أرسلت لنا القارئة "م.ح" تساءل: كنت أعانى من الكوابيس الليلية المزعجة منذ فترة، ولكنها كانت تتكرر على فترات متباعدة، والآن أعانى من تكرارها بصورة يومية، مما يسبب لى الأرق الشديد، مع العلم أن هذه الكوابيس متشابهة فى أحداثها، فهى جميعا كوابيس دموية للغاية لأشخاص يقومون بتعذيب أشخاص آخرين بصورة وحشية، وهم أناس مجهولو الهوية بالنسبة لى، مع العلم إنى إنسانة هادئة الطبع، ولا أحب مشاهدة أفلام العنف نهائياً.. أرجو مساعدتى لحل هذه المشكلة لأنها تؤرقنى كثيراً وأعجز عن النوم بسببها.
يجيب عن هذه الاستشارة الدكتور أحمد عبد الله مدرس الطب النفسى بكلية طب جامعة الزقازيق: تصنف هذه الحالة على أنها نوع من حالات اضطرابات النوم، والتى تنقسم إلى ثلاثة أنواع من الاضطرابات.
النوع الأول اضطرابات تسبب قلة النوم ولها سببان هما:
1-أسباب عضوية، وتكون غالباً بسبب زيادة إفراز الغدة الدرقية
2-أسباب نفسية مثل الاكتئاب والقلق والتوتر.
والنوع الثانى من الاضطرابات هو اضطرابات زيادة النوم، ويكون أيضا لأسباب عضوية مثل نقص فى إفراز الغدة الدرقية أو لأسباب نفسية، وهى نفس الأسباب النفسية التى تسبب اضطرابات قلة النوم السابق ذكرها.
أما النوع الثالث، وهو اضطرابات محتوى النوم، وهو ما تشكو منه السائلة، ونعنى بمحتوى النوم هو ما يعانى منه الإنسان أثناء النوم من أحلام مزعجة تؤدى إلى عدم تمتعه بالقسط الكافى من النوم، ويكون سبب هذه الحالة فى أغلب الأحيان ناتجاً عن نوع من الضغوط النفسية، أو مرور المريض بحادثة سيئة فى سن مبكر، ربما لا يتذكرها بصورة واضحة، ولكنها تخزن فى عقله الباطن، ويعبر عنها بهذه الصورة، وعن طريق مناقشة المريض نصل إلى الأسباب التى أدت إلى هذه الحالة.
أما بالنسبة لطرق العلاج، فهذا النوع من الاضطرابات يعالج فى معظم الأحيان عن طريق إعطاء المريض عقاقير لتحسين نوعية النوم لجعل النوم يأخذ دورته كاملة، وللعلم إن الدورة الواحدة للنوم تستمر لـ 90 دقيقة، 20 دقيقة منها تحتوى على الأحلام، وهى التى تسبب الأرق فى هذه الحالة والـ70 دقيقة الأخرى لا تحوى أى شىء، لذا تعمل هذه العقاقير على تحسين وتهدئة فترة الـ 20 دقيقة المحتوية على هذه الأحلام، مما يؤدى إلى مرور دورة النوم كاملة بهدوء دون أرق.