يحكى أن أحد المواطنين كان يتمشى (فى أمان الله) فوجد فانوسًا قديمًا ملقى على الأرض، فأخذه ومسح التراب عنه.. لحظتها خرج له الجنى قائلاً (على طريقة المسلسلات المصرية القديمة): شبيك لبيك.. خادم المصباح بين يديك
نظر له المواطن باستهزاء وقال له ساخرًا: أستغفر الله.. هالحين ضاقت عليك يوم تسكن بفانوس!
قال الجنى بامتعاض: يعنى وين تبينى أسكن؟.. الإيجارات نار.. والصندوق العقارى مقدم عليه من عشرين سنة.. ولسه أنتظر دورى!
قال المواطن بيأس: وأنا اللى فرحان إنى لقيتك.. أجل “شبيك لبيك” على أيش؟!
قال الجنى: خليها على الله.. يا إنسى.. إلى هذا اليوم أبحث عن أى وظيفة لولدى العاطل.. وأمى سيدة من سيدات الجان مريضة منذ عام ولم أترك أحدًا من طحاطيح الجان إلا وتوسطت به لنقلها لأحد المستشفيات الكبيرة.. ولكن.. دائما الإجابة “لا يوجد سرير”!
قال المواطن: شكلك ما تنفع مع وزارة الصحة.. ممكن أرسلك لوزارة التربية والتعليم؟
قال الجنى: الله يخليك.. بلاش إحراج.. شف لى وزير وبس.. وزير وأمير مرة وحده هذى صعبة.
قال المواطن: طيب.. تقدر تتدخل وترخص سعر الطماطم؟
قال الجنى: ممكن.. لكن رئيس جمعية حماية المستهلك مسافر فى انتداب إلى جزر فيجى.. أرسله خلف الحربى يشوف أسعار الكوسة هناك!
قال المواطن: والله منت بسهل.
قال الجنى بزهو بعد أن استعاد ثقته بنفسه: ولو؟
قال المواطن: يعنى كم طلب أطلب؟
قال الجنى: زى كل القصص الخرافية اللى زى قصتنا.. لك ثلاثة طلبات
قال المواطن: خير.. خير..
وأخذ المواطن الإنسى يعدد طلباته / أحلامه:
- أريد حرية تعبير مكفولة للجميع من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين.
- أريد أن تتم محاسبة كل مسئول يخطئ أو يقصّر بعمله.
- أريد مجلس شورى لنا رأى فيه، وحربًا حقيقية ضد الفساد، وقضاء نزيهًا، و...
صرخ الجنى: لحظة.. لحظة..
قال المواطن: ليه؟.. كثـّرت الطلبات؟!
قال الجنى: لا.. تجاوزت كل الخطوط، وطلباتك حمراء فاقع لونها!
قال المواطن: أقول “وش ترجع”؟.. من أى الجان أنت؟
قال الجنى: سعودى طال عمرك... إلا ما ألقى عندك خمسمية ريال سلف لآخر الشهر؟
..............
ولحظتها عاد الجنى إلى فانوسه وهو يغنى مع عبد الحليم: طريقك مسدود .. مسدود .. مسدود!
وتوته توته.. خلصت الحدوتة.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة