د. وائل كمال يكتب: "مصر هى ابنتى"

الثلاثاء، 19 أكتوبر 2010 01:19 ص
 د. وائل كمال يكتب: "مصر هى ابنتى"

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الإنسان هو المخلوق الوحيد من خلق الله تعالى المنوط بالتغيير فى الحياة، ولهذا السبب وهبه الخالق القدرة على إعمار الأرض.. والمفروض أن الإعمار يعنى تغيير الواقع للأفضل، وبالقياس على هذا المبدأ نجد أن كل شعوب الأرض تسعى للتغيير والتقدم.. ولن تجد أحدا ينشد التغيير لمجرد التغيير.. فالسير فى اتجاه الأسوأ يعتبر تغييرا أيضاً؛ ولكنه لا يرضى أحدا، ولا يتمناه أحد.

ودعوة اليوم للتغيير ليست خاصة بالانتخابات أو ما شابه، وليست خاصة بالمنتخب الكروى وما عاناه، وليست خاصة بتغيير السلوك الفردى والجماعى بين أفراد الشعب المصرى.. لكنى أعنى بالتغيير تغيير الفكرة والانطباع.. عن من وعن ماذا؟ هذا هو السؤال.

كلنا يتغنى منذ زمن - لا أعلم منذ متى - بأن "مصر هى أمى".. واعتبار مصر أمنا على مدار السنين رسخ عند أفراد الشعب الحب والود والاحترام للوطن الأم "مصر" وهذا شىء رائع وإيجابى للغاية، ولكن.. ماذا لو دعوتكم لتغيير هذه المقولة، فبدلاً من أن نقول "مصر هى أمى" فلنجعلها "مصر هى ابنتى".. والفكرة أن الابنة تحتاج لرعاية وحب واهتمام يختلف فى نوعيته عما تحتاجه الأم.. فالأم يجب إحترامها ونحن ننتظر منها العطاء دائماً، لكن الإبنة نحبها ونجزل لها نحن العطاء.. الأم تأمر وعلينا الإجابة والطاعة، لكن الابنة نرعاها ونخلص لها النصيحة ونحن ننتظر منها احترام الرأى الآخر.. الأم مدرسة ترعى وتربى وتعلم، أما الابنة فهى التى تذهب للمدرسة لتتعلم وتنال الرعاية كما ينبغى لها.. الأم نعيش معها حتى يشتد عودنا فنستقل عنها ونبنى مستقبلنا الخاص بنا، أما الابنة فلا يمكن أن نغيب عنها حتى يشتد هى عودها.

من رأيى أن مصرنا العزيزة تحتاج أن نعاملها كابنة نخاف عليها وعلى مصيرها القادم.. ابنة تحتاج منا الرعاية والصبر والاجتهاد فى العمل من أجل مستقبلها.. انظروا ما الذى يؤرقنا ويجعلنا نعمل ليل نهار؟ إنه القلق على مصير ومستقبل الأبناء.

إن مصرنا ليست فى مرحلة الأمومة التى تسمح بأن نطالبها بالعطاء المستمر الوافر، ولا هى فى الحالة القوية التى تسمح لها بأن تؤدى ما نتمناه منها – وكلنا يتمنى الكثير من أمه - وهذه ليست حالة فردية خاصة بمصر، فكل البلاد والأمم تتبادل الأيام بينها من قوة إلى ضعف وبالعكس.. حتى الأمهات فى مخلوقات الله يمررن بمراحل القوة والوهن.. إن أمنا تعبت وتحتاج منا أن نعاملها كابنة نحبها ونضحى من أجل مستقبلها هى.. وليس من أجل حاضرنا نحن.

أدعوكم للتغيير فى الأسلوب والمنهج؛ بأن نرعى مصر كابنة غالية نتمنى لها مستقبل أفضل من حالنا، وعلى فكرة.. لن يضيرنا شىء إن رفض البعض مبدأى الجديد فى التغيير.. المهم أن يعامل كل منا مصرنا بكل ما تستحقه منا الأم.. والابنة.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة