مين عنده مشكلة؟.. سؤال كرره الرئيس مبارك عدة مرات على مجموعة الفنانين الذين التقى بهم منذ عدة أيام لمدة أربع ساعات للحديث عن المشكلات التى يواجهها أهل الفن إلى جانب عرض اقتراحاتهم ومطالبهم، حيث كان من أبرزها: إنشاء مستشفى خاص لعلاج الفنانين، فضلاً عن مشروع حق الأداء العلنى الذى تسعى النقابات لتنفيذه، لتوفير دخل للفنانين يكفيهم إذا ما توقفوا عن العمل، كما طالبوا أيضاً بتوفير مكان جديد لنقابة الممثلين بدلا من مقرها الحالى، وهو شقة فى وسط البلد، وحينها تدخل أنس الفقى، وزير الإعلام، وقال: إنه على استعداد لتوفير مكان فى مدينة الإنتاج الإعلامى، وقال فاروق حسنى وزير الثقافة: إنه على استعداد لتجهيزه!!.. وكله طبعاً من جيب الشعب البائس المثقل بنار الأسعار والضرائب والرواتب المهينة التى لا تكفى بضع أيام من الشهر!
الغريب أن الرئيس مبارك تعجب أثناء هذا اللقاء من عدم ترشح أى فنان لمجلس الشعب، مؤكداً على أنه من الضرورى أن يكون فى البرلمان فنانين ليتحدثوا عن مشكلات الفن والفنانين، وطبعاً ساعتها هيبقى المجلس على واحدة ونُص ودقى يا مزيكة!
المؤسف والمحزن فى الوقت نفسه أن فئات عديدة من الشعب من العمال والفلاحين والمعاقين والمعلمين وغيرهم من معدومى ومحدودى الدخل طالما تظاهروا واشتكوا وتناولت مختلف وسائل الإعلام المحلية والعالمية مشكلاتهم وأسباب معاناتهم، ومع ذلك لم يلتقِ بهم ولم يكلف أحد المسؤولين بالجلوس معهم وسماع مطالبهم والتعامل معهم بجدية بعيداً عن الوعود المزيفة!
يا سيادة الرئيس.. أهل الفن ولاعبو الكرة الذين تحتضنهم وتلتقى بهم وتهتم بشئونهم ليسوا هم الغالبية بل هم مجموعة من المرفهين، لا يعانون مثلنا ولا يشعرون بآلامنا كما يدّعون زوراً فى أعمالهم التى لا يبغون من ورائها سوى المال والشهرة فقط!..
كان من الأولى يا فخامة الرئيس أن تلتقى بالشباب الذين لم يروا سواك منذ ولادتهم والذين يعانون البطالة والمرض والفقر وكل أسباب الهلاك.. هؤلاء الشباب هم المرآة الحقيقية التى يمكنك رؤية مصر من خلالهم، وليس الفنانين.
