شككت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية فى قدرة النظام المصرى على إنجاح الحملة الواسعة التى يشنها ضد وسائل الإعلام المستقلة والخاصة، وأعزت أسباب ذلك إلى مرور البلاد بمرحلة عصيبة فى تاريخها المعاصر متمثلة فى شعور الرأى العام بالاستياء والغضب حيال الوضع العام برمته، ولجوئه إلى وسائل التكنولوجيا الحديثة للتعبير عن موقفه المعارض، فحتى وإن تمكنت الحملة من تضييق الخناق على المنافذ الإعلامية المستقلة، لن يكون مآلها النجاح، على حد قول الصحيفة.
وقالت الصحيفة فى تقريرها الذى أعده جيفرى فليشمان وعمر حسن، إن هناك نماذج عديدة تدل على أن مضمار الصحافة المستقلة مستمر، ويرفض التأثر بحملة التضييق، فهذا هشام قاسم، ناشط سياسى بارز فى مجال حقوق الإنسان، يستعد لتأسيس جريدة مستقلة، رغم أن المناخ السائد لا يشجع على هذا فى وقت يضغط فيه رجال الأعمال الذين تربطهم صلة بالحكومة على المحررين، والكتاب وبرامج التوك شو، قبل إجراء الانتخابات البرلمانية فى شهر نوفمبر المقبل.
أكد قاسم أن "عزم الحكومة على تكميم وسائل الإعلام لم يتغير كثيرا، ولكن ما تغير هو أنهم باتوا فى موضع لا يسمح لهم بعمل ما كانوا يمارسونه فيما سبق"، مشيرا إلى أنه كان يطبع الجرائد فى قبرص ويوزع نسخها فى القاهرة للالتفاف حول قوانين الإعلام المصرية.
وأضاف قاسم "توزع الجرائد والمجلات قرابة المليون نسخة يوميا، ولكن هناك ما يزيد عن 60 مليون تليفون محمول فى مصر يمكنهم إرسال رسائل قصيرة فى أقل وقت، وبالنسبة للحكومة هذا أمر خطير للغاية، بل هو معركة خاسرة".
ولفتت "لوس أنجلوس تايمز" إلى أن النظام خلال الثلاث عقود المنصرمة تعامل تارة بشدة مع وسائل الإعلام المستقلة، وبتسامح تارة أخرى، وصار العرف المتبع خلال الأعوام الأخيرة، قائما على أنه يمكن نشر كل شىء ما دام لا يتطرق إلى قضايا الجيش وعائلة الرئيس، ولكن حدة الضغط زادت بشكل ملحوظ بعد عودة محمد البرادعى، المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى مصر فى شهر فبراير الماضى، حاملا لواء التغيير ومطالبا بتعديل الدستور وسط انتشار حالة من الاستياء العام والاحتجاجات والمظاهرات.
وأضافت الصحيفة الأمريكية، رغم أن الحزب الوطنى، لا يعتبر الصحافة مصدر إزعاج أو تهديد لسيطرته على مقاليد السلطة، إلا أنه بات يشعر بالحساسية حيال تأثر صورة مصر الدولية، خاصة مع متابعة واشنطن الجادة لملف حقوق الإنسان فى القاهرة، التى تتلقى معونة تزيد عن المليار دولار سنويا.
ونقلت "لوس أنجلوس تايمز" عن حمدى قنديل، الإعلامى البارز، قوله إن "مسئولى الحزب الوطنى بدأ يلوم الصحافة على جعل أوضاع البلاد تبدو سوداوية، وحقيقة الأمر هم لا يريدون إحداث صخب فى وسائل الإعلام الدولية، لأنهم لا يستشعرون وجود خطر فى دولتهم، فهم لا يواجهون معارضة حقيقة، والانتخابات البرلمانية ليست الأولى التى يضيقون الخناق عليها".
أكدت أن هناك نماذج لن تردعها حملة التضييق.. وأن "الوطنى" لا يعبأ بصورته الداخلية
لوس أنجلوس تايمز: الرأى العام المصرى غاضب من التضييق على الإعلام
السبت، 23 أكتوبر 2010 07:22 م
حمدى قنديل
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة