دراسة علمية مصرية:

اعترافات جديدة حول جريمة قتل الأسرى المصريين

الإثنين، 25 أكتوبر 2010 11:11 ص
اعترافات جديدة حول جريمة قتل الأسرى المصريين غلاف كتاب "جريمة اغتيال الأسرى المصريين"
كتب د.أحمد فؤاد أنور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أهمية كتاب "جريمة اغتيال الأسرى المصريين" الصادر فى القاهرة منذ أيام عن مكتبة جزيرة الورد، يمكن إدراكها فور مطالعة غلافه، فالمؤلف هو الباحث الدكتور عبد الرازق سيد سليمان والتقديم للعالم الكبير د. إبراهيم البحراوى، كلا الرجلين مصدر فخار للثقافة الوطنية عبر عنه نيل الأول نوط الاستحقاق هذا العام ونيل الثانى جائزة الدولة التقديرية فى العام نفسه، الكتاب يحمل عناوين فرعية ذات دلالة، وثائق أخرى تؤكد نصر أكتوبر ووثيقة أدبية إسرائيلية.

ووفقا لتقديم الدكتور البحراوى، فإن الدراسة تقدم لنا كشفا محققا من خلال أعمال الروائى أهارون ميجد، وأن أبعاد هذا الكشف متعددة فى رؤية المجتمع الإسرائيلى للعلاقة مع العرب، وهى تثير اهتمام الباحثين، غير أن أحد أهم جوانب هذا الكشف هو الكشف عن جريمة اغتيال الأسرى المصريين فى رواية "حديث الأبلة" المنشورة عام 1960، ويسترسل الدكتور البحراوى فيقول فى المقدمة: أعتقد أن كتيبة العبرى المصرية التى تضع نصب عينيها تزويد القارئ بطبيعة الحركة الفكرية داخل إسرائيل.. قد كسبت باحثا كبيرا بانضمام صاحب الدراسة.

يعتمد الكتاب أو بالأحرى الدراسة بشكل أساسى على وثيقة أدبية إسرائيلية مهمة تناولت حزمة من القضايا الاستراتيجية والسياسية، على رأسها قضية الأسرى المصريين واغتيالهم فى حرب 56 بدم بارد، حيث رصد الباحث كشفا مبكرا لعمليات اغيتال الأسرى المصريين التى شغلت الشعب المصرى فى كثير من الفترات التاريخية اللاحقة، وخاصة حقب الثمانينيات من القرن الماضى بعد أن توالت شهادات الجنود والضباط الإسرائيليين الذين شاركوا فى تنفيذ هذه العمليات القذرة مع تقادم الزمن.

فى الرواية الإسرائيلية التى نشرت فى عام 60، وأتم د.عبد الرازق دراسة وترجمة لها، يقدم الأديب أهارون ميجد فصلا عن محاكمة عسكرية يمثل أمامها بطل الرواية التى تحمل عنوان "نصيب الأبله" من هذه المحاكمة، نعرف أن الجندى العبيط أو الأبله يحاكم بتهمة الامتناع عن تنفيذ أمر عسكرى صدر له بقتل الأسرى الموجودين فى المعسكر الذى كلف بحراسته، وأن القاضى وكل من حضر المحاكمة كانوا يستهجنون تردده فى تنفيذ عمليات القتل التى يتبين لنا من النص أنها كانت دورية ومتكررة.

أحداث الرواية وقعت فصول منها بالفعل على أرض الواقع، مما يكسب النص أهمية مضاعفة، مع العلم بأن القضية تجددت عام 2007 حينما كشفت القناة الأولى بالتليفزيون عن الفيلم الوثائقى "شاكيد"، وفى عام 2010 أيضا حين قام وفد إسرائيلى بأعمال حفر فى فناء مدرسة بمحافظة الإسماعيلية بحجة البحث عن رفات جنود إسرائيليين، مما يدفعنا إلى المطالبة على الأقل بالمثل.. بالبحث عن رفات جنودنا الذين استشهدوا فى الأراضى الفلسطينية المحتلة.

وفى متن الكتاب أيضاً يوضح لنا الباحث رؤية الأدب الإسرائيلى لحرب الاستنزاف والسادس من أكتوبر والثغرة، مروراً بمعاهدة السلام وحرب لبنان، ورؤية الأدب الإسرائيلى الحالية للشخصية الفلسطينية نقاط ضعف فى المجتمع الإسرائيلى تتمثل فى افتقاد المجتمع الإسرائيلى لطبيعته الاجتماعية الإنسانية، مع افتقار المجتمع الإسرائيلى للانتماء، واستمرار الصراع بين ثقافة لغة الييدش الشرق أوروبية واللغة العبرية، ورفض الشباب اليهودى الذى تربى فى الغرب لسياسة إسرائيل، واستمرار الصراع بين العلمانيين والمتدينين.

الباحث يأمل فى النهاية أن تكون دراسته لبنة فى توصية للمجتمع الدولى للقصاص من مجرمى الحرب الإسرائيليين ووقف الاستيطان وهدم المنازل والاعتداء على المقدسات وتهويد القدس.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة