ربط الرئيس السورى بشار الأسد فى حواره مع جريدة الحياة اللندنية، عودة العلاقات المصرية السورية السياسية التى وصفها بـ"المقطوعة" بمبادرات مصرية فى هذا الإطار، اعتبر خبراء ودبلوماسيون أن الموضع يتعلق أكثر بالمواقف الإقليمية تجاه قضايا المنطقة ومدى التباين لمعالجة هذه القضايا.
حوار الأسد اعتبره الدبلوماسيون والخبراء الأجرأ فى التصريحات الإعلامية بين البلدين منذ انقطاع العلاقات فى أعقاب الحرب الإسرائيلية على لبنان العام 2006، حيث إنه لأول مرة يصرح أحد مسئولى البلدين بأن العلاقات مقطوعة بل كانوا يكتفون بالقول أن العلاقات تاريخية ومستمرة، ورغم ذلك إلا أنهم رأوا فيها أيضا بابا مفتوحا لتسوية الخلافات من خلال دعوته بشكل واضح إلى فصل العلاقات الشخصية عن العلاقات بين البلدين، ومطالبته باستمرار العلاقات الاقتصادية وتأكيده أنه لا يوجد لديه أى مشكلة مع مصر، نافيا أن تكون العلاقات بينه وبين الرئيس حسنى مبارك هى السبب فى قطع العلاقات.
هذا الشد والجذب الذى يحدث من وقت لآخر بين القاهرة ودمشق ربطه السفير رخا أحمد حسن مساعد وزير الخارجية السابق، بمعالجة كل بلد للملفات الإقليمية، ووصف العلاقات بين الدول العربية بموج البحر وقت تهدأ ووقت تثور، مشددا على أن هذا التباين يتوقف على وجهات النظر السياسية تجاه قضايا المنطقة وعلى رأسها القضيه الفلسطينية، حيث إن هناك معالجات مختلفة من قبل مصر وسوريا رغم أن كل الطرفين متفقين مثلا على أهمية المصالحة الفلسطينية، إلا أن الاختلاف على آليه تحقيقيها يتسبب فى خلافات سياسية.
وأوضح السفير رخا أن توتر الأجواء الأقليمية تنعكس بشكل واضح على التصريحات الإعلامية بين مصر وسوريا وربما وصول المصالحة الفلسطينية إلى طريق مسدود وتوقف عملية السلام فى الشرق الأوسط هى السبب وراء التصريحات الصريحة من قبل الأسد.
وانتقد البعض تشديد الأسد على طلب دعوة رسمية لزيارة القاهرة وبدونها لن يزورها، إلا أن من الناحية البروتوكولية والدبلوماسية أكد رخا أن طلب الأسد لدعوة رسمية أمر طبيعى ومنطقى بصفته رئيس دولة، وقال "من حق الأسد أن يطالب بتوجيه دعوة رسمية له لأن العلاقات بها العديد من الشوائب وبالتالى انقطاع الاتصالات يجعل الزيارة مستحيلة بدون الدعوة، ومن الناحية الرسمية لابد لزيارة رئيس دولة أن تكون هناك دعوة له".
ورغم أن العلاقات بين البلدين كادت أن تصل إلى الانفتاح فى مارس الماضى فى أعقاب القمة العربية فى مدينه سرت الليبية الا أنها عادت مرة أخرى للتوتر، وأكد جهاد عوده خبير العلاقات الدولية أن المسائل السياسية التى أدت الى تعقيد المسألة مرة أخرى يجب أن تنحل ثنائيا بين البلدين مؤيدا دعوة الأسد لفصلها عن العلاقات الاقتصادية.
واعتبر عودة رغم جفاف حديث الأسد وطريقة حواره عن العلاقات المصرية، أن دعوته لإقامه علاقات اقتصادية سوية أمر إيجابى منه يجب أن يقابل باهتمام من الجانب المصرى لربما أن تعبر العلاقات السياسية من البوابة الاقتصادية، وأن تكون مجالا لفتح بوابات ثقه بين البلدين.
وشدد على أنه من المستحيل أن توجه دعوة من القاهرة وتقابل بالرفض السورى ولكنه أشار إلى أن على الأسد أن يطلبها فى وقتها حيث أن الأجواء فى مصر ربما غير مناسبة لمثل هذه المصالحة والزيارة، خاصة فى ظل انشغال الأوساط السياسية بالشأن الداخلى فى مصر والانتخابات المقبلة.
وشهدت العلاقات المصرية السورية توترا منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريرى وحرب إسرائيل على بيروت حيث وصف الأسد القاده العرب بأنصاف رجال وهو ما أثار حفيظة القاهرة وعواصم عربية أخرى، ورغم الوساطات التى قامت بها السعودية وكشف عنها الأسد فى حواره إلا أن العلاقات مازالت متوقفه لحين إشعار آخر.
الأسد يصف العلاقات المصرية السورية بـ"المقطوعة" لأول مرة.. ودبلوماسيون يرون تصريحاته جريئة.. ويؤكدون: اختلاف الرؤى الإقليمية سبب الخلاف السياسى.. ومن حقه بروتوكوليا طلب دعوة رسمية لزيارة القاهرة
الأربعاء، 27 أكتوبر 2010 02:40 م
الأسد اشترط توجيه دعوة رسمية لزيارته القاهرة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة