تقرير مركز المعلومات بمجلس الوزراء يؤكد: تبرعات المصريين للفقراء بلغت 5 مليارات جنيه.. وخبراء: المصريون شعب عاطفى يساعد بعضه بعضًا ولا ينتظر شيئًا من المسئولين

السبت، 02 أكتوبر 2010 08:30 ص
تقرير مركز المعلومات بمجلس الوزراء يؤكد: تبرعات المصريين للفقراء بلغت 5 مليارات جنيه.. وخبراء: المصريون شعب عاطفى يساعد بعضه بعضًا ولا ينتظر شيئًا من المسئولين تبرعات المصريين للفقراء بلغت 5 مليارات جنيه
كتبت رانيا فزاع وأكرم سامى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
5مليارات جنيه هو المبلغ الذى يدفعه المصريون سنويا فى صورة تبرعات، والمدهش فى الأمر ليس فقط الرقم المرتفع لشعب يعيش نسبة 40% منه تحت خط الفقر، ولكن احتلال مصر المرتبة العربية الأولى فى تقديم التبرعات، بالرغم من أن مستواها الاقتصادى أقل بكثير من باقى الدول كالأمارات وقطر والسعودية.

هذا الرقم يطرح عددا من الأسئلة مثل لماذا يقدم المصريون التبرعات بهذه الدرجة، وهل تذهب هذه المبالغ لإقامة مشروعات تكافلية تساعد على النهوض بالمجتمع، أم أنها توجه فقط من فقراء لفقراء لتساعدهم على الحياة الكريمة، وهل المشروعات التكافلية التى تقام بالتبرعات تعد طريقة لمساندة الحكومة فى النهوض بالمجتمع، أم أنها وسيلة لتتكاسل عن القيام بدورها اليوم "السابع أجرى" تحقيقًا حول ثقافة التبرع لدى المصريين.

يقول الدكتور محمد قاسم، الخبير الاقتصادى: "إن المصرى معروف منذ بداية التاريخ وأيام الفراعنة بإحساسه تجاه الآخرين ومراعاة غيره طوال الوقت، فلا تتعجب من تقديم المصرين هذا الرقم، لأن الشعب المصرى معروف بطبيعته الفطرية وحبه للآخرين ومساعدتهم دائما مهما كانت ظروفه، وإضافة لطيبة المصريين شدة النزعة الدينية لديهم، فيحاولون عمل أى شىء من أجل كسب رضا الله آملين فى دخول جنته، فيمكن أن نطلق على ذلك الأمر سلوكا سنويا يتخذه المصرى فى أفضل شهور العام ويعتبرها فرصة يكفر بها عن ذنوبه".

الأهم فى الأمر أن هناك بعض الجمعيات تستغل حب المصريين لعمل الخير وتنشئ العديد من الجمعيات والمراكز المختلفة لجمع التبرعات وتكون غير مسجلة ولا رسمية، وبجمع مبلغ بسيط من عدد هائل من المصريين تحصل على قدر كبير من الأموال لا يصدق، لكن فى الوقت نفسه هناك جمعيات رسمية لها دور خيرى تنموى يشهد له فى حقيقة الأمر وتقدم مساعدات كثيرة ليس لها حصر".

أما الدكتور رشاد عبده، الخبير الاقتصادى، قال: "لا نتعجب إطلاقا من هذا الرقم، لأن لو كل مصرى من ربع عدد المصريين دفع 5 أو 10 جنيهات، سيجمع أكثر من 10 مليارات جنيه، والـ 5 جنيهات لا تفرق معه إطلاقا، فيدفعها وهو راض لينال رضا الله مثلا فى شهر رمضان، كما أن المصريين ترسخ لديهم عادة مهمة جدا، وهى مساعدة الغير حتى لو كنت فى أصعب حالاتك، فمثلا تجد شخصا معه رغيف أخذه من آخر ويجد شخصا فقيرا يحتاج للطعام فيعطيه برغم أنه فى احتياج إليه".

يضيف دكتور رشاد أن فكرة الجمعيات الجديدة أيضا لها دور فى انتشار ثقافة التبرعات، فرسخت بعض الجمعيات فكرة إعطاء المال ومتابعته بدلا من أن تعطى المال وتريح نفسك من فكرة المتابعة، فمثلا أعلن عدد من الجمعيات إعطاء الأسر مساعدات عينية وليست مادية تفيد الأسرة فى حياتها بدلا من أن تعطيها مالا تنفقه فى الوقت نفسه، تجاوب المصريون مع ذلك الأمر وزاد من حماسهم لهذه الفكرة، مما رفع من معدلات التبرعات لمساعدة الغير.

وحول تاريخ التبرع لدى المصريين يقول د.عاصم الدسوقى، المؤرخ التاريخى: "ثقافة التبرع هى ظاهرة قديمة تاريخيا كان يقوم بها المصريون كصورة من صورة الرحمة والتكافل بين بعضهم البعض، والتبرع بدأ بشكل منظم منذ بداية القرن التاسع عشر، حيث الظهور الحقيقى للجمعيات الأهلية بشكل دينى سواء إسلامى أو مسيحى".

كما أن كثيرا من الأغنياء كانوا يتبرعون بأموالهم لمساعدة الفقراء وإقامة بعض المشروعات الخيرية مثل المستشفيات والمساجد الصغيرة.

ثم توقف الأمر تماما مع بداية ثورة يوليو حيث أصبحت الدولة هى المسئولة عن هذا بعد ما قدمته من تعليم مجانى وصحة وغيرها، وتطور الأمر تماما فى عصر السادات، حيث حلت ثقافة الانفتاح ووقعت الدولة تحت سيطرة رجال الأعمال الذين يبحثون عن الربح بعيد عن الجانب الااجتماعى.

ولكن اختلف الأمر الآن مع ما حدث من ازدهار للجمعيات الأهلية والتى عادت تقوم بدورها فى المجتمع، مع اقتصار التبرعات على الفقراء دون إقامة مشروعات تكافلية كبرى.

ويقول د رفعت عبد الباسط، أستاذ علم الاجتماع بجامعة حلوان: "إنه لابد من وجود تكافل بين كل أطراف المجتمع للتشجيع على توجيه ثقافة التبرع إلى إقامة مشروعات تكافلية كبرى"، مشيرا إلى الدور الهام للمؤسسة التعليمية والدينية والبيئية فى هذا.

وأكد عبد الباسط أن تطوير المجتمع مسئولية تقع على كل من الحكومة والأفراد، ومن هنا تأتى قيمة التكافل بينهم.

بينما يقول إسلام على، طبيب، لو أن هذه التبرعات تصل بالفعل لمستحقيها فلا مانع منها فنحن ندفع أموالا كثيرة فى شكل فواتير وضرائب فلن يحدث شىء إذا دفع الشخص 10 جنيهات مثلا مرة كل 4 شهور، لكن ما يقلق فى الأمر أن هذه الأموال لا تصل إلى مستحقيها.

أما حسين عماد موظف قال: "أنا ضد إعلانات التبرع لأن الشعب المصرى طيب بطبيعته فإذا شاهد الفرد منا كل ساعة طفل صغير يحتاج لتبرع للعلاج فسنميل بدورنا للتبرع من أجل هؤلاء الأطفال، ونحن لا نعلم أين ستذهب هذه الأموال".

بينما عبر محمد إسماعيل، عامل، عن رأيه بسخرية قائلا: "الحكومة سايبانا نتعامل مع بعضنا كأننا أسرة نساعد بعض دون تدخلها، لأن التدخل سيقلب الأوضاع وربما يثير المشاكل فلتظل بعيدة أفضل".

وقالت نادية توفيق الجهات دى "بتشحت" على الناس وتتسول من أجلهم، والمشكلة أنها "محتاجة" أن تحصل على هذه الأموال من الفقراء فى حين أنها مفترض أن تحصل عليها من الأغنياء.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة