وسام البحيرى يكتب: تعدد الزوجات هو الحل

الخميس، 21 أكتوبر 2010 10:00 ص
وسام البحيرى يكتب: تعدد الزوجات هو الحل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بداية من أراد أن يقرأ هذا المقال لابد أن يكون متحليًا بالصبر أو أن يستعيره حتى انتهاء قراءته من هذا المقال، فهو حديث قديم جديد أو قل هو قديم جديد دعانى لكتابته الظروف التى نمر بها اقتصاديًا والتى لا تخفى على أحد.
هذا حديث موجه إلى كل سيدة متزوجة وبكل هدوء اتبعينى حتى النهاية.

منح الله تعالى عباده من النعم ما وجب عليهم شكره ومن شكر النعم ألا تحرم الآخرين من التمرغ فى شرف هذه النعمة وأركز هنا على موضوعى فأقول: مَن رزقها الله تعالى بزوج فهى فى نعمة ومن تزوج بسيدة كانت له عونًا على الحياة فهو فى نعمة أيضًا، لكن هناك المطلقة أو الأرملة أو العانس والثيب أو البكر التى لم تتزوج وفاتها قطارالزواج.. هل هذه مغضوب عليها حتى ُتحرم من تلك النعمة التى تتمثل فى الستر والزواج وإنجاب الأطفال.
إننا إذا أحسنا لفقير- مثلا - بإعطائه مالا فنحن نعطيه ما حُرم منه ولا نقول: إن الله تعالى لم يعطه لذا لن نعطه، والمقصود من ذلك المثال أن أوضح أن المتزوجة فى نعمة ووجب عليها أن تمنح غير المتزوجة جانبًا من تلك النعمة بأن تيسر لها فرص الزواج من أى شخص تراه مناسبًا.. والأمر سهل بعض الشىء إذا كانت البنت صغيرة سنًا بلا معوقات اجتماعية أو اقتصادية فمن الممكن أن تجد لها عريسًا كأخيها أو زوج أخيها أو أحد معارفها.. لكن ماذا بالنسبة للمطلقة أو الأرملة أو العانس أو بنت الرجل الفقير..هل يكتب لها ألا تتزوج وألا نساهم فى ذلك.

إنها أى الزوجة لن تمنح أى واحدة ممن ذكرتهن سابقًا فرصة الارتباط بشاب "مازال بكرًا " أى " لم يدخل دنيا " لكن لماذا الحديث ُأوَجهه إلى المتزوجة؟ لأنها- و دون غضب منى – فى منتهى الأنانية لأنها تريد أن تسيطر على الزوج ولا تريده أن يرتبط بأخرى فلو هيأت نفسها على مشاركة امرأة أخرى فى حياتها وزوجها من سبيل الإحسان إلى تلك الفتاة التى تحتاج إلى الستر لكان ذلك ذا إيجابية على مجتمعنا وقضينا على نسب العنوسة المرتفع وما يخلف ذلك من انحلال وانحراف وعقد نفسية لبناتنا غير المتزوجات لأن الإسلام فى الأصل قد أباح ذلك.. وفى ذلك امتثال لتعاليم الدين الحنيف.

ستقولين لقد أباح الإسلام أن يتزوج الرجل فى حالات كمرض الزوجة أوعقمها.. وهنا أقول فلنوسع دائرة الأسباب التى تجيز للرجل أن يتزوج بمباركة من زوجه الأولى وسأذكرها فيم بعد، لكن قبل أن أنسى وجب أن أقر حقيقة مهمة وأرجو أيتها المتزوجة أن توافقينى الرأى- و لو مؤقتًا - فقد جاء الإسلام بتعاليم وضوابط فى التزوج بأخرى انحرف عنها الرجال فى وقتنا المعاصر شوهت تعاليم الإسلام، فقد نجد رجلا بدّل الله عسره يسرًا وفقره غنى، فذهب يقتنى المرأة بعد المرأة ويزوج ابنه كذلك واحدة إثر واحدة وكذلك تظهر فى ذوى السلطان والجاه وقد أخذتهم الحياة بزهوها ونعيمها فأفرطوا في ملاذها واستباحوا ما حرم الله متخذًين السرارى والزوجات العديدات، وهذا يظهر الإسلام وتعاليمه بمظهر مخالفة للحقيقة.

لقد أساء الرجال – بعضهم – استغلال الدين للذاتهم وهذا يحتاج لتعليم أبنائنا منذ نعومة أظفارهم جوهر الدين، إذن علّموا أولادكم وبناتكم الدين، وفقهوهم فى الشريعة، اجعلوهم حَفَظة القرآن الكريم وحملة الحديث الشريف حتى يشبوا على فهم صحيح لديننا القويم.

سيدتى المتزوجة قديمًا اتخذ الناس تعدد الزوجات شرعة لهم وكانوا فى ذلك منهمكين أشد انهماكٍ، حتى لقد كان الفُرْس يكافئون مَن ُيكثر من زوجاته، وكذلك كان البابليون والآشوريون والرومانيون الذين لم يثنهم صدور قوانين "يوستينوس" القاضية بتحريم تعدد الزوجات والتى أبَى الشعب الرومانى أن ينزل عليها.

وحينما بُعث سيدنا موسى عليه السلام وجد التعدد فى بنى إسرائيل، لكنه حدده بظروف معينة كأن يموت الزوج فتكون الزوجة من نصيب أخيه حتى وإن كان متزوجًا.. وفى عهد السيد المسيح عليه السلام فلم يُحرم تعدد الزوجات ولم يرد فى الإنجيل ما يحرم التعدد بل صرح حبرهم أوغسطين بأن التعدد حلال ما لم تحرمه الشريعة المدنية، أما بولس الرسول فلم يحرم التعدد إلا على الشمامسة والأساقفة، وهكذا بقى المسيحيون يبيحون تعدد الزوجات ويكثرون منه حتى القرن التاسع عشر.

جاء الإسلام بخير الشرائع جميعًا فلم يكن ظالمًا ولم يكن مقيدًا ولم يكن إباحيًا، كذلك لم يشرع لفريق دون آخر، وإنما جاء عامًا، لكل فرد ولكل أمة وفى جميع الأزمنة والعصور، فأباح التعدد كما أباحته الشرائع السابقة، ولكنه قيده بشروط وقيود خففت من ويلاته، وقللت من شروره، وحصرته فى دائرة ضيقة، فقال تعالى )فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً(،( النساء 3) والآية صريحة فى عدم التعدد إلا بشرط العدالة، والإنسان بعواطفه وشعوره وإحساسه وميوله عاجز غالبًا عن القيام بين زوجين أو أكثر بالعدل التام المطلوب شرعًا، وقد قال تعالى ) وَلَن تَسْتَطِيعُوا أَن تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلاَ تَمِيلُوا كُلَّ المَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ(النساء 129)
لذلك أيتها السيدة الزوجة أطرح عليك أسئلة:

ماذا تفعلين – لو لا قدر الله وحفظك من كل سوء- أصيبتِ بمرض عِضال لا يرجى شفاؤه أتتركين زوجك فريسة الوقوع فى الفسق والفجور مع أخرى ويماس معها ما يغضب الله تعالى فالمهم ألا يتزوج عليك بضَرة؟ أم تتركينه إلى الرهبانية التى هى ليست من الإسلام أم إلى النت وممارسة أشياء غير أخلاقية؟.

ماذا تفعلين إذا كنت ِعاقرًا لا تلدين؟ أتحرمينِه ونفسَك من طفل يملأ عليكما بيتكما خاصة وأن التبني محرم فى الإسلام والأبناء كما يقول الله تعالى " زِينَة الحَيَاةِ الدُّنْيَا"( الكهف 46) أتصرين أيضًا على عدم التعدد؟

ماذا تفعلين إذا كنت فى بلد أفنى آلاف الرجال وكثرت النساء "أرامل وعوانس
ومطلقات وغيرهن".

ماذا تفعلين فى مجتمع أنهكه اقتصاد مجنون مترهل لا يستطيع الفرد فيه مواجهة أعباء الحياة ولا يستطيع أن يزوج ابنته هل تقتل البنت عفافها وعفتها وطهارتها بقضاء أيام مع شاب لقضاء لذة فى الحرام تحكمت فيهما ولم تجد ما يطفئها إلا زواجًا عرفيًا.. إن نسبة ليست بالقليلة من البنات المرتبطات بعلاقات مع شبان ترفض الزواج حاليًا لأن هناك من انتهك عفتهن ويخشين من الفضيحة.. فلو كان التعدد مقبولًا لديك لساعدت البنت بمختلف ظروفها الاقتصادية والاجتماعية على التزوج والتستر.

إنه من الأنانية أن تنعم المتزوجة بالتستر والتزوج والعفاف وإنجاب الأطفال وترفض أن تمنح جانبًا من تلك النعمة لغيرها من النساء.. لأنها لم َتصْدُق مع نفسها وتعترف بهذا الحق؛ بل أقول لها هل وضعت نفسك فى موضع الأرملة التى تحتاج لسند "ضهر"أو العانس التى تريد زوجًا أو المطلقة التى صارت نهشًا للذئاب؟

إن الرسول محمداً- صلى الله عليه وسلم - ضرب لأمته الأمثال الاجتماعية فى كل زيجة من زيجاته.. فهو حين تزوج بالسيدة خديجة رضى الله عنها كانت تزيد عليه سنًا وكانت ثيبًا كذلك.

وهو حين تزوج بالسيدة سودة التى توفى زوجها بالحبشة فإنما تزوج بها ليعولها وليس لها عائل وليصونها من الأعداء فلا يصلها أذاهم بعد وفاة زوجها وعائلها.
وهو حين تزوج بالسيدة عائشة وقد كانت فى السابعة من عمرها، فإنما كان ذلك لتوثيق الصلة بينه وبين قريش بعد وفاة عمه أبى طالب وكذلك تحقيقًا لرغبة سيدنا أبى بكر فى أن يتشرف بالارتباط بحضرة النبى صلى الله عليه وسلم.

وهو حين تزوج بالسيدة حفصة بنت عمر فإنما تزوج بها إكرامًا لأبيها وتعزية لها وقد مات زوجها فى واقعة بدر وعرضها أبوها على سيدنا أبى بكر فرفض وعلى سيدنا عثمان فرفض كذلك.

وهو حين تزوج بالسيدة زينت بنت جحش، ابنة عمته، وقد رباها صغيرة وكفلها شابة وزوجها بمولاه زيد رغمًا عنها ورغم أخيها كذلك ليبطل عادة الجاهلية الأولى التى كانت تحرم الزواج بزوجة المتبنى، فلما تزوجها قالت العرب لقد تزوج محمد حليلة ولده فأنزل الله تعالى ( مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُم).

وهو حين تزوج بالسيدة جويرية بنت الحارث سيد بنى المصطلق، فإنما ذلك أولاً ليبطل عادة العرب وقد كانوا يتخذون نساء الأسرى إماء ولا يسوون بينهن وبين الحرائر من نسائهم، وثانيًا ليعتق المسلمون أسراهم من نبى المصطلق، وقد كان، فإنه لم يكد يعلن زواجه صلى الله عليه وسلم بالسيدة جويرية حتى قال المسلمون (أصهار رسول الله لا يؤسرون) فاعتقوهم، فأسلموا جميعًا وكان للمسلمين عون كبير من بنى المصطلق.

و تزوج بالسيدة هند أم سلمة بعد موت زوجها وكانت مسنة ولها أربع بنات هى شديدة الغيرة عليهن فكفلهن جميعًا وآواهن جميعًا.

والسيدة أم حبيبة، التى أسلمت مع زوجها وخرجا معًا إلى الحبشة ثم عاد فتنصر زوجها وبقيت هى ثابتة على دينها الحنيف وتزوجها عليه السلام لينقذها من زوجها ومن قومها وقد كانوا أشد أعداء الإسلام على الإسلام وكذلك ليكون زواجه منها أعظم إكرام لها عند قومها.

تزوج بالسيدة صفية بنت حيى حتى لا تذل مع زوج قد تراه دونها حسبًا وشرفًا بعد أن قتل أبوها وزوجها، وتزوج بالسيدة ميمونة بنت الحارث وهى فوق الخمسين من العمر فقيرة معدمة، فذلك ليكفلها.

أوليس كل ذلك وغيره سيدتى تشريعًا منه صلى الله عليه وسلم، بوجوب التعدد متى كان من وراء ذلك عدل للأيتام وكفالة للأرامل وسعى وراء أبناء يرثون الإنسان ويحيون ذكره بعد موته، وغير ذلك من توثيق العرى بين الناس وتقرير أمور أرادها الله ويريدها بحكمته السامية، ثم وإنقاذ الأرامل واليتامى من البلايا والمحن، ألم أقل إن تعدد الزوجات نعمة من الله تعالى على عباده فلا تحرموا نساء و رجالا من النعمة وبالعقل تتضح الأمور.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة