رفضت وزارة الخارجية اعتبار المساعدات والمشروعات، التى تقدمها الحكومة المصرية لجنوب السودان، بأنها دعم مصرى لانفصال الجنوب، ووصف السفير حسام زكى، المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، تلك التفسيرات بأنها تمثل رؤية قاصرة جدًا ولا تمت للواقع بصلة، مشيرًا إلى أن مصر عندما تساعد أهل السودان سواء فى الجنوب أو أى منطقة أخرى، فهى تساعد بهدف دعم الاستقرار والتنمية فى السودان ككل.
وأضاف السفير حسام زكى أن الوجه الآخر المرتبط بالدعم المصرى على مدار الخمس سنوات الماضية هدفه تدعيم فرص خيار الوحدة وجعله أكثر جذبًا للسودان، مؤكدًا أن هذا هو المنطق المصرى فى التحرك، وقال " ما يقال عكس ذلك فلا يمت للموقف المصرى بأى صلة".
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية، إن الاتصالات والتحركات المصرية مع كل الأطراف السودانية تهدف دائمًا إلى تهدئة الأوضاع فى السودان، مشيرًا إلى أن مصر تسعى للاستفادة من علاقاتها الجيدة مع جميع الأطراف وشريكا الحكم"المؤتمر الوطنى والحركة الشعبية لتحرير السودان"، من أجل السعى لإقناع كل جانب بضرورة تفادى أى تصعيد، وأنه يمكن التعامل مع أية نقاط خلافية من خلال الحوار لمصلحة كل أهل السودان، مؤكدًا أن زيارة وزير الخارجية أحمد أبو الغيط والوزير عمر سليمان إلى الخرطوم ومدينة جوبا، عاصمة جنوب السودان تهدف إلى التهدئة واحتواء أية خلافات، وقال إن الوزيرين سيجريان خلال هذه الزيارة لقاءات مع كبار المسئولين السودانيين، وفى مقدمتهم الرئيس عمر البشير ونائبه الأول سيلفا كير.
من جهة أخرى وحول أن كانت مصر قد تلقت بعض الإشارات الإيجابية من الولايات المتحدة الأمريكية بشأن قرار لجنة المتابعة العربية بمنحها شهرًا لإقناع إسرائيل بوقف الاستيطان لاستئناف المفاوضات المباشرة، قال السفير حسام زكى إن مدة الشهر لم تنته بعد، لكن لا توجد مؤشرات جادة فى تغيير الموقف حتى الآن، موضحًا أن الاتصالات مع الجانب الأمريكى موجودة، لكن لم يحدث جديد فى الموقف منذ اجتماع لجنة المتابعة فى سرت.
وحول رؤية مصر للتحركات الجديدة التى طرأت على ملف المصالحة الفلسطينية، أوضح السفير حسام زكى أن مصر لا تمانع بل تشجع أية جهود فلسطينية - فلسطينية، وأية اتصالات تتم بين الفلسطينيين بعضهم البعض من أجل رأب الصدع فيما بينهم، لكنه شدد على أن هذا لا يعنى أن الموقف المصرى بشأن أساس عملية المصالحة والمتمثل فى الورقة، التى تم الاتفاق عليها منذ عام قد تغير، لافتا إلى أن القاهرة تشجع دائمًا الفلسطينيين على اللقاء والتواصل لأن فى هذا فائدة لهم .
وردًا على سؤال حول الموقف المصرى من طلب دولة قطر بعقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب لمناقشة اعتراض بعض الدول العربية على ملف إصلاح المنظومة العربية، قال السفير حسام زكى "إن أى لقاء وزارى عربى لبحث مسألة بهذه الأهمية يكون مطلوبًا، ولكن ينبغى أن يعد له بشكل جيد، أخذا فى الاعتبار طبيعة الموضوعات المطروحة، والتى تتطلب تحقيق التوافق، هو أمر ليس بالسهل، وبالتالى فإن الأمر يحتاج لعمل وإعداد للوصول إلى التوافق المطلوب".
حسام زكى: وصف المشروعات المصرية فى الجنوب بأنها لدعم الانفصال رؤية قاصرة
الأربعاء، 20 أكتوبر 2010 01:59 م