شهدت خمس مدارس مختلفة بأنحاء الجمهورية أعمال عنف خلال أسبوع واحد، سجلتها محاضر الشرطة بمديريات الأمن، كان الخلاف بين التلاميذ، وإصرار المدرسين على الدروس الخصوصية وتعاطى المواد المخدرة داخل أسوار المدارس أبرز أسباب هذه الحوادث.
ففى أوسيم بمحافظة السادس من أكتوبر، اقتحمت أسرة إحدى المدارس الثانوية، وتعدت على المدرسين ومسئولى المدرسة، وأحدثوا العديد من التلفيات بها، وذلك على خلفية مشاجرة بين ابنتهم وزميلتها، وتبين من تحريات المباحث أن مشادة كلامية اندلعت بين كل من "شيماء.ع" (16 سنة) و"ماجدة.أ" (16 سنة) طالبتين بالمدرسة، تطورت إلى مشاجرة أسفرت عن إصابة الطالبتين بعدد من الجروح والكدمات، إلا أن الطالبة الأولى استعانت بأسرتها الذين حضر أفرادها، وتعدوا على معظم المدرسين والعاملين، وأحدثوا تلفيات بالمدرسة. تم القبض على المتهمين، وتحرر محضر 16088 لسنة 2010 بالواقعة.
وعلى بعد كيلو مترات من محافظة السادس من أكتوبر شهدت محافظة الجيزة واقعة أخرى سجلها قسم شرطة بولاق الدكرور، حيث اتهمت ربة منزل، مديرة مدرسة ببولاق الدكرور وموظفة بالمدرسة بالتعدى عليها بالضرب بعد مشادة بينهن لطلبها إجازة مرضية لنجلتها الطالبة، وأفادت صاحبة البلاغ أنها توجهت لمدرسة نجلتها "هاجر.ز" لطلب إجازة مرضية لها، وقابلت مديرة المدرسة "نجوى.م"، إلا أنها رفضت ذلك فنشبت بينهما مشادة كلامية وتدخلت موظفة بالمدرسة لمناصرة المديرة وتعديا عليها بالضرب، مما أسفر عن إصابتها بالعديد من الإصابات.
ويبدو أن محافظة الجيزة استأثرت بنسبة مرتفعة من حوادث العنف بالمدارس، حيث شهدت نفس المحافظة حادثاً آخر بمنطقة فيصل، عندما اتهم رجل أعمال مدرسا بمدرسة الملك فيصل بالجيزة، بتهديد نجله بإلقائه من الطابق الثالث بالمدرسة فى محاولة لإجباره على إعطائه درسا خصوصيا.. وأفاد صاحب البلاغ أن نجله "أمير" بمدرسة الملك فيصل تلقى تهديدا من مدرس اللغة العربية بإلقائه من الطابق الثالث بالمدرسة لإجباره على إعطائه درسا خصوصيا فى مادته، وتبين من التحريات أن مدير المدرسة سبق وأن خصم 5 أيام من راتب المدرس المتهم واتهمه أيضا بالتعدى عليه بالسب والقذف.
كما شهدت مدارس القليوبية أحداث عنف أيضا، حيث سجلت مديرية أمن القليوبية حادثى عنف الأول فى مدرسة شبين القناطر الثانوية بنين، حيث طعن تلميذ زميله داخل الفصل بمطواة بسبب أولوية الجلوس على المقعد، والثانى بمدرسة أجهور وطعن فيه 4 طلاب زميلهم بمطواة لمحاولته منعهم من تدخين البانجو داخل دورة المياه.
من جانبه يرى الدكتور هشام أنور أستاذ علم النفس بجامعة الأزهر أن بروز أسباب العنف فى المدارس تعود إلى رغبة الطالب فى لفت أنظار الآخرين إليه، وعدم شعوره باحترام وتقدير الآخرين له، الأمر الذى يجعله يلجأ إلى العنف، بالإضافة إلى عدم الشعور بالأمن داخل المدرسة، وفى بعض الأحيان يكون العنف ناتجاً عن مشاعر الغيرة لدى التلميذ، أو إصابته بالإحباط لفترة طويلة، ناهيك عن أن بعض الأسر تقوى عند الأبناء مبدأ "من ضربك فاضربه"، وبعض التلاميذ يعتقد بأن تخريب ممتلكات المعلمين يساعد على تغيير معاملة المعلمين له.
وأضاف: يوجد نوع من التلاميذ ضعاف القدرات التحصيلية، الأمر الذى يجعلهم يلجأون إلى العنف، بالإضافة إلى تساهل المدرسة فى اتخاذ الإجراءات القانونية ضد التلاميذ العدوانيين، كما يوجد نوع من التلاميذ الذين يشاهدون أفلام العنف ويقلدونها فى الواقع بين أسوار المدارس.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة