قالت معهد "تشاتم هاوس الملكى البريطانى": "إن قليلين يعتقدون أن بإمكان جماعة الإخوان المسلمين تحقيق نتائج خلال الانتخابات البرلمانبة القادمة مقاربة لتلك التى حققتها خلال انتخابات عام 2005، والتى فازت فيها بخُـمس مقاعد البرلمان".
وأضاف المعهد فى التقرير الذى كتبه تيم إيتون بأن صعود الإخوان السريع عام 2005 اقترن بسقوط غير رسمى فيما بعد، حيث اتسعت الفجوة بين جيل الشباب داخل الجماعة الراغب فى الاستمرار فى خوض معركة محفوفة بالمخاطر وبين القيادة الجديدة التى تفضل العودة إلى الأمان النسبى الذى يحققه التهميش السياسى. وفى ظل مواجهتهم للقادة المحافظين على نحو متزايد، اتجه شباب الإخوان إلى عالم المدونات حتى يعبروا عن أنفسهم.
ويمضى التقرير فى القول إن انتخاب محمد بديع مرشداً عاماً للإخوان تزامن مع التخلص من العناصر الإصلاحية الأصغر سناً، مما دفع شباب الإخوان من أمثال عبد المنعم محمود ومصطفى نجار إلى حشد ما سماه خليل العنانى جيلا يتحدى علناً الهيكل الجامد للتنظيم، واتخاذ المدونات منبراً للدعوة لمزيد من الانفتاح والتواصل السياسى. وفى مجتمع يمثل فيه الشباب ما يقرب من ثلث المجتمع، فإن هذا الانقسام بين الأجيال ربما يكون حاسماً فى تشكيل جماعة فى المستقبل لا تقبل موقف التهميش السياسى.
ويقول الكاتب إنه لا توجد شكوك كثيرة حول تحقيق الحزب الوطنى فوزاً مقنعاً فى الانتخابات البرلمانية، لكن النظام سيظل أمامه تحديات كبيرة من بينها ما يتعلق بصحة الرئيس والحديث عن توريث الحكم لنجله جمال.
كما أن الزخم الذى أحدثه محمد البرادعى، المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، قد ساعد على تأجيج النيران فى الوقت الذى يستعد فيه النظام للمواجهة. وفى حين أن تركيز الإعلام سينصب بالتأكيد على المعركة بين البرادعى ومبارك العام المقبل، إلا أن الفترة القادمة ستمثل اختباراً حاسماً لوحدة الإخوان داخلياً، وربما يكون لها دوراً هاماً فى تحديد المسار المستقبلى للجماعة.
أما المدونين الشباب من الإخوان فيقولون إن العودة إلى التهميش والحفاظ على الذات غير كافيان، وهو أمر سيجب أن ينتبه إليه النظام جيداً وكذلك قيادة الإخوان. فبالنسبة للمرشد محمد بديع، هذه مخاطر لا يستطيع الإخوان تحمل خسارتها، فى حين أن النظام سيراها كتهديد له.
معهد بريطانى: مستقبل الإخوان فى مصر يتحدد الفترة القادمة
السبت، 23 أكتوبر 2010 01:30 م
الدكتور محمد بديع المرشد العام للإخوان المسلمين
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة