زكريا رمزى يكتب: الانتماء.. هل هو أغنية يرددها الفقراء؟

الثلاثاء، 19 أكتوبر 2010 10:20 م
زكريا رمزى يكتب: الانتماء.. هل هو أغنية يرددها الفقراء؟

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الانتماء هل صار أغنية يرددها الفقراء ويعيش بسحرها الأغنياء، أم أنه ماض ولى ولن يعود؟ كلنا نعشق تراب هذا الوطن ونذوب عشقا فى هواه جميعنا، الفلاح يعشق أرضه التى هى وطنه، والمواطن البسيط يحب وطنه بكل جوارحه، لكن فى الآونة الأخيرة طفت على السطح مجموعة من الأفعال التى غيرت هذا الانتماء إلى شىء آخر يمكن أن نطلق عليه الاغتراب، فأصبح المواطن غريباً فى وطنه، لا يشعر بالوطنية ويتغنى بها، إلا الذى يستفيد من العشوائية والفوضى التى نحياها، فعندما تجد مذيعاً يصل راتبه إلى مليون جنيه فى الشهر، فلابد لهذا أن يتغنى بالوطنية والانتماء على شاشات التليفزيون، ويدعو الناس إلى الانتماء لهذا الوطن، الناس الذى ألهبت ظهورهم سياط الإهمال والعشوائية.

هل يمكن أن نطلب من العمال المعتصمين أمام مجلس الشعب لمدة شهرين حتى خرجوا من ملابسهم ولم يسأل فيهم أى مسئول الانتماء إلى الوطنية، وهم يسحلون ويضربون من الشرطة بالجزم لكى ينهوا الاعتصام، وهم يطالبون بأدنى حقوقهم المعيشية، هل تشعر بالوطنية عندما تسمع أحد أعضاء مجلس الشعب الذين جاءوا بالتزوير يطلبون من الحكومة ضرب المتظاهرين بالرصاص، ثم يجتمع المجلس ويوجه له (اللوم). وعندما تجد مجموعة من السعداء الذين أصبحوا يملكون كل شىء فى البلد يبيعون كل شىء فى البلاد بعدما اشتروه بأبخس الأسعار من الحكومة. عندما يجد الناس أنهم كم مهمل داخل المستشفيات التى يدخلها المريض (إن دخلها) لكى تكتب له شهادة وفاة منها. عندما تجد الباطل أصبح هو الحق والحق أصبح باطل، ومن يريد أن يتبع الحق سوف يلاقى الأمرين ولن ينجح فى التمسك به. عندما أصبح كل شىء للبيع الضمير والأخلاق والأطفال والشرف ووو.. . عندما وصلنا فى مجموعة أزماتنا إلى نقطة المياه التى أصبحنا مهددين أن نحرم منها، والحكومة تطمئننا أن الحنفية لن تغلق غداً هى ستقفل ولكن ليس غداً. عندما تصبح الطماطم والخضروات أمنية صعبة المنال على أكثرية الشعب المصرى، وعندما تجد الشارع وكأنه سيرك من الصعب أن تسير فيه وأنت لا تجيد فنونه.

عندما تجد المسئولين يعيشون فى برج عاجى عن مشاكل المواطنين ولا تحل إلا المشاكل التى تصل إلى وسائل الإعلام، وعندما ترى ابن الضابط ضابطا وابن الوزير يصبح وزيراً وابن العامل يصبح عاملا، عندما تجد نفسك مصير الفكر والإرادة لا تنعم بحقوق الإنسان، بل ولا الحيوان من الغذاء، بعدما تجد نفسك وسط كل هذا لابد أن يتغير الانتماء الى شىء آخر، لأن الانتماء ليس شعارات إنه معيشة مجموعة من الحقوق والواجبات مع عدالة اجتماعية تطبق على الجميع وشفافية من الهيئات الحكومية حينذاك تعود الوطنية والانتماء الذى يعيش بداخلنا.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة