ليلة كانت ككل ليلة ... وكأنه انتهى من واجب ثقيل ..
يكح كحته المأثورة فى كل مرة وكأنه كان بغيبوبة واستيقظ ...
وكأنه كان يريد أن ينبهنى أنه انتهى ... أكان يشعر إننى لم أعد أشعر !
حياتنا كلها لم أعد أشعر بها ... كأنها شىء آلى يحدث تلقائيا دون انبهار أو بهجة، ولا حزن ولا ألم ولا غضب ..
إنها اللاشىء ..
حالة من التجمد حيث لا يوجد خلافات كما لا يوجد حرارة ولا تقارب ولا حب ولا لهفة ...
لم أتزوجه عن حب ... أيكون هذا هو السبب ؟؟ .. لا أعلم.
تزوجته زواجا تقليديا لا أدرى سبب زواجه منى ولكننى تزوجته حتى لا يمر قطار الزواج دون أن ألتحق به فكل صديقاتى تزوجن, صاحبات الفضيلة و "غيرهن" ... بل إن "غيرهن" قد تزوجن قبل صاحبات الفضيلة !
وكنت أنا أدخر نفسى و روحى لحب زوجى، ولم أعش أية قصة حب.
أيام الخطوبة السريعة - لأن زوجى كان يتعجل الزواج لا أعرف لماذا - و أيام الزواج الأولى، كانوا كبهجة بدايات الأشياء، ثم تحولت إلى اعتياد ثم سكون ثم ملل ... وأخيراً الحالة الآنية من اللا سلم و اللا حرب ... اللا فرح واللا حزن.
نظراتنا باردة.. حتى عندما يتحدث إلى تليفونيا، للضرورة القصوى فقط، فبعد أن أجيب "ألو" أجد صوته يدخل إلى الموضوع فورا دون مقدمات، دون سؤال ... دون أى شىء !..
هل لا يعلم أننى أعشق المقدمات، حتى فى علاقتنا ؟؟ ..
لماذا لا توجد مقدمات ؟!!
كثيرا كنت أتساءل: هل هناك نساء للحب ونساء للزواج ؟!!
وأعود لأفكر أن صديقاتى من بطلات قصص الحب قد تزوجن قبل أن أتزوج بوقت ليس قليل ... أم أننى شريك غير جذاب لا يصلح للحب ولكن يصلح لزواج بطىء الإيقاع ؟!
طفلتى تتساءلان: كيف جئنا؟؟؟
لا أدرى بم أجيب ..
أجيب بأنكم جئتم بعد عدة خبرات ذكورية زائلة، وربما قصة حب حقيقية لم تكتمل جعلت أبيكم يرسو لأقرب "بنت حلال، أهلها ناس طيبين ومؤدبة" .. .
أم جئتم بعد حالة ترقب من جانب أمكما لفارس الأحلام، وحينما لم يأت حضر سائقه فتزوجته ... أأقول هذا ؟!!!
كثيرا ما أتذكر الراحلة العظيمة مارى منيب منصحة ابنتها الفنانة آمال فريد، فى فيلم "حماتى ملاك"، بأن الرجل الذى لا يتشاجر مع زوجته فهو لا يحبها ... فلازم يكون فيه ولعة والغيرة تحيى الغرام ... اسألونى أناااااااااا ..
رحم الله مارى منيب ..
أحاول تحريك الماء الراكد فأجد زوجى يؤثر السلامة، كمفاوض فلسطينى يصر على الجلوس على "طاولة المفاوضات" وذلك "لاستئناف عملية السلام" ... !
لكننى أحاول إحياء عملية زواجنا وليس إماتتها كما يحدث فى السياسة !
السياسيون يحاولون إماتة القضية الفلسطينية بمفاوضات السلام ومخطئ من يرى فى هذا إحياء ...
أحاول تجديد الإيقاع فأداعبه ... أجره إلى "علاقة" مختلفة ليست إيقاعية اعتيادية كعهدنا بها ..
أريدها "عارضة" لا "اعتيادية" بلغة الموظفين ..
هل الابتعاد يحيى زواجنا ؟!
أم أن النوم مع "العدو" هو أبلغ درجات الحكمة؟؟
