قد تلتبس علينا الأمور فى بعض الأحيان ونتخذ من لقب قوم لفظاً للشتائم والسباب دون أن ندرى أننا نوجه هذه الشتائم لأحد أسماء نبى من أنبياء الله عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام.
فاسم إسرائيل هو اسم من أسماء سيدنا يعقوب عليه السلام، اتخذوه اليهود اسمًا لدولتهم، عندما أقاموها على أرض فلسطين، وجاءت هذه الخطوة نتيجة فكر متطرف لليهود وهو(الصهيونية) وهى تعنى (أرض الميعاد) وهدفهم كان تجميع اليهود من جميع أنحاء العالم وإقامة دوله عليها.
وحدث هذا، كما يعلم الجميع، عام 1948م ومازالوا إلى الآن، نجحوا خلال هذه الفترة من الاستيلاء على كامل أرض فلسطين وبعض أراضى الدول العربية الأخرى، وساعدتهم بعد العوامل فى ذلك كالاحتلال الإنجليزى أو نكسة 67 أو تخاذل الحكام العرب نحو ما يفعله هؤلاء الشراذمة فى فلسطين.
ونظراً لكرهنا الشديد لهذه الفئة الضالة وما يفعلونه مع إخواننا فى فلسطين، أصبحنا لا نطيق أن نسمع أسماءهم وأصبحت بالنسبة لنا أسماء منفرّة لآذاننا، و نغمض أعيننا عن صورهم عندما يظهرون فى وسائل الإعلام، ونفرح عندما نرى من يستهزئ بهم أو ينتقدهم منا.
ونتخذ من اسم إسرائيل معنى للكره والقتل والذبح والظلم، ونقرنه بأفعال هؤلاء الهمج، فلو هؤلاء اتخذوا من اسم نبيهم ستاراً لما يفعلونه بأهل فلسطين والعالم أجمع، فنحن لن نسير على خطاهم ولن نسىء إلى سيدنا يعقوب أو أى نبى آخر، نلعن الصهيونية كما نشاء لأنها فكر هدّام ومتطرف.
نحارب أفعالهم بشتى الطرق والوسائل الممكنة، نضعهم فى حجمهم الحقيقى، فاليهود مجتمعون أضعف من صورتهم فى أذهاننا، لأن هذه الصورة (البعبع المخيف) الذين وضعوها لنا هم حكامنا.
اليهود لم يقابلوا ردود أفعال شعوب عربية ومسلمة، ولكنهم قابلوا تخاذل حكامنا وضعفهم أمام مناصبهم وخوفهم عليها، قابلوا قرارات تصدر من الجامعة العربية مع إيقاف التنفيذ.
وأشبّههم بفريق كرة قدم يفعل مايشاء بالفريق الآخر الذى يدافع طوال المباراة، وحتى الدفاع لا يجيده، لأنهم يلعبون بدون مدرب يضع لهم الخطة، وبدون صانع ألعاب (عقل مفكر) فى الملعب، ويتسم أداؤهم بالعشوائية الشديدة داخل المستطيل الأخضر.
ولكن أفراد هذا الفريق لو نظموا أنفسهم، واتحد أفراده، لأصبحوا قوة يخشاها الجميع، وسيحتل المركز الأول ويفوز على كل مايريدون له الهزيمة والانكسار.
نعم نحن دول نضع عيوننا فى الأرض عندما تأتى فى عيون أعدائنا، فالواقع الذى نعيشه يبرز لنا مدى مهارتهم فى التخطيط ومدى جرأتهم فى التنفيذ، يكونون على باطل ولا يخشون العالم
أما نحن والمفروض أننا أصحاب الحق والأرض فقد شغلتنا مصالحنا عن مصالح أوطاننا وأمتنا، حتى أصحاب القضية أنفسهم (أقصد من بيدهِ أمرهم) أصبحوا منشغلين بمناصبهم الوهمية التى وهبها لهم الاحتلال.. وأصبحوا يتباهون بملابسهم الأنيقة على شاشات التليفزيون، والسيارات الفاخرة والمواكب المصاحبة لهم عندما يذهبون إلى أى مكان.
ويرحم الله (الشيخ ياسين) وغيره ممن كانوا سيف حق مسلطًا على رقاب العدو فى حياتهم، وذكرى عطرة نتذكرها بعد استشهادهم.
دفعوا حياتهم بلا مقابل يقبضونه سوى حب وطنهم والإيمان بعدالة قضيتهم، فكان جزاؤهم بإذن الله تعالى الجنة ونعيمها.
بدأت المقال بنصيحة وهى عدم سب أو لعن اسم (إسرائيل) لأنه اسم سيدنا يعقوب عليه السلام.
ثم تطرقت إلى الحديث عن هؤلاء الشرذمة حتى لا يتهمنى أحد بالدعوة إلى حب اليهود أو التطبيع معهم.. فأنا أكرههم كما تكرهونهم تماماً ولكنى أردت فقط أن أوضح هذا الالتباس الذى نتوارثه من جيل إلى جيل.
حمدى رسلان يكتب:أنا لا أكره إسرائيل.. ولكنى أكره الصهيونية
الثلاثاء، 26 أكتوبر 2010 05:35 م