زاهر البيراوى المتحدث باسم القافلة لم يكن بدوره يتوقع هذا الأمر قائلا: "أغلب المشاركين فور وصولهم للجانب الفلسطينى من معبر رفح البرى سجدوا غير مصدقين وصولهم لغزة".
من جانبه ثمن زياد جرغون عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الموقف المصرى من قافلة شريان الحياة 5، قائلا فى تصريح للصحافيين خلال استقباله وفد القافلة على معبر رفح جنوب قطاع: "الموقف المصرى هو استمرار للمواقف المصرية الداعمة للشعب الفلسطينى والجهود المبذولة لرفع الحصار عنه، فضلا عن الدور المصرى المميز لإنهاء الانقسام الفلسطينى الداخلى" مقدما الشكر والتقدير إلى الحكومة والقيادة المصرية على التسهيلات التى قدموها للقافلة دون أية عوائق ، ومشيدا بالمشاركين الذين حضروا فى القافلة من مختلف أنحاء العالم، وتحملوا عناء السفر لإظهار تضامنهم مع غزة.
رئيس الوزراء الفلسطينى الدكتور إسماعيل هنية أشاد أمس، فى خطبة الجمعة التى حضرها متضامنو قافلة شريان الحياة "5" ،قائلا: "إن قوافل المتضامنين تفضح حقيقة الاحتلال وتؤكد أن الحصار ما زال مفروضاً على قطاع غزة من قبل الاحتلال الإسرائيلى وحذر من محاولة تقزيم القضية الفلسطينية عن بعدها العربى والإسلامى، مجدداً رفض الاعتراف بيهودية الكيان الإسرائيلى.
جديرا بالذكر أن قوافل شريان الحياة التى تنظمها مؤسسة "تحيا فلسطين" ومقرها لندن بدأت فى فبراير 2009 حيث تحركت القافلة الأولى من لندن حاملة 4.1 مليون دولار من المساعدات وانطلقت من ليبيا إلى غزة وسط حفاوة كبيرة من الحزب الوطنى وكان يقودها النائب البريطانى السابق جورد جالاوى وتم استقبله الحزب الوطنى استقبال الأبطال من السلوم حتى رفح المصرية وزلل أمامها كافة العقبات ووصلت إلى قطاع غزة فى رحلة استغرقت 3 أسابيع مرت بها من بريطانيا عبر فرنسا وإسبانيا والمغرب والجزائر وتونس وليبيا ثم مصر. و دخلت غزة 9 مارس وكانت تضم 16 يهوديا و نحو ٢٠٠ سيارة محملة بمواد الإغاثة، وأكثر من ٣٠٠ متضامن وعدد من سيارات الإسعاف وشاركت ليبيا فيها مشاركة فعالة واستقبلتها الحكومة بسرادقات الترحاب والاحتفالات الصاخبة فى الإسماعيلية تحديدا بمدينة القنطرة شرق، وفى العريش وشارك فيها كبار قيادات الحزب الوطنى واستمر كل من الدكتور على الدين هلال أمين الإعلام، والمهندس محمد هيبة أمين الشباب، والدكتور محمد كمال مع القافلة، والمستشار ماجد الشربينى حتى دخولها لغزة.
أما القافلة الثانية دخلت فى 15 يوليو 2009 وكان بها عشرات المتضامنين الأمريكيين وقرابة 40 شاحنة وكميات من المساعدات عبر معبر رفح ولم يستطع النشطاء المصريون المشاركة فيها حيث تم منعهم كما تم منع النشطاء والمعارضة من المشاركة فى القافلة الأولى أيضا.
أما القافلة الثالثة فكانت فى يناير 2010 و شهدت اشتعال حرب التصريحات الإعلامية بين جالاوى والخارجية المصرية، حيث طلبت القافلة الانتقال من ميناء العقبة الأردنى إلى سيناء برا حتى رفح، إلا أن مصر رفضت وطلبت الوصول لميناء العريش واضطرت القافلة للانتقال جوا للعريش بينما تم نقل المساعدات بحرا حيث عادت من العقبة إلى ميناء اللاذقية السورى ثم إلى ميناء العريش تضم قرابة 256 شاحنة كبيرة ومتوسطة وأجهزة كثيرة القافلة عبرت من11 دولة وضمت شخصيات من 17 دولة.
شهدت القافلة اعتصام أفرادها بمطار وميناء العريش وتم إشعال النار فيه وتحطيم بوابته واحتجاز عدد من أفراد الشرطة و ورشق الشرطة بالحجارة عقب رفض الأمن تحرك القافلة مرة واحدة، وعقب هدوء الأوضاع تحركت القافلة كل 7 شاحنات مع بعضها فيما تم وضع 7 أفراد على ترقب الانتظار لإصابتهم عدد من الضباط والجنود المصريين واعتبار جالاوى غير مرحب به فى مصر وتم منعه من المشاركة فى القافلة الأخيرة شريان الحياة 5.
بعد الخلافات فى القافلة الأخيرة تم السماح بإدخال 153 سيارة وعدد 525 فردا من المتضامنين مع القافلة من مختلف الجنسيات، وإرجاع بقية السيارات إلى تركيا وكانت المشاركة التركية فيها الأكبر حيث شارك رئيس البرلمان التركى و10 نواب أتراك، وخلال عودة القافلة من غزة تم اعتقال 7 أفراد بقرار من النائب العام المستشار عبد المجيد محمود وتم إطلاق سراحهم بعد ذلك ومنعهم من دخول مصر مستقبلا.
القافلة الرابعة لم تمر بمصر، حيث استخدمت أسطول الحرية التركى الذى تعرض للقصف الإسرائيلى والاعتداء الغاشم فى نهاية شهر مايو الماضى وعلى أثره قررت مصر فتح معبر رفح بانتظام من مطلع يونيو ردا على المجزرة الإسرائيلية التى أدانتها الأمم المتحدة.
شريان الحياة 5 انطلقت 13 سبتمبر من لندن ودخلت غزة مساء الخميس الماضى، فى زمن قياسى ورأى عدد من المتابعين أن مصر توجه رسالة إلى جالاوى بأنه السبب فى عرقلة دخول القافلة السابقة وأنه سبب المشاكل علاوة على علم مصر بنية المشاركين إحراجها دوليا فى حالة التلكؤ فى إدخالها، وهو ما علق عليه اللواء مراد محمد موافى محافظ شمال سيناء قائلا: " مصر ترحب بكل القوافل لكن بصورة قانونية والقافلة تم تقديم كافة التسهيلات لها".
يذكر أنه سبق إدخال عدة قوافل منها أميال من الابتسامات الأولى والثانية قرابة 148 شاحنة بتبرعات من مؤسسات وهيئات إغاثية أوروبية وذلك فى نوفمبر 2009 وأغسطس الماضى. وقافلة الأمل التى انطلقت من ميلانو بإيطاليا فى 28 أبريل 2009 وضمت أربعين شاحنة من الحجم المتوسط ونحو 150 متضامنا بقيادة روسى عضو مجلس الشيوخ الإيطالى بخلاف عشرات القوافل العربية والمصرية.





