الأسد.. ويد مصر الممدودة

الثلاثاء، 26 أكتوبر 2010 03:48 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا أكاد أفهم مبرر الرئيس السورى بشار الأسد فى تحميل مصر مسئولية قطع العلاقات السياسية مع بلاده، رغم أنه هو السبب الرئيسى فى تلك القطيعة السياسية، التى بدأها بتصريح غير موزون سياسياً أطلقه فى أعقاب حرب لبنان صيف 2007، عندما صنف بعض القادة العرب بأنهم أنصاف رجال، ومع إن الرئيس مبارك تغاضى عن هذا التصريح واستجاب لدعوة العاهل السعودى وأمير الكويت وجلسوا مع الأسد على هامش قمة الكويت الاقتصادية العربية، إلا أن الأسد على ما يبدو يريد الظهور الدائم فى محور الممانعة، الذى يردد دائماً أنه يتزعمه مع إيران، بالإضافة إلى حزب الله وحماس.

الأسد الذى قال لصحيفة الحياة اللندنية، إن العلاقات السياسية مع مصر مقطوعة، وحاول التهكم على مصر بقوله "أنا لم أطلب شيئاً من مصر، ولا أريد شيئاً من مصر وإذا كنا نختلف سياسياً، فهذا ليس جديداً، ونحن فى سوريا نقول بالنسبة إلينا ليس مشكلة، ربما يكون لدى بعض المسئولين فى مصر مشكلة"، أرى أن مبرره الوحيد لهذه التصريحات المستفزة أنه يرفض مصافحة اليد الممدودة له من مصر، التى طالما امتصت استفزازات سورية متعمدة، وحاولت احتواء مواقف دمشق العدائية ضد القاهرة فى سبيل الحفاظ على وحدة العرب.

الأسد رفض اليد المصرية التى امتدت له طيلة الفترة الماضية، ليس خوفاً من دمشق أو سياسيها، وإنما لأن القاهرة تعلم أنها الأكبر، وأن عليها الترفع عن الصغائر.. هذا هو منطق مصر فى التعامل، وهو الموقف الذى سمعته شخصياً من الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء وأحمد أبو الغيط وزير الخارجية أثناء انعقاد القمة العربية العادية فى مدينة سرت الليبية نهاية مارس الماضى بأن الأسد مرحب به فى مصر، وبعدها خرج الأسد للصحفيين ليؤكد أنه سيزور القاهرة لاحقاً للاطمئنان على صحة الرئيس مبارك، الذى كان عائداً وقتها من رحلته العلاجية من ألمانيا، ولكن مرت الأيام دون أن يزور الأسد القاهرة، أو على الأقل يجرى اتصالاً بالرئيس مبارك ليطمئن عليه، وبدأت ماكينة الإعلام السورى فى ترديد أسباب واهية دعت الأسد
إلى إلغاء زيارته للقاهرة، ومنها أنه لم يتلقَ دعوة رسمية لزيارة مصر، رغم أن الرد على هذه الادعاءات واضح، وهى هل تحتاج الزيارات الشخصية لدعوات؟

مبررات واهية وتبريرات غير منطقية، أتمنى من الإخوة السوريين أن يراجعوا أنفسهم فيها، لأن العلاقات ما بين الدول لا يجب أن تدار بهذه الطريقة.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة