ردت قوى 14 آذار الممثلة بالأكثرية النيابية فى لبنان السبت على تصريحات صحفية لرئيس الوزراء السورى محمد ناجى العطرى وصف فيها هذه القوى بـ"الهيكل الكرتونى".
وذكر تيار المستقبل الذى يقوده رئيس الوزراء اللبنانى سعد الحريرى فى بيان أنه "يأسف أن يصدر عن رئيس وزراء دولة شقيقة مثل هذا الكلام غير المناسب بحق حركة سياسية شعبية يعتبر تيار المستقبل نفسه جزءا لا يتجزأ منها".
ورأى البيان الذى نلقت وكالة فرانس برس نسخة منه أن تصريحات العطرى تشكل "تدخلا فى شئون لبنان الداخلية".
وكان العطرى قال لصحيفة "الرأى" الكويتية فى تصريحات نشرت على موقعها الإلكترونى وتناقلتها وسائل الإعلام اللبنانية بشكل واسع "نحن لا ننظر إلى 14 و15 و16 مارس (آذار)، فهذه الهياكل كرتونية".
وأضاف "من هم هؤلاء؟ سوريا لا تنظر إلى هذه التسميات بعين من الجدية".
وقال رئيس الهيئة التنفيذية لحزب القوات اللبنانية المنتمى إلى قوى 14 آذار سمير جعجع إن "هذه الهياكل الكرتونية هى التى أسقطت نظام الوصاية السورية فى لبنان فى العام 2005 على رأسه، وأدت إلى خروجه من لبنان".
وكانت قوى 14 آذار اتهمت سوريا بالوقوف وراء عملية اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريرى فى فبراير عام 2005. وفى نهاية أبريل 2005 انسحب الجيش السورى من لبنان بعد حوالى ثلاثين سنة من الوجود والنفوذ من دون منازع على الساحة اللبنانية، بضغط من الشارع اللبنانى والمجتمع الدولي.
وأعلن سعد الحريرى مؤخرا أنه وحلفاءه ارتكبوا "خطأ" باتهام سوريا بالوقوف وراء الاغتيال.
واعتبر وزير العمل اللبنانى بطرس حرب عقب لقاء مع سعد الحريرى السبت أن تصريحات العطرى "لا تخدم التوجه اللبنانى الذى يجب أن يلاقيه توجه سورى فى تحسين العلاقات".
وتابع بحسب ما نقل عنه بيان صادر عن المكتب الإعلامى للحريرى "نخطو خطوات إلى الإمام ولا نجد أن سوريا تخطو الخطوات ذاتها، بل نرى مواقف مشجعة فى أحيان وصادمة فى أحيان أخرى".
وتأتى انتقادات العطرى لقوى 14 آذار وسط مواجهة سياسية بين فريق الحريرى وخصومه وعلى رأسهم حزب الله.
ويشكك الحزب الشيعى المدعوم من سوريا فى مصداقية المحكمة الدولية التى تنظر فى الجريمة نتيجة تقارير تتحدث عن احتمال توجيه الاتهام إلى عناصر تنتمى إليه فى اغتيال الحريرى.
وردا على سؤال حول إمكانية أن يقوم حلفاء سوريا فى لبنان بـ"قلب الطاولة" فى حال اتهم حزب الله بالجريمة، قال العطرى "هناك حالة لدى الأشقاء اللبنانيين أنهم يختلفون فى الصباح ويتقاتلون وفى المساء يجتمعون على النرجيلة".
