الزنك من أهم وأكثر العناصر المعدنية الدقيقة بعد عنصر الحديد الموجودة بوفرة فى جسم الإنسان بمختلف أعماره واختلاف جنسه حيث نجد أن الإنسان البالغ الذى متوسط وزنه 70 كيلوجراما يكون تركيز الزنك فى جميع خلايا جسمه 2,3 جرام والتى تساعد فى تحفيز أكثر من 300 أنزيم فى جسم الإنسان، وترجع أهمية الزنك فى جسم الإنسان إلى دوره الهام فى نمو الكائنات الحية منذ عام 1869 عندما اكتشف أهميته فى نمو فطر الأسبرجيلاس نيجر وقد أكدت الأبحاث بعد ذلك أن السيدة الحامل التى تعانى من نقص فى الزنك طوال فترة حملها فإنها تلد أطفالا أقـزاما وكذلك الأم المرضعة التى تعانى من نقص فى الزنك فإن رضيعها يكون أقل وزنا وحجما ومناعة ضد الأمراض والأخطر من ذلك أن الرجل الذى يعانى من نقص حاد فى مستوى الزنك فى جسمه فتكون حيواناته المنوية ضعيفة كمًا وجودة فيؤدى إما إلى إخصاب بويضة زوجته منتجا أنثى أو ضعف هذه الحيوانات المنوية فى قدرتها على الإخصاب.
وقد أكدت الأبحاث التى قمت بها بالمركز الأقليمى للأغذية والأعلاف بمركز البحوث الزراعية أن الزنك له دور كبير فى إنتاج مادة الكولاجين التى لها دور كبير فى تضميد الجروح والأستشفاء من الألتهابات الجلدية بالأضافة إلى تحفيز إنزيمات هامة تساعد فيتامين أ على امتصاصه وتقوية شبكية العين والرؤية فى الظلام وكذلك دوره الكبير فى نشاط وحيوية وتركيز الأنسان فى عمله حيث أكدت الأبحاث فى هذا الصدد أن جماع الرجل مرة واحدة يفقده ثلث محتوى الزنك الموجود فى السائل المنوى وأكدت أيضا أن ممارسة العادة السرية عند المراهقين تجعلهم كسالى متعبين وفاقدى للتركيز، كثيرى النسيان وقليلى الإنتاج.
وقد أكدت الأبحاث السابقة دور الزنك كمقاوم للتأكسد وتقوية العظام والذاكرة و المحافظة على حيوية كرات الدم البيضاء التى تعتبر الدرع الواقى للجسم من الأمراض، كما يعمل الزنك على المحافظة على التوازن الحيوى للكثير من الإنزيمات والأحماض للخلايا المختلفة مما يساعد جهاز المناعة على العمل بكفاءة عالية، ويساعد ضغط دم الشرايين فى المحافظة على حدوده الطبيعية، كما يساعد على انتظام ضربات القلب ونمو الأعضاء التناسلية وأداء وظائف البروستاتا كما أكدت تلك الأبحاث الأهمية المباشرة للزنك فى قدرة أطفال المدارس على الاستيعاب والتحصيل الدراسى.
لذلك يجب أن نعرف أسباب نقص الزنك عند الأنسان حيث يتلخص فى:-
أولا:- قلة تناول الأنسان للأغذية الغنية بالزنك حيث يوجد الزنك بمحتوى عالى فى المحاريات والأطعمة البحرية والكبد واللحوم الحمراء ودبابيس الدجاج والبيض واللبن والجبن والبسطرمة الجملى واللب الأبيض.
ثانيا:- تناول الإنسان لأطعمة نباتية غنية بالزنك ولكن إستفادة الزنك منها ضئيلة جدا بسبب وجود مركبات بهذه النباتات تمنع الاستفادة الحيوية للزنك منها وهذه الأطعمة مثل المكسرات كاللوز عين الجمل والسودانى، البقول كالفاصوليا والفول والبسلة ، الحبوب مثل القمح والحلبة والعدس والخبز الأسمر الغنى بالردة بالإضافة إلى الأعشاب الطبيعية مثل الكمون والزعتر.
ثالثا:- تداخلات المركبات والعناصر الأخرى مع امتصاص الزنك فمثلا عندما يتناول الأنسان أطعمة أو أدوية غنية بالحديد أو تناول أطعمة ملوثة بعنصر النحاس نتيجة طهيها فى أوانى نحاسية مجنزرة فإن وجود عنصرى الحديد والنحاس بنسب عالية تمنع إمتصاص الزنك كذلك الأطعمة الغنية بالردة مثل عيش السن فإن مركب حامض الفيتيك الموجود بالردة يتحد مع الزنك مكونا مركبات قوية صلبة تخرج مع براز الإنسان ويمنع استفادة الإنسان بالزنك.
رابعا:- تعرض الإنسان لبعض الأعراض المرضية مثل الإسهال الحاد الذى يجعله يفقد محتوى الجسم من الزنك.
ومن أكثر الأعراض شيوعا لنقص الزنك تساقط الشعر واختفاء اللمعان فى الشعر والجلد بصورة ملحوظة تقصف الأظافر وظهور بقع بيضاء عليها, تأخر نمو الأطفال وضعف استيعابهم الدراسى، الاكتئاب، نقص الوزن، فقدان الشهية، الحساسية وتغييرات مفاجئة على الجلد. واكتشف أخيرًا ارتباط نقص الزنك بأمراض العصر الحديث، خاصة ارتفاع ضغط الدم والتوتر والعصبية، والإدمان، والاكتئاب.
وفى هذا الصدد قام المركز الأقليمى للأغذية والأعلاف بمركز البحوث الزراعية بعمل بسكويت وعيش فينو مدعمان بمصادر مختلفة للزنك وبالتالى فان إضافة هذه المصادر لتدعيم البسكويت والفينو ( وهما منتجان خبيزيان متداولان ومحبوبان وشائعان فى الأسواق المصرية ويقبل عليهما الصغار والكبار) يمكن أن يكون إستراتيجية جديدة لتلافى النقص المستمر فى محتوى الزنك بالأغذية المصرية أو على الأقل المساهمة فى تقليل حدوث الأضرار الناشئة عن نقص الزنك بالأغذية المصرية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة