حمدى رسلان يكتب: الصورة الذهنية للحكومة

الخميس، 21 أكتوبر 2010 07:58 م
حمدى رسلان يكتب: الصورة الذهنية للحكومة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من ضمن ما ندرسه فى كلية الإعلام فى مقرر (العلاقات العامة) مصطلح اسمه (الصورة الذهنية) ومعناه باختصار هو الصورة التى تنطبع فى أذهاننا عن شخص نقابله أو مجموعة أفراد أو مؤسسة وألخ.

ومن أول مهام العلاقات العامة فى أى مؤسسة أو منظمة: هى تحسين تلك الصورة لدى جمهورها المتعاملين معها سواء داخلياً أو خارجياً.

وقفت كثيراً أمام هذه الجملة وتذكرت الحكومة لدينا وصورتها الذهنية المتدنية فى أعين أغلب المصريين غير المنتفعين، ومن ضمن أدوات تحسين هذه الصورة هو نشر الحقائق للجمهور ومعرفة آرائه واتجاهاته للأخذ بها ووضعها فى الحسبان لاحقاً (الاتصال ذو الاتجاهين).

سبحان الله..

ندرس هذا فى كلية الإعلام ومع هذا لا تحاول حكومتنا أن تطبقه، فلديها خبراء على أعلى مستوى فى العلاقات العامة لديهم الدراية والخبرة بهذه الأمور.

لماذا لا تعر الحكومة بالاً لجماهيرها فى الداخل (المواطنون) ولجماهيرها فى الخارج (الدول المحيطة والعالم أجمع) وما فائدة ما نتعلمه لو لم نطبقه؟

حتى عندما تحاول الحكومة تحسين صورتها تكذب وتزيف الحقائق، ولا تهتم بآرائنا أو تأخذ بها، وكأنها حكومة بلا شعب، تحكم وطناً ليس بهِ مواطنون.

تعودنا أن يخرج الوزير بعد كل مصيبة ليبررها، تعودنا أن تفعل الحكومة عكس ما نتمناه، تعودنا ألا يخرج مسئول يتحمل مسئولية فشله ويعلن تنحيه عن منصبه أو استقالته.

تعودنا أن الشعب هو المخطئ والمذنب، والحكومة هى المظلومة وهى من تحمل أثقالاً من حمول المصريين على كاهلها، تعودنا أن نرى الوزراء وهم بأبهى صورهم (التليفزيونية) ولا نرى لهم صورة واحدة إيجابية فى ذهن المواطنين، تعودنا أن نرى لافتات المنافقين تعلق وترفرف وهى تتاجر بمصير هذا البلد وتعبث بإرادة شعب بأكمله.

تعودنا أن الأغلبية ليس لهم قيمة؛ والقلة هم من يسيّروا أمور هذه البلاد لصالحهم، لماذا تتجاهل حكومتنا المنهج العلمى للتعامل معنا كمواطنين؟ وما فائدة أن يدّرسوه لنا إذا لم نعمل بهِ؟

أقسم بالله وهو أعلم بقسمى وهو من يحاسبنى عليه.. توجد بداخلى نار من الغيرة على وطنى ومما وصلنا إليه من مهانة، نار تحرقنى عندما يهان اسم مصر أو عندما أجد الكره فى عيون العرب لكل ما هو مصرى، فأنا أشعر بالمذّله بعد العزة التى كنا عليها فى الماضى.

وأسأل نفسى: من أخذ مكاننا ومكانتنا داخل قلوب العرب، ومن تسبب فى ضياعها من داخلها، لا تقولوا لى لا يوجد عرب ولا توجد أمّة، فالعرب هم سندنا ونحن سندهم، فدماؤنا ودماؤهم أسيلت معاً فى كافة الحروب القديمة والحديثة، وبلادنا وبلادهم كانت واحدة لا توجد بينها حدود، الدين والنسب والعرق واحد

أصبحنا فرقاً متصارعة بفضل ساسة لا ينظرون إلينا أصلاً، وأعداء يتربصون بنا حتى نأكل بعضنا البعض ثم ينقضوا علينا لإهلاكنا وتدمير ما بقى منا.

قد يظن البعض أنى أعيش فى خيالٍ خصب بعيداً عن أرض الواقع، ولكنى أعيش بين سطور تاريخى القديم وعزة أجدادى وأسلافى، أحلم بأن تعود هذه العزة التى فقدناها.

فمن وسط الظلام الحالك يخرج شعاع نور ليعطينا الأمل فيما هو قادم.

وأنا لا أفقد الأمل مادمت على وجه الأرض ومازلت أتنفس وأعيش.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة