم - فالديمقراطية لعبة تقتصى / ثانياً / من الحزب السياسى أن يداوم على تقديم خدماته للمواطنين فى صورة مادية أو معنوية – طوال أنعقاد الدورات البرلمانية المتتالية – وهى الخدمات التى من شأنها أن تُرْد إليه فى صورة أنتخاب أعضاؤه فى المجالس النيابية لأدراك المواطنين أن ذلك سيُزيد من تقديم الخدمات لهم كمواطنين يبحثون عن أحوال معيشية أفضل !!

أما / ثالثاً / فإن لعبة الديمقراطية تقتضى من الحزب أو الجمعية صاحب أو صاحبة النوايا الصادقة فى التغيير وفى إصلاح أحوال البلد وأحوال مواطنيه ألا يلعب أو تلعب ديمقراطية على مزاجه أو على مزاجها! وينسحب أو تنسحب من سوق الانتخابات وفق هواه أو هواها، ويُطالب بالمقاطعة حين يريد أو حين تريد! أما ما يجب أن يدركه كل منهم تمام الإدراك هو أن لعبة الديمقراطية لها قانون ولها معايير لابد أن يُحتذى بها! ولا مكان فى ذات الملعب للمُنشقين عن أنفسهم، والمنقسمين عليها قبل انقسامهم على الآخرين !!

وفى رأيى أن الحزب الذى يرفض اللعب ويصدر قرار المقاطعة، فعليه قبل إصداره القرار أن يصدر قراراً بالامتناع عن الحصول على دعم الدولة له المنصوص عليه دستورياً وقانونياً!!

كما أن عليه قبل إصدار القرار أن يتحرى رأى مؤيديه وجمعيته العمومية فى القرار، ولا يُترك القرار لرئيس الحزب أو أمينه العام أو سكرتيره، وهنا لابد أن نتمثل بما قام به حزب الوفد حين أصدر قراره بالاشتراك فى الانتخابات عبر جمعيته العمومية!!

ولا أرى عيباً فى أن أدعو جميع أحزاب المعارضة فى مصر أن تتعلم من الحزب الوطنى كيفية لعب الديمقراطية لو أرادوا أن يلعبوها، وقبل أن يتعلموا، فعليهم أن يعلموا - أنه لا مكان للضعفاء أو الحنجوريين فى ساحة ملعب الديمقراطية!!

أما أخيراً – فإن أهم عناصر لعبة الديمقراطية، هى التى تتمثل فى الضرورة القصوى لتواجد السادة الناخبين (أصحاب الفرح، أصحاب الأصوات!! ) ليختاروا الأفضل لعباً، والأكثر حماسة وجراءة، والأحسن تخطيطاً، والأقوى لياقة بدنية، والأجدر بالفوز فى ملعب الديمقراطية لتولى الحكم نيابة عنهم، والأكثر قدرة على تحقيق الأهداف المأمولة، وتحقيق النهضة المُستدامة للوطن ومواطنيه!!

فيا أيها الناخبون: هل نحن جاهزون لنصبح أهم عنصر فى لعبة الديمقراطية، هل نحن جاهزون لأن نصبح فاعلين مؤثرين كما نحن كذلك فى لعبة كرة القدم مثلاً ؟!





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة