د. محمد داود

كفانا عداء وفرقة رحمة بالأجيال القادمة

الإثنين، 18 أكتوبر 2010 07:20 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
المتأمل لرموز الأديان الثلاثة، يرى أن الحكمة رمز لليهودية والمحبة رمز للمسيحية والرحمة رمز للإسلام، ويتساءل الإنسان ماذا لو اجتمعت معانى الحكمة مع المحبة مع الرحمة؟ هل سيصير العالم الذى نعيش فيه ملائكياً؟ نعم، لكن فئة من البشر أصروا على الانحراف بهذه المعانى البالغة وهذا السمو إلى العداء والصراع.

ويتساءل العقلاء: أو ليس البشر جميعاً لآدم وآدم من تراب؟!! ألسنا أبناء آدم وأمنـُا حواء؟! أو ليس البشر جميعاً – على اختلاف ألوانهم ولغاتهم وثقافتهم وأديانهم – ينتمون إلى أصل واحد، إلى أبيهم آدم وأمهم حواء؟!.

إذن فلم التقاطع والتدابُر والضغائن والأحقاد؟ كيف وقد منحنا الله هذه الهبة الإلهية العظيمة، ألا وهى نعمة العقل؟ تلك المنحة التى مكنت الإنسان أن يسود هذا الكون.. فاكتشف واخترع واستطاع أن يجد سُبُلاً لتسخير الطبيعة، لتكون طيعة له فارتاد الفضاء وقطع المسافات، وأزال حواجز الزمان والمكان، وصنع الحياة من جديد.

لقد ميز الله الإنسان أيضاً باللغة التى بها يكون التواصل والتفكير واختزان الخبرات، ونقل التجارب والمشاعر.. إلخ وبهاتين المنحتين أنجز الإنسان إبداعات رائعة.

وأراد الله عز وجل أن يسمو بالإنسان إلى مدارج أعلى وأسمى، فبعث الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم – وأنزل الكتب السماوية، لتملأ قلب الإنسان نوراً ورحمة ومحبة.. والأنبياء والرسل عليهم السلام جميعاً جاءوا لخير البشرية وهدايتها والسمو بها.

غير أن انحراف الفكر عند المتطرفين من أتباع كل دين قد أفسد فطرتهم وانتكس بالمعانى السامية والغايات العظمى من الدين فمارسوا الحروب باسم الدين وأشعلوا نيران العداوة والبغضاء باسم الدين فأفسدوا علينا نعمة الحياة ونعمة السلام التى من الله بها علينا، وأحالوا الحياة إلى صراع ودمار.

والمتأمل للأديان الثلاثة: اليهودية والمسيحية والإسلام، يجد أن رموزها ذات دلالة على مقصودها وغايتها فالحكمة اليهودية والمحبة المسيحية والرحمة الإسلامية – لو اجتمعت معاً – لأحالت العالم إلى جنة أرضية تنعم بالسلام والتعاون والتواصل.

إنه سلام متميز عن سلام المصالح أو سلام القوة إنه سلام نابع من داخل النفوس والقلوب.. إنه أمان نابع من أعماق القلوب، ولو اتخذ أتباع كل دين أنبياءهم أسوة وقدوة فى الحكمة والمحبة والرحمة لملأوا الحياة أمنا وأماناً وبراً وعطاء.

فالأديان كلها سبل لهداية البشر والخطأ يكمن فى الأفهام المغلوطة ، والدين منها برئ.. فمثلاً: الصليب رمز للتضحية والسماحة والمحبة فى النصرانيهة، لكن تسييس هذا الرمز خرج به من دائرة النور إلى دائرة الشر ليكون شعاراً للحروب كما نجد ذلك بارزا فى الحروب الصليبية.. وهذه إساءة للصليب لا يقبلها المتدين الحقيقى ولا العقل السليم.

وفى الإسلام شُروع القتال لدفع الظلم والعدوان، وليس للهجوم والعدوان على الآخر.. ولكن تسييس القتال حوله إلى عدوان وإرهاب، وهذه إساءة لدين الرحمة والسماحة، الإسلام.
إن المتعصبين من أتباع كل دين يرتكبون جريمة نكراء حين يجعلون من أفكارهم البشرية دينا مقدساً، والأخطر والأدهى أنهم يرصدون العقوبات على من يخالف هذا الراى وذلك الفكر.

وفى غفلة منا عن المقاصد العظمى من الأديان ورسالات السماء نسينا رسالة الإنسان وسمحنا لطائفة منا أن تحرمنا نعمة المحبة والرحمه والسلام فاضاعوا علينا مساحه الود بيننا كأسره انسانيه ومساحة السمو والنور الربانية وغاب عنا ذلك القبس الإلهى الذى أطلقه الله فى قلوبنا فمزقتنا الصراعات وفرقت بيننا العداوات.

ولكن البشرية لن تعدم عقلاء يدعون إلى الحكمة والمحبة والرحمة التى من أجلها جاءت الأديان.

كفانا عداء وكفانا فرقه ولنتقدم – ولو خطوة – على طريق المحبة والسلام، رحمة بالأجيال القادمة.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة