محمد حمدى

هل انتهت العروبة

الإثنين، 25 أكتوبر 2010 12:04 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
خلال زيارته الحالية إلى بيروت ذهب محرر الشئون الإسلامية فى صحيفة واشنطن بوست أنتونى شديد إلى الجامعة الأمريكية فى بيروت لمشاهدة معرض صور وملصقات تعكس التغيير الذى حدث فى الشرق الأوسط خلال عشرين عاما، ولاحظ أن معظم الشعارات والصور والملصقات لم تعد تتحدث عن الكفاح المسلح، وإنما حل محلها كلمة الجهاد التى أصبحت مفضلة اليوم كما يقول.

انتونى شديد أمريكى من أصل عربى فازت تقاريره من بغداد بعدد من الجوائز الصحافية، من أهمها جائزة بوليتزر، وهى أهم جائزة أمريكية فى مجال الصحافة، عن التقارير الدولية.

وذكرت اللجنة التى تمنح هذه الجائزة أنها منحت الجائزة إلى انتونى "لقدرته غير العادية على التقاط، مخاطرا بحياته، أصوات ومشاعر العراقيين وهم يشاهدون بلادهم تتعرض للغزو، وزعيمهم يسقط وأسلوب حياتهم ينتهى"، وإضافة إلى أصوله العربية عمل مراسلا فى وكالة اسوشييتدبرس فى عدد من الدول العربية ومن بينها القاهرة.

ويرى شديد أنه من مصر إلى غزة إلى لبنان استطاعت الحركات الإسلامية أن تحل محل الحركات العلمانية واليسارية، لدرجة أن كلمة عروبة لم تعد ذات شعبية فى العالم العربى.

ما رأه شديد وكتبه فى نيويورك تايمز الأمريكية أمس حقيقى ومؤسف فى الوقت نفسه، فالعروبة كانت الحل الوحيد تقريبا لتفادى أية صراعات دينية فى الشرق الأوسط، لكن تراجع هذه الكلمة على أرض الواقع أدى إلى بروز صراعات طائفية بين أتباع الديانات المختلفة، وحتى بين أتباع الدين الواحد، فظهرت الصراعات بين المسيحيين والمسلمين فى العراق، ومعارك التطهير الطائفى بين المسلمين والسنة، وهو الأمر نفسه الذى يتكرر فى لبنان والسودان وتبرز مخاطره فى مصر.

ولم يعد العرب يختارون مجالسهم النيابية على أساس سياسى، وإنما بسبب المعتقدات الدينية ففازت حماس فى غزة، وانتصر الإسلاميون فى الانتخابات فى مصر والأردن والكويت، وكاد الشيعة يقتربون من الحصول على الأغلبية النيابية فى البحرين باعتبارهم ممثلين للطائفة وليس للوطن الواحد.

البعض يرى أن صعود الإسلاميين السياسى هو تعبير عن صعود دينى فى المنطقة، والبعض الآخر يربطه بفشل القومية العربية، والبعض يراه تعبيرا عن غياب الديمقراطية، وآخرون يرونه صعودا لطبقات المهمشين التى احتمت بالدين ولجأت لممثلييه السياسيين.

وقد تكون كل هذه الأسباب مجتمعة ساهمت فى تمدد ظاهرة الإسلام السياسى فى العالم العربى، وصحيح أن الإسلام هو دين الأغلبية فى المنطقة العربية، لكنه ليس السبيل لجمع كل العرب، وقد كانت العروبة فى وقت من الأوقات هى الحل السحرى للتغلب على التباينات والتعارضات والصراعات الدينية، وحين تموت العروبة ينفتح الباب على مصراعيه لاندلاع الصراعات الدينية فى الشرق الأوسط.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة