تلقى الرئيس حسنى مبارك، صباح اليوم "الثلاثاء"، رسالة من الرئيس السودانى، عمر البشير، تتعلق بتطورات الأوضاع فى السودان.
قام بنقل الرسالة وزير الدفاع الوطنى السودانى الفريق أول، ركن عبد الرحيم محمد حسين خلال استقبال الرئيس مبارك له صباح اليوم بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة.
وصرح الوزير السودانى بأن الرئيس مبارك أكد خلال اللقاء دعم مصر الكامل لإحلال السلام والاستقرار والتنمية فى ربوع السودان.. وقال: إن "الرئيس مبارك أكد استعداد مصر لتقديم كل أشكال المساعدة للسودان ووقوفه مع السودان، وأن مصر تساند إجراء استفتاء يتمتع بالشفافية وفقًا لرغبة أبناء السودان، ويؤدى إلى وحدة
طوعية واختيارية بين الشمال والجنوب".
وزير الدفاع السودانى، الفريق أول ركن عبدالرحيم محمد حسين تأتى زيارته لمصر فى إطار العلاقات المتميزة بين البلدين ولشرح الموقف الحالى الذى يواجه السودان بشأن الاستفتاء والوضع فى دارفور.
وأضاف: أنه قدم خلال اللقاء مع الرئيس مبارك شرحًا وافياً حول الأوضاع فى السودان خاصة مناطق التماس بين الشمال والجنوب، والمشكلات التى تواجه إجراء الاستفتاء فى مواعيده وما يجب أن يتم قبل إجراء الاستفتاء من عمليات مهمة حتى نضمن أن يقود الاستفتاء إلى السلام.
ولفت وزير الدفاع السودانى إلى أن القضية الجوهرية للمسألة بين الشمال والجنوب هى قضية السلام والأمن والاستقرار، وبالتالى ينبغى الإعداد جيدا لإجراء الاستفتاء لأنه ليس غاية، وإنما وسيلة من أجل ترسيخ ودعم الأمن والاستقرار.
وقال وزير الدفاع السودانى، إنه شرح للرئيس مبارك أهمية ترسيم الحدود حتى يتم الاستفتاء على حدود معلومة ومعروفة، وكذلك ضرورة حل قضية أبيى .. موضحًا أن أهمية منطقة أبيى لا تتعلق فقط بظهور البترول فيها- كما تردد وسائل الإعلام - أن مسألة البترول عارضة ولكن أهميتها تتعلق بقضاء بعض القبائل السودانية الكبرى فيها سبعة أشهر من كل عام للرعى.
وأعلن أنه تم الاتفاق على ترسيم ما نسبته 80 فى المائة من الحدود بين الشمال والجنوب السودانى، والمشكلة تكمن فى أقل من 20% من مناطق الحدود .. مؤكدًا ضرورة حل مشكلة ترسيم الحدود لتمهيد الأرض أمام الاستفتاء، حتى لا يكون هناك أى مبرر لحدوث اقتتال فى المستقبل.
وأوضح أنه تجرى مناقشات حاليًا لحل عدد من القضايا العالقة مثل الهوية والديون وتقسيم البترول، وذلك قبل الاستفتاء حتى يكون أداة لدعم الاستقرار والسلام.
وردًا على سؤال حول وجود مؤشرات لتأجيل الاستفتاء، قال وزير الدفاع السودانى إن المنطق والواقع يقول هكذا، ولكن من الضرورى حل جميع القضايا مثل الحدود وأبيى، فى إطار الدولة الواحدة، لأن حلها فى إطار دولتين يفتح المجال أمام التدخلات الأجنبية والتباعد.
وحول رد فعل حكومة الخرطوم فى حالة إعلان انفصال الجنوب من طرف واحد، قال الوزير السودانى: هذا أمر غير قانونى ولن يعترف به الاتحاد الإفريقى أو غيره لأنه سيتناقض مع إجراءات اتفاق السلام.
وردًا على سؤال حول ما إذا كان قد تم ترسيم الحدود بالفعل قبل بدء الاستفتاء، قال الوزير السودانى إنه تم الاتفاق على ترسيم 80 % من الحدود على الورق باستثناء أربع مناطق صغيرة، هى: جودة والمجانس وحفرة النحاس وكاكا التجارية، بالإضافة إلى منطقة أبيى.
وأشار إلى أن الجانب الجنوبى تغيب طوال الأشهر الماضية عن حضور الاجتماعات الخاصة بحسم تلك القضايا رغم الدعوات المتكررة إليه بما أدى إلى عدم حسمها.
وحول الوضع فى دارفور، أكد وزير الدفاع السودانى أنه فى أحسن حالاته فى الوقت الراهن، حيث اختفت بعض الحركات المسلحة من الوجود تمامًا، وأصبحت بعض الحركات الأخرى فى أضعف حالاتها.
وفيما يتعلق بموضوع نشر قوات دولية بين الجنوب والشمال قبل إجراء الاستفتاء، قال وزير الدفاع السودانى، ليس هناك أى اتفاق أو قرار بنشر قوات دولية، وهذا الأمر غير مطروح، وقد سبق وأن نفت الأمم المتحدة وكذلك الاتحاد الأوروبى ذلك.
الرئيس السودانى عمر البشير
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة