يمكننى أن أعد لك عزيزى القارئ هنا فى هذا المكان عشرات الأخطاء التى ارتكبها الإخوان المسلمون على مدار مسيرتهم منذ نشأة الجماعة فى عشرينيات القرن الماضى وحتى اليوم ويمكننى أن أتقدم بكتاب لا أول له ولا آخر عن أخطاء المعارضة ورموزها سواء تلك التى تمارس معارضة حقيقية أو معارضة شكلية ديكورية تظهر فى المواسم الرسمية، وكل من يتعرض للعمل السياسى والعمل العام معرض للخطأ والوقوع فى الخطيئة – ان شئت – ولكن كل هذه الأخطاء لا تعادل خطيئة واحدة من خطايا السلطة ممثلة فى الحكومة ودوائر الحكم ، فتراجع مصر وتخلفها وانتشار الفساد ورواجه وإهانة المواطن وإذلاله كلها أمور تتجاوز بكثير ما يمكن تحمله وتقبله كبنى آدميين لنا حق الحياة بصورة كريمة فى وطن لا يخلو من مصادر الثروة وعلى رأسها الثروة البشرية التى يعايرنا بها المسئولون ليل نهار.
والعدل والمنطق لابد أن يفرضا نفسيهما على أى كاتب أو محلل سياسى حين يطاوعه قلبه وعقله ليبدأ رحلة الكتابة عن فصيل ما وإن اختلف معه و اشتدت الخصومة فالفيصل هو الأداء وليس العاطفة ، والعبرة بالمشاهدات لا بالنيات.. لذا فإننى أعجب أيما عجب على قوم من بنى جلدتنا يحاسبون الناس على نياتهم فتسمع من يقول " لو وصل البرادعى الى سدة الحكم فهذا يعنى أنه سيلغى المادة الثانية من الدستور" وآخر على شاكلتهم يدعون أن العكس هو الصحيح فإذا "وصل البرادعى فسيصل على أكتاف الإخوان المسلمين" وهنا سيتعزز دور الشريعة وسوف "تطير الرقاب فى الهواء" كما تطير كرة الجولف فى ملاعب الجولف الفخمة.. وسوف "تتلاشى الحريات" وسوف" يجلد الناس" و"يعلق المسيحيون على أعواد المشانق" وسوف "تغلق دور السينما والمسارح" وتتحول الفضائيات إلى بكائيات.. هذه هى الأسطوانة الجاهزة والمعروفة والتى قال بها غيرهم فى أوقات سابقة فمضى الزمان وانتقل بعض هؤلاء إلى الرفيق الأعلى وبقيت مصر وكل المخلصين شهود عدول على أن الزبد يذهب جفاء وما ينفع الناس فيمكث فى الأرض إذن عاد موسم رجم الإخوان من جديد وعادت ريمة الديمقراطية لعادتها "الديكتاتورية" القديمة.. يفهم المرء أن السلطة فى خصومة مع الإخوان لأسباب لا تخفى على أحد، ولكن ما لا أفهمه هو هذه القائمة المعتادة من كتاب المواسم الانتخابية وشيوخ القنوات الفضائية وبقايا الشيوعيين ومن أقصى اليسار إلى أقصى اليمين من باعة الآيس كريم مرورا بباعة الكتب والمجلدات وملازم الامتحانات والمؤلفات المفروضة فرضا على الطلبة والطالبات وكتاب صحف لا يقرؤها أحد واسألوا المخازن التى تنوء بحمل " لمرتجعات".
هذه القائمة تظهر فى موسم الانتخابات لتقص على مسامعنا " موال " الإخوان خطر على الدولة والسلطة وعلينا وعلى كل الكائنات الحية التى تسعى والتى لا تسعى من نفس عينة بعض هؤلاء المحترمين وربما يغنون أغنية فايزة أحمد " يمه الإخوان ع الباب " يمه أناديهم وإلا أحط كلاب يقطعوا فيهم يمه".
آخر السطر
أعرف أن البعض لديه مخاوف حقيقية وأنه يتعين على الإخوان أن يقدموا إجابات على أسئلة مازالت عالقة ولكن كل هذا لا يبرر الهجوم الموسمى الذى يمنح السلطة بكل مساوئها صك البراءة ويتهم المعارضة والإخوان باتهامات هو أول من يعلم أن معظمها صنع فى مصر تحت بير السلم!!