إبراهيم حسن الملاح يكتب: من فضلك.. أعط ابنى الحقنة

خطر على بالى أن أحكى لكم قصة حدثت لى، وأنا أتذكر موضوع العلاج على نفقه الدوله والملايين التى صرفت على علاج تلميع الأسنان والرجيم ونواب المجلس الموقر وقرارات السيد وزير الصحة بأن المستشفيات الحكومية مفتوحة على مصراعيها لعلاج الفقراء.

فى العام الماضى أجريت لنجلى عملية اللوزتين وقد أوصى الطبيب المعالج أن يأخذ حقنه ريتارين بنسلين طويل المفعول كل واحد وعشرين يوما لمدة ستة شهور، وذلك لقتل المكروبات ما بعد العملية وفى الموعد المحدد ذهبت لأشترى الحقنة من الصيدلية المجاورة لمنزلى ورفض الصيدلى إعطاءها، وقال إن القائم بإعطاء تلك الحقنة هى المستشفيات العامة فقط فذهبت إلى مستشفى دسوق العام فى حوالى الساعة التاسعة مساء وتقابلت مع الطبيب الممارس وطلبت منه إعطاء نجلى الحقنة ولكنه رفض هو الآخر بحجة أن هناك أوامر من السيد وزير الصحة بمنع إعطاء أى حقن مضاد حيوى داخل المستشفى الحكومى، ونصحنى الطبيب بالذهاب إلى مستشفى الحميات المجاور فذهبت هناك والغريب أننى وجدت نفس الرد أن السيد وزير الصحة يمنع إعطاء المضاد الحيوى داخل المستشفيات الحكومية وكل من يعطيها يحول إلى الشئون القانونية للتحقيق، ووقفت أمام المستشفى وأنا فى حيرة من أمرى أين أذهب وكيف يأخذ ابنى هذه الحقنة اللعينة ونصحنى أحد أصدقائى أن اذهب إلى أحد المستشفيات الخاصة وفعلا ذهبت وقام الطبيب بعمل اختبار للحقنة وتم إعطاؤها بسلام وذهبت لدفع الحساب وكانت المفاجأه أن ثمن إعطاء الحقنة ثمانية جنيهات ومر واحد وعشرون يوما وجاء موعد الحقنة الثانية، وتكرر نفس السيناريو بالمستشفى العام والحميات بدسوق، رفضوا بحجة أوامر السيد وزير الصحة فخرجت من المستشفى فى حزن فجاء على خاطرى أن أذهب إلى أحد الحلاقين بدسوق فقام الرجل مشكورا بعمل الاختبار وإعطائه الحقنة، والغريب أنه أخذ منى خمسين قرش فقط فضحكت فى سخرية وخطر على بالى بعض الأسئلة والتى أعرف أن إجابتها عند الدكتور وزير الصحة منها لماذا أنشئت تلك المستشفيات الحكومية؟ لو كان هذا الحلاق قد أعطى الحقنة لنجلى بدون عمل اختبار وحدثت حساسية له فمن ينقذه قبل الوفاة؟

سيدى وزير الصحة الإجابة عند سيادتكم فأنا لم أطلب علاجى على نفقة الدولة ولا السفر إلى دولة أوروبية للعلاج وكل رجائى إعادة النظر فى هذا القرار رحمة بالمرضى من أمثال ابنى.