دعا الدكتور سمير سيف اليزل، محافظ بنى سويف، الشباب والأطفال من المسيحيين إلى التقارب والمحبة واللجوء إلى الحوار، وذلك للتصدى لدعاوى التعصب وإحداث الفتنة الداخلية والخارجية، محذرا من حدوث بعض التشويش على أفكارهم فى ظل العولمة والبث المفتوح.
كما طالب المحافظ الشباب والأطفال باسترجاع التاريخ للتأكد من أن المواطنة والأخوة موجودة بالفعل منذ مئات السنين بين نسيج الأمة وقطبيها من المسلمين والمسيحيين، وأعلن المحافظ موافقته على بعض اقتراحات وتوصيات الملتقى مثل إنشاء جمعية باسم المواطنة، وأيضا المطالبة بإدراجها ضمن مناهج التعليم فى مصر.
جاء ذلك خلال ملتقى المواطنة والتثقيف الدينى الذى أقيم ظهر اليوم، الأحد، بقاعة الاحتفالات بديوان عام المحافظة فى حضور اللواء إسماعيل طاحون السكرتير العام المساعد للمحافظة، ود. عبد الجواد أبو هشيمة رئيس المجلس المحلى الشعبى للمحافظة، وأكثر من 500 من رموز الدين الإسلامى والمسيحى، وبعض القيادات التنفيذية، وطلاب المدارس.
القمص باخوم عطية وكيل مطرانية بنى سويف طالب بنشر ثقافة السلام والمحبة بين أفراد المجتمع والاحترام المتبادل للأديان فى إطار مبدأ الدين لله والوطن للجميع، مقترحا إضافة مادة المواطنة ضمن منهج التعليم فى مصر، ومؤيدا اقتراح كمال شريف مدير عام التضامن الاجتماعى بإنشاء جمعية تحمل اسم المواطنة.
وأشار د. السعيد محمد على مدير عام البحوث والدعوة بوزارة الأوقاف إلى أن المؤتمر عقد فى وقت مناسب، حيث يتزامن واحتفالات أكتوبر المجيدة، مضيفا أن هناك حقين أساسيين لابد من إقرارهما، هما حق الله من حيث التدين وحق المجتمع من حيث التعايش، مستشهدا بالحديث النبوى الشريف (يا ابن آدم مرضت ولم تعدنى قال كيف أعودك وأنت رب العالمين قال مرض عبدى فلان ولم تعده أما علمت أنك لو عدته لوجدتنى عنده).
أما القمص باسليوس راهب دير الأنبا بولا بمركز ناصر، فأوضح أن التاريخ يؤكد على وجود المواطنة، مستشهدا بما حدث فى خطاب الزعيم مصطفى كامل عام 1907 الذى أكد خلاله (أن المسلمين والمسيحيين لا يمكن التفرقة بينهم إلى الأبد)، مشيرا إلى الكلمة الشهيرة للبابا شنودة إن "مصر ليست وطنا نعيش فيه ولكنها وطن يعيش فينا".
فى حين أكد د. رابح رتيب بسطا نائب رئيس جامعة بنى سويف أن الرئيس مبارك أصر على وضع كلمة المواطنة ضمن التعديلات الدستورية الأخيرة، رغم أن المشككين كانوا يقولون إن هناك مادة فى الدستور موجودة بالفعل تتضمن بأن المواطنين متساوون فى الحقوق والواجبات، ولن يفيد إضافة المواطنة، ولكن أثبتت الأيام أن التعديلات سمت بمعنى المواطنة، مطالبا الشباب فى الداخل والخارج بضرورة الالتزام بالولاء والانتماء، كما طالب الأحزاب بالقيام بدورها فى تعزيز مبادئ الولاء والانتماء لدى الشباب.
أما د. عبيد الشافى عبد اللطيف أستاذ التاريخ الإسلامى بجامعة الأزهر فتحدث حول المعانى المتعددة للمواطنة، مشيرا إلى أنه لا يوجد فى الإسلام دولة دينية، وأن مصر دولة مدنية، وأننا الدولة الوحيدة التى تضع آية من القرآن فى موانيها تؤكد الأمن والسلام لمن يدخل مصر (ادخلوها بسلام آمنين).
مؤتمر ببنى سويف يؤكد على أهمية المواطنة والتثقيف الدينى
الأحد، 17 أكتوبر 2010 07:00 م