محمد بركة

كبرياء البطل

الخميس، 21 أكتوبر 2010 06:44 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا يمكن أن يكون سلوك البعض من لاعبى الترجى معبراً عن الأشقاء فى تونس التى هى عنوان "الرقى والتحضر".

ما حدث فى مباراتهم أمام الأهلى، سيد القارة السمراء، لم يكن خشونة أو عنفاً بل حلبة مصارعة كاملة الأوصاف! ذهب أبوتريكة وبركات وجدو ليلعبوا مباراة فى كرة القدم بينما الدراجى والماسكن وأقول كان يستلون سيوفهم ويسنون سكاكينهم!

وبالتوازى مع حلبة المصارعة كان هناك ذلك السيرك الهزلى المنصوب لمواهب تونسية صاعدة فى فن التمثيل، كل ما يلمسه مصرى يمثل أنه يلفظ أنفاسه الأخيرة!

هدف مايكل أنراموا هو نكتة لذيذة انقلبت فجأة إلى كابوس معاش، والفضل لهذا الحكم الذى أقسم يمين ثلاثة أن الأهلى لن يشمها هذا الموسمّ.

طاقم التحكيم لم يكن أخطاء ملاعب بل تواطؤ ومداهنة، وإتباعاً للحكمة الخالدة: اللى يتجوز أمى.. أقول له ياعمى!

كان الأهلى جريحاً بعد طرد بركات، ولكن كبرياء البطل حال دون تلقيه المزيد من الأهداف، بل ساعده على تهديد مرمى الترجى الذى شهد العار واحتسى نخب الفوز المسموم، وسيصبح أمام مازيمبى مثل بطل إغريقى تراجيدى يحمل لعنته – فى حالة ترحاله – بين جنبيه!!

وليس صحيحا ما قالته لى صديقتى الشاعرة الإماراتية – عاشقة مصر - من أننا نحن المصريين bad losers ، بمعنى أننا لا نتقبل الخسارة بروح رياضية أو أننا نرفض أن تكون الانتصارات من نصيب المنافس باعتبار أن مصر "أم الدنيا" على حد تعبير ذلك الصديق التونسى – أستاذ الجغرافية السياسية - الذى التقيته للمرة الأولى فى القاهرة قبل المباراة بأيام. والصحيح أن المصريين عاطفيون ويعشقون تراب بلدهم، لكنهم فى الوقت نفسه "شعب ذواقة" يطربون للصوت الجميل ويتأوهون لجمال اللعبة الحلوة حتى لو صنعتها أقدام الخصم، وينحنون تقديراً وتهنئة لمن يفوز بشرط أن يكون الفوز شريفاً والانتصار عادلاً والتفوق مستحقاً.

كان يمكن للاعبى الترجى أن يحظوا بإعجاب المصريين لو كانوا أخلصوا لهويتهم المفترضة كرياضيين، ولم يتحولوا إلى كائنات أخرى أسلحتها العنف والاستفزاز والضرب تحت الحزام.. كان يمكن لهم أن يغيروا السمعة السيئة للكرة فى شمال أفريقيا، وأن يتقدموا بها للأمام لكنهم فضلوا أن يعودوا بها للخلف عشرات السنين.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة