جريمة حماس مع الحريات فى غزة

الإثنين، 18 أكتوبر 2010 02:25 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يوما بعد الآخر تكشف حركة حماس عن نواياها السيئة لتكميم الأفواه، وقتل أى صوت معارض لها، واليوم لم تجد أمامها سوى نقابة الصحفيين بقطاع غزة التى لا حول لها ولا قوة، فعندما حاولت النقابة أن تنأى بنفسها عن الانقسام الفلسطينى وتتعامل مع الموقف بحيادية تامة بعيدة عن إرضاء فتح أو حماس، فوجئت بمليشيات حماس تنقض على النقابة الأسبوع الماضى مغلقة المقر وطالبة استدعاء أعضاء من الأمانة العامة للنقابة للتحقيق معهم، فى جريمة لا تغتفر لقوة غاصبة فرضت سيطرتها غير الشرعية على القطاع، وتريد أن تمد هذه السيطرة على كل شبر فيه، دون أن تأخذ فى اعتبارها أن هناك مبادئ وأخلاقا تسمح بوجود مساحة للاختلاف والحرية.

إنها جريمة قتل للحريات ترتكبها حماس فى سلسلة طويلة استهدفت من خلالها معارضيها أو حتى منتقديها، ولا أكاد أنسى موقف الزميل وائل عصام مراسل قناة العربية السابق فى القطاع الذى فوجئ قبل عام بمجموعة من ميلشيات حماس تقتاده دون سابق إنذار الى الحدود المصرية عند معبر رفح لطرده من القطاع دون إبداء أية أسباب، رغم أن وائل فلسطينى الجنسية.. وقتها حضر وائل إلى القاهرة التى كانت تستضيف وفدا قياديا من حركة حماس ضم موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسى للحركة والدكتور محمود الزهار، وأثناء جلوسى مع الزهار فى أحد الفنادق لإجراء حوار صحفى اقتحم وائل جلستنا وطلب أن يستمع له الزهار الذى ما أن عرف هويته حتى قال له "احمد ربنا يا وائل إنك خرجت من غزة حيا"، وعندما حاولت الاستفسار من الزهار عن الموضوع رفض، فلجأت إلى وائل الذى حكى لى قصته المأساوية مع ميليشيا حماس، والناطقين باسمها فى القطاع .

فوائل لم يكن له من ذنب سوى أنه أجرى تقريرا للقناة عن الأنفاق السرية التى تستخدمها حماس للتهريب من وإلى القطاع، فكان مصيره الطرد من جنه حماس فى القطاع، بعد أن تلقى تهديدات عدة من قيادات حمساوية، يبدو أنهم رأوا فى الطرد أقل وطأة من اغتيال الزميل الذى كان يؤدى واجبه المهنى بشكل حيادى، ورفض أن يكون تابعا لأحد.

حماس التى استفادت وطالما تستفيد من الإعلام، فهو بوابتها للعالم الخارجى، اعتبرت اليوم أن الإعلام هو أحد أعدائها، وواجهت القلم بالرصاص، ولم تجد من وسيلة لمواجهة الصحافة سوى تكميم الأفواه وغلق المقرات والمؤسسات، ولا يغفر لهذه الجريمة أن حماس أعادت فتح المقر مرة أخرى، فالجريمة قائمة لا يمحوها أى اعتذار أو إعادة لتصحيح الأوضاع، فطالما أن الفكر الانغلاقى هو المسيطر، فلا أمل فى اعتذار أو تصحيح للأخطاء، وإذا كان هذا هو الحال مع نقابة الحريات، فما بال بسطاء غزة ممن فرضت عليه قوانين حماس غير الشرعية، فإذا كانت حماس تنتهك بشكل علنى قلعة الحريات فى القطاع وتوصد أبوابها، فاعتقد أن ما يواجهه البسطاء هو أشد وطأة.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة