عبير حجازى تكتب: لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين

الأربعاء، 20 أكتوبر 2010 11:59 م
 عبير حجازى تكتب: لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين المقصود بها أن الإنسان يتعلم من أخطائه فلا يقع فى نفس الخطأ مرتين، وإنما عليه أن ينتبه ويأخذ حذره حتى لا يعيد الكرة.

والآن أتساءل: هل نحن المصريين حكومة وشعبًا نتعلم من أخطائنا حتى لا نقع فى الخطأ مرتين؟

وإذا ما مرت علينا مشكلة أو كارثة هل نأخذ حذرنا؟ هل نعد العدة حتى لا نقع فيها ثانية؟

هل نحن دولة لديها القدرة الحقيقية على التخطيط؟

كيف؟ ألا ترى أننا نمر بنفس السيناريوهات المتكررة فى كل عام وفى نفس الميعاد وبنفس الأبطال ونفس الأحداث ونستمع إلى نفس التصريحات ونفس المبررات.

بداية من حرق الفلاحين لقش الأرز، الذى يسبب تلوثا بيئيًا خطيرًا مكونًا ما يعرف بالسحابة السوداء كل عام فى نفس الموعد تطالعنا الصحف بنفس الخبر ونفس العنوان ثم يدلى المسئولون بنفس التصريحات وفى النهاية لا نجد أى حل ولا حتى أى خطوة على طريق الحل لا شىء غير تصريحات من المسئولين ولا مبالاة من الفلاحين مع الإصرار على التكرار.

الأكيد أنه هناك من تقدم بالعديد من الاقتراحات والحلول والدراسات التى لم ولن ترى النور، والأكيد أيضًا أن هناك العديد من الخطط التى وضعت لمواجهة هذا الأمر ولكنها ربما لا تزال حبيسة الأدراج داخل مكاتب المسئولين.

وإذا ما بحثنا عن السبب وراء المشكلة فنجد أن للفلاح عذرًا حيث وعدت الحكومة بجمع هذا القش وحددت للفلاح سعر 45 جنيهًا للقش الناتج عن الفدان الواحد، بينما يتكلف جمع وربط وتحميل القش على الفلاح ما يزيد على هذا المبلغ بكثير فكان الأوفر لهم أن يقوموا بحرق القش غير عابئين بالضرر الذى تسببه عملية الحرق ولا بقدر التلوث ولا بما قد يصيب الناس من أضرار من جراء هذا الفعل ومع هذا لا يهتم أحد بإيجاد حل جذرى لهذه المشكلة وإن كل ما يقدم ليس أكثر من مسكنات مع أنه من الممكن أن تحل المشكلة لو تحملت الحكومة نفقات النقل للقش ثم أعادت استخدامه بعد معالجته كعلف للحيوانات.. البدائل كثيرة والحلول أكثر ولكن!

ثانيا: المشكلة الأزلية التى أوشكت أن تهل علينا كالعادة ونحن على أعتاب فصل الشتاء ألا وهى مشكلة أسطوانات الغاز وما يترتب عليها من أزمات فى التوزيع وطوابير من المواطنين وشجار وعراك غالبًا ما ينتهى بالشكوى والصراخ وسقوط للضحايا.

ثم تذهب برامج التوك شو للتصوير وسماع شكوى المواطنين ثم تصريحات المسئولين بعدم وجود أى أزمة وإنما المشكلة فى سوء استخدام المواطنين نفس الشكوى ونفس المسئولين ونفس التصريحات وكأنه مسلسل معاد.

ولى سؤال الآن: هل قامت الجهات المختصة بعمل احتياطاتها لمواجهة الأزمة قبل أن تبدأ هل يوجد تخطيط لمنع حدوث هذه الأزمة؟

هل صحيح أن سبب الأزمة يكمن فى استخدام مزارع الدواجن ومصانع الطوب الأحمر لهذه الأسطوانات المخصصة للمنازل أم أن هناك ما هو وراء الكواليس؟

هل درست الحكومة جيدًا مشروع توزيع أسطوانات الغاز على بطاقة التموين مع العلم أن عددًا كبيرًا جدًا من المواطنين لا يمتلكون هذه البطاقة وخاصة حديثى الزواج؟

وكيف سيتم التوزيع هل سيقوم به الباعة الجائلون مثلما يحدث الآن أم سيذهب المواطن بنفسه لإحضارها من منافذ التوزيع؟ وإذا كان فكيف ستحصل عليها امرأة مسنة أو أرملة أو ربة بيت؟

هل خططت الحكومة جيدًا لما قد يترتب على هذا القرار من ظهور سوق سوداء جديدة لأسطوانات الغاز؟ هل المواطن المصرى قادر على تحمل عبء جديد يضاف إلى أعبائه حتى يشترى الكتب الخارجية لأولاده من السوق السوداء ثم يشترى كيلو الطماطم بعشرة جنيهات ثم يختمها ب 42 جنيهًا وطبعًا أكثر لأسطوانة الغاز؟

ترى هل أعددنا خطة لمواجهة السيول إذا ما حدثت كالعام الماضى على بعض المحافظات أم سننتظر حتى تهطل السيول أولا ثم تدمر المنازل وتشرد الأهالى وبعدها نبدأ بالتصريحات ثم نفكر على مهل فى كيفية إيواء المشردين من الأهالى بعد ما تكون خربت مالطا.

هل بعد ضحايا الخبز ومشكلات القمح ومعاناة المواطن من أجل الحصول على رغيف العيش وضحايا أسطوانات الغاز وضحايا السيول وضحايا الغلاء الفاحش وجشع التجار الغول الذى يلتهم كل ما يحصل عليه المواطن من رزق وضحايا الأمراض وحساسية الصدر، التى تصيب الأطفال من حرق القش وضحايا الأمراض من مياه الشرب الملوثه وغيرها وغيرها العديد والعديد فهل من ضحايا جدد؟

لقد بدأت حديثى بأن المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين والآن أتساءل لماذا نلدغ من نفس الجحر بانتظام فى كل عام فى نفس الموعد مرات ومرات ومرات ؟؟





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة