لا أعرف بالضبط وصفًا للحالة التى تنتابنى، وربما تنتابك أيضا، ونحن نسمع تصريحات السادة وزراء حكومة نظيف عن تطبيق برنامج الرئيس الانتخابى خلال حملته الانتخابية فى عام 2005، هذا البرنامج الضخم والدسم والذى حمل آمالا وحلولا لكل مشاكلنا الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والبنيوية والتنموية.
يعترينى شعور غريب وأنا أتابع تلك التصريحات التى تؤكد أن برنامج السيد الرئيس تم تنفيذه على أكمل وجه وقبل انتهاء موعده المحدد.. أود أن استرجع معكم بعضا من بنود هذا البرنامج الذى وعد الرئيس بتحقيقه، ولكن سأبدأ بفاصل من تصريحات بعض الوزراء حول النجاح المنقطع النظير فى تنفيذه:
* الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء: نفذنا برنامج الرئيس على أعلى مستوى.
* الدكتور مفيد شهاب وزير الدولة للشئون القانونية والمجالس النيابية: أنجزنا خمس أسداس البرنامج ويبقى السدس فى 2011.
* يوسف بطرس غالى وزير المالية: نفذنا 90% منه بعكس البرامج الانتخابية للدول الكبرى والتى تنفذ ما بين 50 إلى 60%.
*المهندس علاء فهمى وزير النقل: الوزارة نفذت برنامج الرئيس بشكل تام بنسبة 70% للطرق و100% للمترو.
* رشيد محمد رشيد، وزير التجارة والصناعة، تجاوزنا المستهدف فى برنامج الرئيس الانتخابى.
* أحمد زكى بدر: التعليم أنجزت 91 % من برنامج الرئيس الانتخابى.
* عثمان محمد عثمان وزير التخطيط: نفذنا البرنامج بتكلفة وصلت إلى 600 مليار جنيه.
* زهير جرانة وزير السياحة: الوزارة حققت برنامج الرئيس قبل الموعد المحدد بعام.
والآن أصحبكم فى إطلالة سريعة على بعض النقاط التى اشتمل عليها البرنامج وما أكده الرئيس خلال حملته الانتخابية الماضية، لنقارن دون أن نتعمق فيما تم تأكيده وما تم تنفيذه بالفعل:
1- تعزيز دور البرلمان فى مراقبة ومساءلة الحكومة.
2- تبنى النظام الانتخابى الأمثل الذى يكفل زيادة فرص تمثيل الأحزاب بالبرلمان.
3- تعزيز الصلاحيات التنفيذية والرقابية للمحليات ودعم اللامركزية فى أدائها.
4 - دعم الحريات العامة من خلال مراجعة قانون الحبس الاحتياطى، وكذلك تعزيز حرية الرأى بتوسيع مشاركة المجتمع فى وسائل الإعلام المرئية والمسموعة، ووضع التشريعات التى تكفل الإفصاح عن المعلومات وتداولها، وتطوير الآليات والمؤسسات اللازمة لتنظيم نشاط الإعلام، وتطوير أداء المؤسسات الصحفية القومية.
5- التصدى لمشكلة البطالة، ببرنامج يستهدف خلق ما يزيد على 4 ملايين فرصة عمل خلال الست السنوات من 2005 إلى 2011.
6- استصلاح مليون فدان جديد فى الظهير الصحراوى تولد 70 ألف وظيفة سنوياً فى القطاع الزراعى.
7- الرئيس تعهد بالعمل من أجل حياة أفضل للمواطن، بحلول مدروسة متطورة تمد مظلة التأمين الصحى لكل مواطن واختيار ما يناسبه من مستشفيات ووحدات صحية متطورة للعلاج.
8- كما تعهد بحياة أفضل للمواطن والتعامل مع المشاكل اليومية التى يواجهها، قائلا: "هموم كثيرة يقابلها أبناؤنا فى حياتهم.. همومهم فى الحصول على علاج عند المرض.. حرصهم على إيجاد مكان لأولادهم فى المدارس.. أمنياتهم أن يتلقوا تعليما بجودة تمكنهم من الحصول على فرصة عمل.. هموم شبابنا فى الحصول على مسكن ملائم.. هموم المواطنين فى العشوائيات.. هموم كثيرة أستشعرها والتزم أمامكم بالتصدى لها بحلول مدروسة متطورة".
9- وتعهد بمواصلة دعم محدودى الدخل، بتحقيق زيادة 100% فى أجور الدرجات الوظيفية الصغرى بالدولة و75% للدرجات الأخرى.
وتعهد أيضا بمساعدة أصحاب الدخول الصغيرة بما يضمن لهم ولأسرهم مقومات العيش الكريم.. "تعهداً أتوجه به للمواطن البسيط الذى يكافح لتأمين رزقه.. للموظف الصغير.. للأم التى تعول أسرتها.. لأصحاب المعاشات وكبار السن.. لطبقة محدودى الدخل".
وتعهد للطبقة المتوسطة، بزيادة دخلها وتلبية طموحاتها فى امتلاك مسكن لائق بأسعار معقولة.
وإلى هنا أدعوكم لعقد مقارنة سريعة بين تلك التصريحات وما جاء فى برنامج الرئيس وما نراه على أرض الواقع، إنه، ووفقا لتصريحات السادة الوزراء، فإننا نعيش كالملوك ننعم فى رفاهية تفوق بكثير ما كنا نحلم به، فما جاء فى برنامج السيد الرئيس يؤكد أنه خلال الست السنوات الماضية فإن كل شبابنا استطاعوا الحصول على فرص العمل دون ألم أو مشقة أو حسرة، وأصبح دخل كل الأسر البسيطة والمتوسطة فى ازدياد للدرجة التى لبت طموحاتها، وأن الأجور حققت زيادة بنسبة 100% وأن الحريات بالفعل تم تدعيمها وحرية الرأى تم تعزيزه وأن الكثير من التشريعات تم وضعها، مما كفلت بالفعل الإفصاح عن المعلومات وتداولها، وتطوير الآليات والمؤسسات اللازمة لتنظيم نشاط الإعلام، وتطوير أداء المؤسسات الصحفية القومية، كما تم تطوير العشوائيات للدرجة التى جعلتنا ننسى بالفعل أنها كانت سمة أساسية من سمات هذا البلد، بالإضافة إلى التحكم والسيطرة على الأسعار وجشع التجار، مما وفر حياة كريمة للمواطنين معها شعروا باستقرار خلال الست السنوات الماضية.أما التعليم فمنظومته أخيرا استقرت وانتهت كل أزماته داخل الأسرة وتم تطوير آلياته خلال الست سنوات ليصبح مثل غيره فى الدول العظمى وتحول الطلبة فى مصر إلى مبدعين وتحولت المدارس إلى أماكن معشوقة للطلاب.
بالتأكيد حين أسمع أنا وأنت تلك التصريحات وما نعيشه خلال السنوات الماضية نشعر بغصة شديدة تجعلنا نتأكد أنه من المستحيل أن يكون حديث هؤلاء الوزراء عن برنامج الرئيس حسنى مبارك فى مصر بل برنامج لرئيس آخر فى بلد آخر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة