أكد اللواء أحمد فخر، رئيس المجلس الشعبى المحلى لمحافظة القاهرة ورئيس المركز الدولى للدراسات المستقبلية، أن قضية المشاركة السياسية فى مصر تشكل أزمة حادة، خاصة من جانب الشباب، وهى العزوف عن المشاركة السياسية، مرجعا هذه الخطورة إلى أن الشباب هم قوة الحاضر ودرع المستقبل، ويصل عددهم من جملة السكان فى مصر قرابة 20 مليون شاب.
وأضاف فخر، خلال الندوة التى نظمها المركز الدولى للدراسات المستقبلية والإستراتجية مساء أمس، الثلاثاء، بمركز شباب الساحل بشبرا، عن "رؤية الشباب حول المشاركة السياسية"، والتى كان الشباب هم المناقشين فيها، أن إحصائيات آخر انتخابات تشريعية فى عام 2005، تشير إلى عزوف المواطنين بشكل عام عن المشاركة السياسية، وأن جملة الذين شاركوا بأصواتهم الصحيحة لا يتجاوز 6 ملايين ناخب من عدد المقيدين بالجداول الانتخابية البالغ عددهم 32 مليون ناخب، وأن نسبة 70% من 45 مليونا جاوزوا سن 18 ولهم حق الانتخاب، وعليه فنسبة المشاركة الفعلية 13% فقط.
ودعا فخر الشباب إلى ضرورة المشاركة فى الانتخابات البرلمانية القادمة وانتخابات الرئاسة 2011، مرجعا عزوف الشباب عن المشاركة إلى التنشئة الاجتماعية والتعليم من خلال الأسرة والمدرسة والجامعة، وقلة الوعى السياسى لدى الشباب نتيجة عدم الاهتمام بالقراءة، موضحا أن هناك عدة دراسات أظهرت أن نسبة الشباب الحاملين للبطاقات الانتخابية لا تتعدى 18% وهم تقريبا شباب الأحزاب، ويشكلون نسبة المشاركة الحقيقية فى التصويت.
وأوضح الدكتور أحمد فؤاد أنور، أستاذ اللغات الشرقية بكلية الآداب بجامعة الإسكندرية، أن السياسة لا تقتصر على السلطة ونظام الحكم والأحزاب، ولكن السياسة نلمسها فى كل المجالات من تعليم وصحة وغيرها والمراقبة عليهم، مشيرا إلى أن الأغلبية من الشعب المصرى يعزف عن المشاركة فى الانتخابات ويتخوف منها، وينسحب من آلية السياسة، خاصة الشباب، معتبرا أن مشاركة الشباب هى الضمان الحقيقى لعدم تزوير الانتخابات، لأن المشاركة الضعيفة تتيح الفرصة للتزوير وتحجيم الدوائر وسيادة القبلية، قائلا، "يوجد فى كل حزب أو تيار سياسى مجموعة تدعو إلى الإصلاح، فلماذا لم تتكاتف هذه المجموعات؟".
ومن جانبه، أكد الإعلامى عبد الجواد أبو كب على وجود حالة من الارتباك وعدم الثقة بين الشباب، مناشدا الشباب الاهتمام بالمشاركة فى الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلة وقراءة الدستور المصرى، وتنمية الوعى السياسى لديهم، وأن يلتزم الإعلام بدوره نحو ذلك، وشدد الإعلامى هشام عاطف على أن المشاركة والتصويت فى الانتخابات فقط هى التى ستمنع التزوير.
وقال مصطفى على، أحد الشباب الذين شاركوا فى الندوة وحاصل على ليسانس إعلام من جامعة الأزهر، إن أسباب عزوف الشباب عن المشاركة السياسية تتمثل فى الربط بين المشاركة وبين الخدمات التى تقدم لهم، ورؤية الشباب أن مشاركتهم وتعبيرهم عن رأيهم ليس لها جدوى، والأخبار والمعلومات التى تصل إليهم حول تعذيب واعتقال بعض الناس الذين يعبرون عن آرائهم، مما يغرس الخوف فى نفوسهم، إلى جانب فقدان حلقة الوصل بين الشباب والقائمين على اتخاذ القرارات، وعدم وجود مصادر معلومات يثق فيها الشباب.
بينما أرجع أحمد عبد المجيد، طالب بأكاديمية الشروق، السبب إلى أن معظم الشباب لا يعرفون مفهوم المشاركة السياسية، مشيرا إلى أن ذلك تبين من خلال تواصله مع زملائه، بالإضافة إلى عدم تشجيع الأسرة والمدرسة والجامعة على المشاركة، وانعدام المواطنة لدى غالبية الشباب، حيث أصبح حلم معظم الشباب هو السفر للخارج، وكذلك وعدم توافر وسائل التعبير عن الرأى.
وحول كيفية تفعيل وضمان المشاركة السياسية للشباب، وضع محمود عثمان، خريج كلية التجارة، آليات وضمانات للمشاركة السياسية منها، إعادة النظرة إلى التعليم، بتدعيم عملية المشاركة فى الانتخابات، من خلال اتحادات الطلاب فى المدارس والجامعات، وانتخابات أمناء الفصول فى المدرسة، لأن أسلوب التحجيم يخلق أزمة ثقة بين الطلاب والقائمين على العملية الانتخابية، وإعادة مادة التربية الوطنية، واصفا إلغاؤها بالكارثة، إلى جانب دور الإعلام من خلال عدم تركيزه على السلبيات وعرض الإيجابيات، وتوسيع حلقات تداول المعلومات بين الشباب.
ووضع بعض الشباب المشاركين فى الندوة نموذجا يمثل ضمانات مشاركة الشباب فى الحياة السياسية منها، أن يكون هناك تكافؤ فرص بين الأحزاب، وتنفيذ أحكام القضاء، ووضع مشروع قانون يحمل اسم حرية تداول المعلومات فى مصر، وإزالة بعض العقبات التى يمارسها موظفو الشئون الإدارية عند استخراج البطاقات الانتخابية، وضرورة إحساس الشباب بتداول السلطة بصورة سلمية، الإشراف القضائى على الانتخابات، وتدريب الشباب على المشاركة فى المراقبة على الانتخابات، وتوعيتهم من خلال التعليم بإدخال مناهج تشجع على المشاركة السياسية وتفعيل حق الشباب فى مباشرة حقوقه السياسية.
فى ندوة عن "رؤية الشباب حول المشاركة السياسية"..
اللواء أحمد فخر: قضية المشاركة السياسية فى مصر تشكل أزمة خطيرة.. ود.أحمد أنور: مشاركة الشباب هى الضمان الحقيقى لعدم تزوير الانتخابات.. والشباب يضعون آليات وضمانات المشاركة فى الحياة السياسية
الأربعاء، 27 أكتوبر 2010 03:30 م
ندوة "رؤية الشباب حول المشاركة السياسية"
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة