محمد فوزى طه يكتب: الساحرة سناء البيسى

السبت، 23 أكتوبر 2010 11:06 م
محمد فوزى طه يكتب: الساحرة سناء البيسى سناء البيسى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من سنوات بعيدة كنت أقرأ جريدة الأهرام، كان اليوم يوم جمعة..وفى صفحة المرأة قرأت قصة قصيرة فذهلت..الأسلوب مختلف.. الكلمات سريعة متدفقة موحية..الأشخاص أقرباء من لحم ودم ملامحهم أكاد ألمسها من بين الأسطر.. أتوجع لوجيعتهم.. أفرح لفرحهم..أثور لثورتهم.. أحلم بأحلامهم.. أحب حبهم.. لا ملل.. لا تكرار.. الفكرة طازجة شهية ليس بها حقن هرمونى أو صبغات اصطناعية.. لا تقدر ولا يمكنك أن تقرأ قراءة عابرة ..أن لا تبال بأسطر.. أن تتناسى صفحة فتقرأ من وحى الملل الصفحة التى تليها..محال.. فكل كلمة تعنى فكرة ما..حدث ما.. وصف فريد مبدع موح مدهش.. لا تستطيع أن تمضى قدما من دسامة ما تقع عليه عيناك وترتشفه نفسك فتترك الجريدة برهة لتستوعب ما قرأته غير مصدق كل هذا التوهج والأحاسيس والتشريح الفكرى والنفسى والعاطفى من كاتبه لم ترها تحت الأضواء بل تخفى نفسها لتظهر على الورق فتترجم دون ضجيج كل ما فينا..كل فاصلة، كما اللحن تفرد وانتقال من مقام لمقام.. عزف بمهارة على أوتار القلب والعقل.. فتنتبه وتنشد وتسمو وهى تصدح بالكلمات كلماتها بميزان دقيق..عدسة مكبرة تأتى بالشاردة.. فى السابق بحثت كالثمل عن أى كتاب لها..لم أجد.. فكنت أتابعها كل أسبوع محتفظا بما كتبت فى سابق الأسابيع ضمن الأشياء المهمة بدرج مكتبى.. إلى أن تم نشر كتابها الأول (هى وهو) فاشتريته على الفور ونهلت منه وارتويت مؤقتا..ثم وهى رئيسة تحرير مجلة نصف الدنيا لتخرج علينا بكتابات نحن فى أمس الحاجة إليها متبحرة فى مشاكلنا وتاريخنا وتراثنا ومشاهير بلدنا بأسلوب فذ يتسلل بهدوء إليك لتفهم ما كنت تجهل فتعطيك إياه بتواضع جم وتتركك فى النهاية بعد أن قالت لك حقيقة كل شىء وكأنك أنت الذى وصلت إليها بنفسك لا هى!.. وتتوالى كتبها: أموت وأفهم.. مصر يا أولاد ..سيرة الحبايب.. ويستمر تحليقها وأنا أحلق معها لأرى بعيونها الفاحصة وعقلها الكبير المستوعب لكل ما كان وما يستجد وما هو آت.. إنها قيثارة الكتابة الأدبية التى لن تتكرر.. سناء البيسى.. اقرأوا لها.. ومعها ستجدوا كل كلماتى التى كتبتها الآن عاجزة.. شاحبة.. دون المستوى عن قامة فريدة مثلها.. فعذرا لأننى بالفعل لن أوفيها حقها.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة