نّظم مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية مساء أمس، ندوة بعنوان: "السرد التليفزيونى.. مسلسل العار نموذجًا"، بحضور السيناريست أحمد محمود أبو زيد كاتب سيناريو مسلسل "العار" الذى أذيع فى شهر رمضان الماضى، والفنانة القديرة عفاف شعيب؛ التى قامت بدور الأم فى المسلسل، وإيهاب الشريف؛ الباحث فى مجال الدراما.
وقال الأديب منير عتيبة المشرف على المختبر، إن السرد لا يتخذ شكل واحد لكنه يمكن أن يستخدم من خلال وسائط متعددة، فهناك السرد الكتابى، والمسرحى، والسينمائى، والتليفزيونى، والإذاعى، وحتى السرد الرقمى باستخدام الإنترنت، مؤكدًا أن السرد التليفزيونى هو الأكثر انتشارًا، ويجب التعامل معه بجدية لأنه يوثر فى عدد كبير من الناس، خاصة لأنه يستخدم أدوات أخرى من خلال الممثل، ومنها لغة الجسد والصوت والتعبيرات.
وأشار عتيبة إلى أن السرد هو اللغة التى يأتى منها الكلام المترابط المتتابع، كما أن زمن السرد يقوم على ثلاثة وحدات، هى المعانى المراد توصيلها، والشكل الذى يتم توصيل المعانى فيه، والوسيط الذى يستخدم لتوصيل المعانى، واقترح عتيبة مقولة "زمن السرد" بدلاً من "زمن الرواية"، من أجل توسيع أفق تناول المصطلح.
وفى كلمتها، أكدت الفنانة عفاف شعيب أن دور الأم فى مسلسل "العار" اختلف عن كل الأدوار التى عُرضت عليها فى مشوارها الفنى بعد أن قدمت دور الأم فى مسلسل الشهد والدموع، حيث أن السيناريو تناول شخصية الأم فى "العار" بشكل مميز جدًا، مشيرة إلى أن كل مشهد فى المسلسل كان له طابع خاص ومميز وطريقة أداء معينة، وأثنت شعيب على المجهود الذى قدمه السيناريست أحمد محمود أبو زيد فى كتابة سيناريو المسلسل فى أول تجربه له فى هذا المجال، وذلك من خلال الحوار المتميز والمتجدد الذى قدمه، وإضافة المشاهد الكوميدية.
وقالت شعيب، إن أهم قيمة لنجاح هذا العمل هى مجموعة الشباب الناجح والتميز الذى عمل على إنجاح المسلسل، سواء كان فى مجال السيناريو أو الإخراج أو التمثيل، حيث أن هؤلاء الشباب لم ينشغلوا فقط بتنفيذ فكرة طرأت لهم، لكنهم خططوا لها جيدًا وحددوا أهدافهم من البداية. وأضافت أنها استمتعت بالعمل مع كل طاقم العمل فى المسلسل، خاصة المشاهد التى قدمتها مع الفنان أحمد رزق، كما أنها أكدت أن الفنانة درة اكتشاف هائل وأن لها مستقبل كبير، وأن المخرجة شيرين عادل هى فنانة مثقفة وواعية وقدمت عمل جيد جدًا من خلال الإخراج.
ومن جانبه، قال السيناريست أحمد محمود أبو زيد، إن تجربة كتابة سيناريو مسلسل مستند على سيناريو فيلم ناجح كانت تجربة مخيفة، لكنه كان خوف إيجابى ساعده على التخطيط والدراسة الجيدة وتقدير حجم المخاطرة، مشيرًا إلى أنه رأى أن اتجاهات مقارنة الفيلم بالمسلسل ستساعد على نجاحه، لأنها تجذب كم أكبر من المشاهدين الذين يشاهدون المسلسل بعين الناقد. وأوضح أن تحويل فيلم مدته ساعة ونصف إلى مسلسل مدته 20 ساعة كان مهمة صعبة، لكنه تغلب عليها من خلال عرض المضمون بطرح جديد، وإضافة أحداث وشخصيات جديدة مثل شخصية "نديم".
وعن العدد الهائل من المسلسلات التى تُعرض فى رمضان، أكد أبو زيد أن الدراما فى رمضان تقدم أعمال كثيرة ومتنوعة، ويكون للمشاهد الحرية فيختار ما يعجبه ويترك ما لا يعجبه. وأضاف أنه يقوم بالتحضير حاليًا لمسلسلين، الأول هو "ابن البلد" مع تامر حسنى وتشارك فيه عفاف شعيب، والثانى بعنوان "كيد النساء" مع سمية الخشاب وفيفى عبده.
وفى سياق متصل، أكد إيهاب الشريف أن قوة سيناريو مسلسل "العار" جاءت من قوة البناء الدرامى ووحدة الحدث، خاصة أن الأحداث كان لها قوة وسرعة متميزة، كما أن المسلسل لم يأخذ من الفيلم سوى المضمون والاسم، وتفرد بأحداث وشخصيات وحوار جديد، وأضاف أن المسلسل بعيد كل البعد عن المط والتطويل، كما أن دور الأم الذى لعبته الفنانة عفاف شعيب هو دور مكتوب ببراعة، وأضاف نقاط قوة للكاتب.
وأشار الشريف إلى أن المسلسل يشبه السيمفونية المكونة من أربح حركات، هى التمهيد أو الفعل، والتوتر أو بحث الفعل، والتعقيد أو رد الفعل، والنهاية أو نتائج رد الفعل، وأضاف أنه بالرغم من بعض نقاط الضعف البسيطة فى "العار"، إلا أن المسلسل حقق انتصار كبير كعنصر درامي، خاصة مع سرعة الايقاع التى توصل الفكرة بوضوح وإبداع، والمشاهد الكوميدية التى أعطت المسلسل طابع خاص.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة