نشرت صحيفة نيويورك تايمز تحليلاً عن سيادة وهيمنة الإسلام السياسى فى الشرق الأوسط، تقول فيه، إنه فى منطقة اهتزت يوماً بمجموعة من الأيديولوجيات المتنوعة من الشيوعيين إلى السلفيين، لم يتبق أى من هذه الأيديولوجيات فى مأمن سوى الحركات الإسلامية، من جماعة الإخوان المسلمين فى مصر إلى حماس فى فلسطين وحزب الله فى لبنان، ولكونها معادية لإسرائيل وللأنظمة العربية الاستبدادية، ولكثير من الظلم الواقع على العرب، ظلت الجماعات الإسلامية الوحيدة التى تحظى برسالة ذات شعبية واسعة مع وجود استثناء واحد أو اثنين.
وترى الصحيفة أن هيمنة جماعات الإسلام السياسى ليست بجديدة، فعلى مدار جيل كامل خسفت هذه الجماعات بأسلافهم من العلمانيين واليساريين الذين يتصرفون ويتحدثون فى بعض الأحيان مثلهم، إلا أن إرث احتكارها الظاهرى على المعارضة يصبح أكثر وضوحاً يوماً بعد يوم، فهم فسروا الصراعات بين العرب وإسرائيل، والشرق والغرب وسلطوا الضوء على الدرجة التى تحول عندها مفهوم الهوية فى العالم العربى بشكل تكاد معه كلمة عربى أن تصبح قريباً "ذابلة" فى تعريف هذا العالم، ومن خلال تبنيهم سياسة تعتمد على الأيديولوجية العقائدية، اختصر الإسلاميون طرق التغيير فى منطقة يشعر سكانها بالحاجة الماسة إليه.
وتمضى الصحيفة فى القول إن هذه الحركات الإسلامية غالباً ما تتبع البراجماتية الماكرة، فقد تمكن الإسلاميون فى تركيا ومصر ولبنان وفلسطين من تحقيق النجاح الإنتخابى، حتى إنهم بإمكانهم تعزيز وجود كيان سياسى ديمقراطى، لكن فى بعض القضايا من الفقر إلى فلسطين، فرضت هذه الحركات نموذج القيم والأخلاق والذى يميل إلى إهمال أكثر مشاكل المجتمع إلحاحاً أو تحويلها إلى مجرد "أنشودة".
ولعل ذلك هو السبب الأكبر الذى جعل التشاؤم السمة السائدة لدى كل الإصلاحيين ودعاة التغيير والمنتقدين من خارج مدار الإسلاميين، وتنقل الصحيفة عن فواز طرابلسى، الصحفى اللبنانى اليسارى قوله، إن السياسات الدينية أو الدين المسيس قد حقق الهيمنة، مضيفاً أنه لا يعتقد أنه توجد وسيلة لمقاومة ذلك.
نيويورك تايمز: الإسلام السياسى يهيمن على الشرق الأوسط
الأحد، 24 أكتوبر 2010 03:06 م