ركز شوية معايا واخرج من جو الاعتصامات والمظاهرات والانتخابات والطماطم وحوادث الطرق ومولد البدوى وعوده أديب والاكتشاف الحديث إن فى قنوات للسحر والأدويه مع إنها موجودة من سنين.. والعجائب السياسية التى تحدث هذه الأيام، ومنها وجود نائب فى البرلمان بدون دائرة.. امسك كوب شاى ساخن بنعناع أخضر واخرج معى فى نزهة عقلية وانظر إلى مذيعات التلفزيون وافرز ودقق النظر فيهن، طيب عاود النظر فى ممثلات الدعاية والإعلان والسينما والفن، بلاش دى تعال معايا واتفرج على أى برنامج تلفزيونى موجود به جمهور فى الاستديو سواء كان برنامج هلس أو ثقافى أو حوارى، بلاش دى تعال وابحث معى فى صور الصحفيات اللاتى يكتبن فى جرايد مصر وصورهن منشورة بجانب المقالات.. تعال وبص بسرعة على أعضاء مجلس الشعب أو الشورى من السيدات.. دى صعبة تعال حضرتك والقى نظرة سريعة على سيدات الأعمال وجمعيات ونقابات ونوادى المرأة فى محافظات المحروسة.
تعالى شوف حفلات التلفزيون وبحلق فى المتفرجين عندما تتحول الكاميرا فجأة عليهم وانظر على أى الوجوه تقع الكاميرا.. انظر فى أى مناسبة أو افتتاح بطولة أو مدرسة أو مشروع إذا كانت هناك امرأة انظر إليها، انظر إلى إعلانات الوظائف من فترة كانت كلها البحث عن فتاة بيضاء حسنة المظهر وأحيانا شقراء، انظر واستعجب معى وتساءل معى أين هى السمراء وارتشف من الشاى المنعنع وابحث لقد ارهقتنى بحثا عنها هل نحن فى الدنمارك أو فرنسا أو هولاندا مع إن هذه البلاد يوجد بها سمروات.. هل هى جينات موجودة فينا أو موروثات من الاستعمار أو ما تركه نابليون جعلنا نلهث وراء العرق الشقراوى وجعلنا نجرى وراء صبغة الشعر وعدسات العين وكريمات البياض، هل هى ثقافة، واردة الخروج من عهود الرق، والتمحك فى الحضارة الغربية والتقدم وكل ما استطعنا أن نفعله هو فقط الرمز والتمسك بالألوان والتمسك بالفواتح.. أفزع وأقسى أنواع العنصرية هى التى تحدث بين الشعب الواحد فى البلد الواحد.. رأيت معى عند أى انتخابات يتعمد المرشح فى دول العالم الأشقر أن يصطحب معه دائما بجواره ناخبا أبيضا والآخر أسمر حتى وإن كان يفعل ذلك لضمان كسب مزيد من الأصوات رأيت دائما الرئيس الأمريكى يتعمد السلام على الجندى الأسمر أثناء زيارته لجنوده ويتعمدوا أن يكون فى الصف الأول سواء كان رجل أو امرأة.
لا أريد الإطالة ولكن أقول أن هناك سيدات سمراوات محترمات وصلن إلى أعلى المراتب العلمية ومثقفات وعلى درجة كبيرة جدا من الذوق والأناقة والشياكة والروح الجميلة وهناك سيدات ونساء فاضلات يديرن أعمالهن بنجاح باهر ولباقتهن وجمالهن الأسمر الربانى يطفى عليهن جاذبية وقبول ولكن الكاميرا تتجاهلهن عن قصد أو جهل ولكن هن موجودات كالنجوم تتلألأ فى مجتمع عنصرى يتخبط ويتعمد أحيانا كثيرة اختياره للون واحد ويجعله أساسيا فى حياته.
ولا أقول لك إن الشيكولاتة أغلى من الدقيق، ولا أقول لك إن فنجان القهوة والكاكاو أطعم وأغلى من كوب اللبن ولا أقول لك إن السمار نص الجمال، ولا أقول لك سمراء ياحلم الطفولة، ولا أقول لك إن من أشهر مذيعات العالم وأغناهم سمراء، ولا أقول لك أسمر ياسمرانى وحبيبى الأسمر، ولا أتغزل فى جمال وعشق السمراء ولا أرفض أو أظلم الشقراء، فمن قديم الأزل وعلى مر العصور وكان للسمراء والأسمر دور ومكانة حفظها الله فى كتابه بآيات كثيرة وعززها الرسول بآحاديث كثيرة ترفض التفرقة وتعطى الفرصة للأصلح، وليس للشقراء
